«بازار» تحصد جائزة مهرجان المسرح العماني الرابع

هنأ صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة في تصريح له عقب اختتام الدورة الخامسة لمهرجان المسرح العماني الفائزين والمشاركين في المهرجان، وقال في هذا السياق: نحن سعداء في وزارة التراث والثقافة أن نرى هذه الفرحة تكتمل دائما مع الشباب المسرحيين، وكل

مهرجان يحوي إضافة خاصة به، وأنا سعيد بأن أرى ضيوف المهرجان وهم يشيدون بمستوى الفنانين في السلطنة وكذلك نوعية المسرحيات والإخراج والكتاب، وما هذه المهرجانات إلا لدعم المواهب والخروج بالمسرح إن شاء الله إلى مستوى يرتقي بالفن العماني، وأتمنى التوفيق لكل محبي المسرح. وأضاف سموه: أتمنى أن يزيد عدد الفرق المسرحية لأنه كلما زادت الفرق كان الإخراج أفضل، وإشراك عدد كبير من محبي المسرح هو أمر طيب، وأنا سعيد بأن أرى مجموعة كبيرة تعلو على وجوههم الفرحة والابتسامة وهذا أمر يسعد وزارة التراث والثقافة والقائمين على المهرجان.
وكان مهرجان المسرح العماني الخامس اختتم مساء أمس الأول في حفل رعاه معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بحضور صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وعدد من المسؤولين والمهتمين بالشأن الثقافي في محافظة البريمي. وتم خلال الحفل تكريم لجنة التحكيم، والمعقبين على العروض المسرحية، والمؤسسات الحكومية والخاصة التي ساهمت في نجاح المهرجان، ونخبة من الكتاب والمبدعين. كما تم الإعلان عن الفائزين في المهرجان حيث حافظت فرقة الدن للثقافة والفن على مركزها الأول الذي حققته في الدورة الماضية بحصولها على جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل أول عن مسرحية “بازار” وجائزتي أفضل إخراج، وأفضل سينوغرافيا.
وحصلت فرقة مسقط الحر على جائزة أفضل عرض متكامل ثان عن مسرحية “النيروز”، كما حصلت فرقة الأصايل في أول ظهور لها بالمهرجان على جائزة أفضل عرض متكامل ثالث عن مسرحية “حرب الجراد”. وحصل بدر الحمداني على جائزة أفضل نص عن مسرحية “فكرة”، وحاز خالد الضوياني على جائزة أفضل ممثل أول عن دوره في مسرحية “زفت الطين”، وحصلت وفاء البلوشية على جائزة أفضل ممثلة دور أول عن دورها في مسرحية “زهرة الحكايا”، وحصل ممدوح المرهون على أفضل ممثل دور ثان عن دوره في مسرحية “سمهري”، وحصدت شيماء البريكية جائزة أفضل ممثلة دور ثان عن دورها في مسرحية “زفت الطين”.
وجرت فعاليات مهرجان المسرح العماني الخامس الذي نظمته وزارة التراث والثقافة في الفترة من 4 الى 13 ديسمبر الجاري في محافظة البريمي، حيث شهدت المدينة خلال هذه الفترة حراكا ثقافيا واقتصاديا هامين، بالإضافة إلى الحضور الجماهري الكبير الذي شهدته العروض المسرحية والجلسات التعقيبية، وقد عبر جمهور المسرح في البريمي عن تعطشه للفن المسرحي وانفتاحه على مختلف الفنون، كما سجل جمهور المسرح من دولة الإمارات العربية المتحدة حضوره بمسرح التربية والتعليم بالبريمي، وأبدى إعجابه بمستوى العروض وما بلغته الحركة المسرحية العمانية من تطور. أما الفرق المسرحية وإن تخلفت عن الحضور في بداية المهرجان إلا أنها كانت في الموعد وأمتعت الجمهور بمستوى متفاوت من الأعمال رغم الصعوبات التي واجهتها في المسرح الذي لم يكن مجهزا تقنيا، بالإضافة إلى عدم قدرته على استيعاب حركة الممثلين والديكور الذي كان في أغلبه ثابتا ما أدى الى ضعف حركة الممثل وإرباك الفرجة المسرحية.
وقد اتسمت العروض في أغلبها بضعف في أداء الممثلين وتقليدية الإخراج والسينوغرافيا، بالإضافة إلى نقص الخبرة في التعاطي مع النص المسرحي دراماتورجيا، وغياب النضج الفني الذي يسمح للممثل بالتغلب على بعض الصعوبات خلال تقديم العرض، بما في ذلك مواجهة الجمهور والقدرة على الإقناع، والصدقية في الأداء. وغيرها من الهنات التي أخلت بجودة العروض إلا أن وجود بعض لنصوص الجيدة والإخراج الجيد والتوظيف الموفق للفنون الشعبية ونجاح عدد من الممثلين المحترفين في تقمص الشخصيات والثبات على الخشبة قد غطى على تلك الهنات ودفع بالعروض إلى كسر الحاجز الرابع.
وأشاد ضيوف المهرجان بحسن التنظيم والإعداد الذي ظهر عليه المهرجان، كما عبروا عن تفاعلهم مع الفعاليات المصاحبة وخاصة منها المؤتمرات الصحفية التي تناولت تجاربهم المسرحية والفنية بشكل عام، حيث تعرف المسرحيون العمانيون على تجارب كل من الفنانين جمال سليمان، وفردوس عبدالحميد، وإبراهيم الزدجالي. بالإضافة إلى الكاتب المسرحي الكويتي علاء الجابر، والأكادميين د.حسن المنيعي، ود.فاضل الجاف، ود.فراس الريموني، وعبدالناصر خلاف. وطرح المتداخلون تساؤلاتهم ورؤاهم حول هذه التجارب وحول بعض المناهج الغربية التي استفاد منها المسرحيون العرب ومدى التطور الذي يشهده المسرح العربي اليوم.
كما صاحب المهرجان معرض تشكيلي لعدد من الفنانين من محافظة البريمي، وزيارة لكلية البريمي الجامعية، وحلقة عمل تدريبية في تكوين الممثل قدمها الدكتور جان داؤود وشارك فيها عدد من الممثلين من فرق مسرحية مختلفة، حيث كان الاشتغال على الأسس ومعالجة بعض المسائل التي تتعلق بحركة الجسد، والصوت، والانفعال، والصدق في تقمص الشخصية والتلقائية، وغيرها.. وكانت حلقة العمل كما وصفها د.جان استكشافية للتقنيات الجديدة التي يعمل بها والتي تقوم على الجسديات. كما تم العمل في الحلقة على مسائل ترتبط بالجانب النفسي الذي يعيق عندما يصعب توظيفه بشكل ايجابي. وقد عبر المشاركون عن سعادتهم بما حققوه من نتائج على المستويين الأدائي والشعوري، وتمخضت عن حلقة العمل أسئلة عميقة تعكس همومهم في فهم الممثل وضرورة تطويره.
وكان معالي الدكتور عبدالله الحراصي خص (عُمان) بتصريح عبر فيه عن سعادته برعايته لهذا الحدث المهم. وقال معاليه: مهرجان المسرح هو تجذير لفن المسرح في السلطنة عموما وفي محافظة البريمي على وجه خاص، ومثلما عرفت من الأخوة هنا أن الحضور كان كثيفا سواء في العروض المسرحية أو في الجلسات النقدية التي تلت العروض فهذا يبعث على السرور بأن هذا الفن الحديث نسبيا على السلطنة وعلى الجمهور العماني. هذا الفن الأدبي والأدائي بدأ يتجذر بعمق على مستوى الفن وعلى مستوى الوعي الثقافي، هناك شكل جديد للوعي الثقافي باحتضان فنون جديدة لم تكن موجودة في التراث الأدبي والثقافي العماني، من زاوية أخرى نستطيع أن نقرأ نجاح المسرح في السلطنة من جانب المقاربة الأدبية للقضايا الوطنية، هذا مهم جدا والأمر لا يقتصر على كونه فنا مسرحيا أو فنا أدبيا وإنما استخدام الأدب لمعالجة القضايا الاجتماعية وغيرها هذا أيضا حالة وان وجدت شبيهاتها لكنها حالة جديدة هنا في عمان، وربما بعض العناصر للفن المسرحي تلتقي هنا مع موضوع معالجة الأدبية لهذه القضايا. كما أن وجود الجمهور في حد ذاته مستوى من مستويات المعالجة هذه، ومستوى من مستويات وعي الجميع بالقضايا الوطنية وأيضا مستوى مهم من مستويات السعي لحل القضايا التي تطرح في المسرح من خلال أداة الوعي وليس فقط من خلال الحديث عن الإشكالات، فبإذن الله تجذر الفن المسرحي على المستوى الاجتماعي وليس فقط على المستوى النخبوي كالشعر مثلا حيث هنا الجمهور عنصر أساسي في نجاح الفن المسرحي، هذا يعني أننا أمام حالة وعي جديدة، وبإذن الله تبعث على السرور وستبعث على وعي جديد في الثقافة والوعي العماني.
من جانبه قال معالي السيد إبراهيم البوسعيدي محافظ البريمي في لقاء مع ($): وجود المهرجان في البريمي أنعش الأجواء الثقافية للمحافظة والجانب المسرحي تحديدا. حقيقة كان هناك فتور نسبي لنشاط المسرح في المحافظة وأتوقع أنه بعد نهاية المهرجان ستكون هناك شراكة بين الفرق المحلية والفرق التي جاءت من مختلف مناطق السلطنة وربما هذا يحي النشاط بوتيرة أفضل هذا من جانب، من جانب آخر وكتظاهرة ثقافية للمجتمع وللجمهور وحضوره بشكل يومي للعروض المسرحية أيضا أضاف لمسة ثقافية جيدة وأخبر النشء بهذا الفن الجميل والرائع. القضايا التي طرحت في المسرحيات المختلفة هذا العام لامست جوانب اجتماعية وثقافية فربما أيضا أضافت إضافة جيدة وشكلت رؤية للمهرجان في دورته القادمة وما نؤكد عليه في الأوساط الموجودة هنا أن المسرح يحتاج أنه لا يعبر عن الشارع فقط ولكن يجب أن يكون ذا جانب اقتصادي ثقافي يستطيع أن يساهم في رفد الأنشطة الاقتصادية سواء على مستوى المحافظات أو في العاصمة. وأضاف معالي السيد محافظ البريمي: قبل المهرجان كان النشاط المسرحي مستمرا لكنه بمر بهدوء نسبي، الفرق لا تعمل بشكل مكثف ولكنها كلها كانت على مستوى الهواة، الأمر الآخر كان لدينا مسرح الطفل والآن بدأ مرة ثانية فنتمنى أن نتابع هذه الوتيرة بعد المهرجان حتى نرى توجهات الشباب ومثلما قلت ستكون هناك شراكة مع فرق أخرى ستعمل نقلة إن شاء الله.

 

هاجر بوغانمي –

http://main.omandaily.om/

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *