‘الدومينو’ لوحة حية تنبض بالأحاسيس الانسانية

تشارك المسرحية الاماراتية “الدومينو” في مهرجان المسرح العربي بالشارقة والذي تنطلق فعاليات دورته السادسة من 10 إلى 16 يناير/كانون الثاني 2014.

وشارك في أداء “الدومينو” العدد الأكبر من الممثلين، مقارنة بسائر الأعمال، وهو 28 ممثلاً، من بينهم 23 يصعدون إلى الخشبة للمرة الأولى.

والمسرحية من تأليف طلال محمود، ومن إخراج مروان عبدالله صالح اللذين شكّلا من قبل ثنائياً متناسقاً ومتناغماً، بدأ بمسرحية “عنبر” ولم ينته بعد.

والبداية كانت مبهرة من ناحية الموسيقى وشكل الممثلين وأدائهم والأضواء، إذ شكّل كل هؤلاء لوحة حية للعبة الدومينو الشهيرة التي حمل العرض اسمها.

وقصة المسرحية عبارة عن صندوق كبير مغلق الجوانب للعبة الدومينو وهناك حركة مستمرة في داخله مليئة بالممثلين والحركات والمواقف والاحاسيس.

وتستلهم المسرحية الاماراتية اللعبة المعروفة للتأكيد على اهمية الالتزام بالقوانين الموضوعة وضرورة التقيد بها لتحقيق التقدم والتطور في كافة المجالات.

وتتمحور فكرة العرض حول المواطن العربي الذي يحاول التغريد خارج السرب، والخروج من علبة الدومينو.

وتجسد المسرحية عالم متكامل الاركان لقطع بشرية تربطها علاقات محددة، تلك العلاقة المنظمة والرتيبة بين قطع الدومينو الـ28، ما يعني أن أي خروج عن المألوف، والقيمة التي تحملها كل قطعة ممثلة بعدد نقاطها السوداء، يعني خروجاً غير مقبول، ومرشحاً دائماً للفشل، لأنه ببساطة، خارج سياق قانون اللعبة.

ويجسد الفنان الاماراتي حسن يوسف مربع القطعة الأكبر التي تحمل العدد ستة مكرراً مرتين، ما يجعله سيد هذا العالم الافتراضي، ولكن ثمة قطعة أخرى لا تحمل في ذاتها القيمة وفق مقياس العدد، لكنها تبدو قادرة على تغيير مسار اللعبة، وهي القطعة التي لا تحمل العدد صفر، ويصطلح على تسميتها بـالفاقد. وجسد الممثل الشاب غانم ناصر، من خلال أدائه لهذا الدور، التصادم بين القوتين، السائدة، والوليدة، عبر مشهد يسهم في دلالته احتفاء القطع الأخرى بـمولده، وإشارتهم لترقبهم التغيير المحتمل الذي قد يحدثه مستقبلا “لقد جاء المولود ذكراً”.

وتبحث المسرحية من خلال صورها الرمزية المعبرة ايضا عن الخواء السياسي في دول الربيع العربي.

وهذا المحتوى المختلف والفلسفي الذي ينفتح على تأويلات متعددة، أبرزها الحراك السياسي المتلعثم في دول “الربيع العربي”، وتصادم قوى صاعدة، بأخرى عتيدة، واكبته مشهدية مبهرة، تمثلت في حركة وأداء منظمين للجوقة، ودور رئيسي للموسيقى، التي تعدت كونها “مؤثرات”، لتصبح منظمة لأداء الشخصيات في كثير من المشاهد.

وأكد المؤلف طلال محمود أنه اختار النص لأنه يحمل قضية تهمّ الشباب العربي.

ولاتزال المطالب بإعطاء أهمية أكبر لبحث الشباب عن ظواهر أو إشكاليات أو مناطق للبوح، الرهان المتجدد للمخرجين الشباب في الدول العربية، وذلك لاعتبارات عديدة أهمها الإبداع والابتكار، كون الفن مرتبط بالقدرة على التعبير عن الذات، مروراً بالبيئة المحيطة وصولاً إلى نقطة التجسيد الإنساني العام لإثراء المسرح بالتوازي مع المكنون الفكري للشباب.

وأبدى الكاتب طلال محمود والمخرج مروان عبدالله رغبتهما في استمرار لعبتهما مسرحياً.

وقال مروان: “من لعبة “الدومينو” إلى “الشطرنج” مستمرين في ثنائيتنا المتجددة في الحركة المسرحية”.

وحصد المخرج مروان عبدالله صالح عن مسرحية “الدومينو” في الدورة السابعة لمهرجان دبي لمسرح الشباب الذي اقيم في وقت سابق ثلاث جوائز نوعية في مجال أفضل إضاءة، وأجمل مؤثرات صوتية، إضافة إلى جائزة أفضل مخرج مسرحي في المهرجان.

ونالت الممثلة عذاري من مسرحية “الدومينو” على أفضل ممثلة دور ثان.

 

http://www.middle-east-online.com


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *