أسماء مصطفى : مطلوب صياغة جديدة لإعادة الطفل للحكاية

 

عادت الفنانة أسماء مصطفى مؤخرا من الجزائر، حيث شاركت في ورشة عمل حول الطفل والحكاية التي اقيمت ضمن فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف في الجزائر الدورة السابعة . وتنتظرها رحلة الى موريتانيا للمشاركة في نشاط يتعلق بالمرأة هناك.تقول الفنانة أسماء حول انشغالها بالطفل: الحكايا بشكل عام عالم جذاب للكبار والصغار، لذا وجب الاهتمام بها وإعطاؤها مساحة كافية للاشتغال عليها في المسرح وتوظيفها توظيفا يتناسب مع طفل اليوم ومخيلته ..


واضافت أسماء مصطفى :هذا الطفل بحكم التكنولوجيا وتعدد وسائل الاتصال والتواصل لم يعد يكتفي ويهتم بحكاية الجدة والجد أو حكاية الأم قبل النوم ..ولم تعد الجدة هي مصدر التسلية ..كما كانت عليه في زمن لمّة العيلة والحكايات، لذا نجد أن كثيرا من الأطفال لم يعتادوا عادة المطالعة وقراءة القصة، ولم تعد الرسالة التربوية التي تحملها القصص لمعالجة الكثير من القضايا سواء في تهذيب الطفل أو تغيير بعض مسلكه ..وتعبر عن مشاكله النفسية وتطرح حلولا لها وتقوي ذاكرته ،لذا وجب الاهتمام بصياغة إسلوب جديد لإعادة الطفل إلى الحكايا. وهذا يتم عبر الاستفادة من المسرح وتقنياته في إعادة احتضان الحكايا وتقديم راوي الحكاية بإسلوب يتناسب مع فهم وذائقة وخيال طفل اليوم..لذا اعتمدتُ في ورشة العمل على توظيف مبادرة ومشروع ضحك ولعب ومسرح الذي أعمل عليه منذ أربع سنوات في توظيف كيف يمكن لطفل اليوم تقبل الحكاية والاندماج معها عبر منهج المسرح التفاعلي ونقل الحكايا للطفل من كان وأينما كان لتغرس في مكنوناته حب القراءة والمطالعة، عن طريق إعادة صياغة الحكايا الشعبية ..ومن خلال شخصيات الحكايا الشعبية التي تربينا عليها سواء الحكايات من «ألف ليلة وليلة» ..أم «كليلة ودمنه» ..يمكن تناول شخصيات أمثال «علاء الدين والمصباح السحري» ..أو «السندباد» أو «علي بابا» و»الشاطر حسن ونص نصيص» و «عقلة الإصبع»، وتحميل تلك الشخصيات مفاهيم ومشاكل من حياة طفل اليوم ليتم تغير السلوكيات السلبية إلى إيجابية ..ومعالجة قضاياه وهمومه.



أسرار

واشارت اسماء مصطفى الى ان الحكايا منذ نشأتها ومع تطورها تحمل في داخلها أدوات للتحليق بخيال الطفل والسفر من بلد إلى بلد ..أمثال «بساط الريح» و «الفانوس السحري» و»جني المصباح» و «طاقية الإخفاء» . كلها أدوات على المسرح أن يستفيد منها في تطويع الحكايا في المسرح ..وكيف للحكايا والعمل على بنيتها من جديد أن تستفيد من تقنيات المسرح.

وقد تم تدريب المشاركين..على فن الحكواتي وكيف يمكن للحكاء أو الراوي أن يكون قادرا على تقديم عرض ممتع وثري بالاستفادة من تقنيات ومهارات الممثل من تدريب على الصوت ..والتنفس والأداء والإيقاع ..والموسيقى وكيف يمكن للراوي أن يستعمل تعابير جسده والتعبيرات الإيمائية في سرد حكايته ..وكيف يمكن للراوي أن يلعب ويتقمص الشخصيات الموجوده داخل الحكايا ..لإكساب الطفل المتعة والمعايشة الحقيقية أثناء سرد القصة له ..فلا يمكن أن نصنع حكواتيا ولكن يمكن تأهيله وتدريبه وتحسين أدائه ..إذا كان موهوبا.



التجربة الاردنية

وانطلاقا من حرصها على تعليم الأطفال القراءة وتثقيفهم بمعرفة حقوقهم، أطلقت الممثلة والمخرجة أسماء مصطفى قبل عام مشروع مسرحية «أنس وحنين»، من إنتاج أمانة عمان الكبرى ضمن مشروع كبير تقوم به لتعزيز القيم والسلوكيات لدى أبناء المجتمع، الذي يعد نموذجا لمسرح الشارع التفاعلي.

والذي اعتبرت اسماء مصطفى «إنه استكمال لمسرح الضحك واللعب الذي بدأته منذ ثلاث سنوات»، والذي سعى إلى تعليم الصغار القراءة والدفاع عن حقوقهم تحت شعار «وين حقوقنا وين»، لاسيما حقهم في التعليم. وتحدث المشروع في مضمونه عن أولاد عمان المثقفين الذين ينتمون لبلدهم ويحبونه، معبرين عن محبتهم وانتمائهم لبلدهم من خلال حمايتهم للممتلكات العامة وعدم السماح لأي شخص بالعبث بها أو تخريبها.

وعرضت مسرحية «أنس وحنين»، وفق مصطفى، في 20 حديقة عامة تابعة لأمانة عمان الكبرى، معززة في ذلك مسرح الشارع الذي يذهب لأي كان وفي أي مكان بغض النظر عن المكان، إلا أن الهواء الطلق هو عنوانه.

وتعاونت مصطفى مع منظمة حقوق الإنسان حتى تتمكن من تعليم الأطفال حقوقهم من خلال المسرح، وكيفية الحصول عليها والدفاع عنها، واستلهمت المسرحية حكاية تراثية من كتاب «قول يا طير» الذي يرصد أهم الحكايا التي كانت تروى للأطفال، وتحاول تكريس قيم المحبة والتعاون والشجاعة في وجدان الطفل وفكره.



سيرة

يذكر ان الفنانة أسماء مصطفى درست تصميم أزياء وتصاميم داخلية عام 1994.واحترفت التمثيل وقدمت العديد من الأدوار المميزة و نالت عنها جوائز أهمها : التحكيم الخاصة كأفضل ممثلة لدور ثان، مهرجان المسرح الأردني 1996 مسرحية كإنك يا بو زيد.و أفضل ممثلة،مهرجان الرقة الآول 2006. مسرحية يامسافر وحدك. و أفضل ممثلة، مهرجان المسرح الآردني 2009، مسرحية صباح ومسا.

وكذلك أفضل ممثلة في الملتقى العربي التاسع لمسرح الطفل(حمام سوسه) 2010، مسرحية «وين حقوقنا وين» ضمن مشروعها للطفل «ضحك و لعب و مسرح».

وحصلت على تكريمات أهمها:كمبدعة مسرحية. مهرجان الرواد والمبدعين العرب الرابع (دورة القدس) 2009 في عمان.عن مسرحيةصباح ومسا من بيت تايكي 2009. كما شاركت في لجنة تحكيم مهرجان مسرح الخليج العربي المدرسي الدورة الخامسة في البحرين عام 2012

وقدمت كمخرجة وكاتبة و ممثلة مسرحية «سليمى» 2010.

الدستور ـ طلعت شناعة

http://www.addustour.com/

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *