الملتقى العربي لفنون الدمى يبحث مستقبل «خيال الظل»

انطلقت صباح أمس بقصر الثقافة في الشارقة فعاليات الملتقى العربي لفنون الدمى وخيال الظل الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح بمشاركة أربعة وعشرين من المختصين من العرب والغربيين وعدد من الفعاليات ذات الصلة بالمجال.

وفي الجلسة الافتتاحية للملتقى الذي يستمر إلى الغد ويأتي بالتزامن مع مهرجان الإمارات لمسرح الطفل رحب اسماعيل عبد الله رئيس مجلس الأمناء والأمين العام للهيئة بالضيوف وشكرهم على تلبية الدعوة، موضحاً أن الهيئة حين دعت إلى ملتقى عربي لفنون الدمى وخيال الظل وصندوق العجب وكل الفنون المجاورة، فلقد هدفت بذلك إلى توحيد الجهود وجمعها في بوتقة واحدة من أجل مستقبل زاهر لهذه الفنون في البلاد العربية.

وذكر عبد الله أن مشاركة الفنان جاك ترودو من الاتحاد العالمي للدمى « اليونيما» والفنان تروننغ غريغوري من اتحاد المدن الداعمة لفن الدمى «أفياما» تمثل بوابة للتعاون العالمي وتابع قائلا «ويشرفني أن أنقل لكم تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح والذي يبارك لكم هذه الخطوة البناءة ويتابع شؤون ملتقاكم رغم انشغالاته في شؤون دولية خارج البلاد»

واستحضر الأمين العام للهيئة قول الإمام الشافعي:

رأيت خيال الظل أكبر عبرة

لمن هو في علم الحقائق راق

شخوص وأشباح تمر وتنقضي

وتفنى جميعا والمحرك باقٍ

مشيرا إلى أن الملتقى ينطلق استنادا إلى رؤية الشافعي تلك بما تنطوي عليه من دلالة على عراقة هذا الفن وأصالته وتأثيره القوي في الثقافة العربية، وتابع «اليوم نبدأ خطوة نحو العمل الاستراتيجي في إعادة الاعتبار لهذه الفنون في المشهد المسرحي باعتبارها فنونا حية ونعمل على استمرارها وتطويرها ونجعل منها جسوراً تربطنا بالعالم من حولنا»

وفي مختتم كلمته قال عبد الله إنه يتبنى الرؤية التي تنظر إلى فنون الدمى باعتبارها الفنون الحية التي تختزن مفردات الهوية والشخصية والفنون القابلة لإعادة الإنتاج بكل ما يتوفر لدينا من آفاق تقنية ومعرفية جديدة والفنون التي تخرج من الواقع لتمثل بلا واقعيتها أعمق ما في الواقع من صور مؤثرة»

من جهته، عرّف جاك ترودو من الاتحاد الدولي لفن الدمى بمشاريعهم في الاتحاد وطرق الانتساب اليهم كما قدم لمحة عن برامج قدمها الاتحاد في وقت سابق مثمناً الدور الذي تلعبه المؤسسة العربية للمسرح انطلاقا من الشارقة متمنياً المزيد من أشكال التعاون وتبادل الخبرات بين الهيئة والاتحاد.

فيما ركز دكتور يوسف عيدابي مستشار الهيئة العربية للمسرح في كلمته على إبراز علاقة الثقافة العربية بفنون الدمى وخيال الظل والارجواز، واستغرب أن المعارف المتصلة بهذا الفن غدت شبه غائبة في المجال العربي وبات أكثرنا يستعين بمصادر غربية للتزود بتقنياتها ومعارفها، وذكر عيدابي أن الهيئة العربية للمسرح منذ تأسيسها انشغلت بالبحث عن كل ما يخص المسرح العربي وتاريخها ومساراته ومستقبله، مشيرا إلى أن هناك حاجة ماسة للعودة إلى التراث العربي والتنقيب فيها لأنه ينطوي على الكثير من التقاليد والجماليات الفرجوية الجميلة التي يمكن أن تستجيب لتطلعاتنا في الترفيه والمعرفة وسواهما من المتطلبات الذهنية والعاطفية.

واختتم عيدابي كلمته بالدعوة إلى إنجاز سجل يضم أسماء المختصين في مجال الدمى وتنظيم المزيد من الفعاليات المعرفة به في الساحة الثقافية والمسرحية العربية.

أما منسق الملتقى المخرج عدنان سلوم فتحدث في كلمة قصيرة عن الأهمية التي باتت تمثلها فنون الدمى في الفترة الأخيرة، وذكر عددا من المؤسسات التي علمته التعلق بهذا الفن وزادت شغفه بتفاصيله وشكر سلوم الهيئة العربية للمسرح على تبني فكرة الملتقى متمنياً أن تثمر جلساته وورشاته ما يفيد الساحة الفنية الإماراتية، مؤكدا على أن فن الدمى ليس للصغار أنما للكبار أيضاً.

وعقب الافتتاح تواصلت فعاليات الملتقى من خلال الجلسات البحثية.


عصام أبو القاسم (الشارقة)

http://www.alittihad.ae

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *