«الحكواتي» للمخرج عبدعلي تتنافس وتسعة عروض على جائزة القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي

كشف بيان نشرته «الهيئة العربية للمسرح – الشارقة» عن ترشيح تسعة عروض مسرحية عربية للتنافس على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي. كان من بينها عرض «عندما صمت عبدالله الحكواتي» للمخرج حسين عبدعلي «الصواري».

عرض احتضنته إحدى بيوتات فريق «الفاضل» بيت القصير – المنامة أواخر شهر ديسمبر من العام الماضي، وكان باكورته الإخراجية، «مغامرة» خاضها المخرج عبدعلي من خلال إعداد النص ومسرحته وإخراجه، وبذكاء لافت اختار الممثلين بعناية فائقة، فنانين شاطروه التجربة، خصوصاً تلك المتعلقة بمسرح التجريب، تجربة كتبت عنها آنذاك بأنها كانت سبباً في عودة عدد من المسرحيين، الذين أخذتهم الحياة بإنشغالاتها عن المسرح، كالفنان باسل حسين، محمد الصفار، ومحمد عبدالله ومحمود الصفار، بالإضافة إلى عراب مسرح التجريب الاستاذ عبدالله السعداوي. «عندما صمت عبدالله الحكواتي»، عمل سردي ممسرح لتوليفة من القصص المستقاة من رواية «حكواتي الليل» لرفيق شامي، وراوية «أهل البياض» لمبارك ربيع، ومن قصص «ألف ليلة وليلة». المخرج عبدعلي كان قد رد على سؤال «رؤى» له حينها – أي قبل العرض 2012 – حول خوض غمار تجربة الإخراج ، بأن مسرحية «عندما صمت عبدالله الحكواتي» كانت بمثابة التجربة الأولى الحقيقية، في الدخول لعالم الإخراج المسرحي، إذا ما اعتبرنا التجارب في نادي المسرح الجامعي وتجربة العمل المونودرامي «الزمن ليس هنا» في مهرجان الريف 2004 مجرد تلمّس وتطفّل استكشافي لدهاليز المسرح – الكلام هنا لـ «عبدعلي» – فإن هذه التجربة مختلفة تماماً، وهو ما يحاصرني بحالة قلق دائمة، وتفكير متواصل حول العرض.. وحين أقدم على مثل هذه التجربة أقدم عليها متكأ على تجربتي كممثل مسرحي، وبذلك السكة التي أدّعي انشاءها من خلال هذه التجربة وأن أضع عليها القطار تكمن في عملية سحب الكثير من سلطة المخرج وتسليمها للممثل، هي محاولة لتقلييص وشبه تحييد هيمنة المخرج على العمل، وافساح المجال لممثل يلعب دور الممثل المخرج، وأنا هنا لا أدعوا بذلك لتهميش المخرج ولا دعم ربوبية الممثل في العمل المسرحي، ولكني استلهم من العمل السينمائي للمخرج الإيراني عباس كيارستمي في عمله (عشرة) انطلاقتي لفكرة مسرحية مختلفة، خصوصاً عندما يزج ممثلة وكاميرا في سيارة لتلقط عدستها حوارات مرتجلة غير معدة مسبقاً للممثلة مع من يركب سيارتها، كيارستمي في مثل هذا العمل يقدم على تجربة خطيرة جداً، عندما يؤسلب أو ينفي دور السيناريست إلى جانب تحييد تام لدور المخرج أثناء التصوير، في حين يخلق سيناريست جديد ومخرج جديد تبدأ وظيفته وتنتهي في غرفة المونتاج.. 
ورغم الإحباطات والمعوقات التي جابهت عرض «عندما صمت عبدالله الحكواتي» واعتادها المسرح البحريني، ها هو على بعد خطوات لأن يضفر بجائزة أفضل عرض مسرحي عربي، فحجم الإشكالات التي أعترضته وتعترض جميع المشتغلين في المسرح، واصفاً أياها بالمشكلة الأزلية للمسرح البحريني، مشيراً بالقول إلى أ ن الأ‘عمال المسرحية «قائمة على مبدأ التنازلات في سبيل أن يرى العمل النور، ليبدأ المشروع المسرحي بتصور ورؤية معينة، لتكتشف لاحقاً كم العراقيل والمشكلات الأبدية التي تقف في وجهك، مثل عجز الحصول على صالة للقيام بالتمارين المسرحية فتتنازل عنها باللجوء لصالة مقر المسرح التي لا تتجاوز بضعة أمتار.. حالة التقشف لضعف الدعم المادي.. صعوبة الحصول على صالة لعرض المسرحية.. وغيرها من الاحباطات والتنازلات التي يقضي العاملون في الأعمال المسرحية معظم وقتهم في إيجاد مخارج وحلول لها، بدلاً من أن يصب وقتهم لخلق حالة إبداعية في العمل نفسه..». 
عروض من المقرر لها أن تحط رحالها في الشارقة من 10 إلى 16 يناير 2014، فقد شهدت الدورات السابقة – بحسب بيان اللجنة المنظمة للمهرجان – تطوراً ملحوظاً في التنظيم وعدد المتنافسين على المشاركة ، حتى وصلت في العام الماضي إلى ما يزيد على مائة عرض مسرحي عربي، فيما صعد الرقم هذا العام إلى ما يزيد على مئة و خمسين.
لجان عديدة – بحسب البيان – راقبت العروض المسرحية في بلادها من خلال المواسم و المهرجانات على مدار العام 2013، إضافة إلى منح المسرحيين فرصة التقديم الحر، و نهاية لجنة من خبراء مسرحيين عرب، فرزت من كل ما رشح وعلى مرحلتين تسعة عروض للتنافس على الجائزة وعرضين ضمن فعاليات المهرجان خارج المسابقة.
العروض التي تم اختيارها هي: الجميلات. تأليف نجاة طيبوني. إخراج صونيا. الجزائر/ ريتشارد الثالث . تأليف محفوظ غزال. إخراج جعفر القاسمي. تونس / حلم بلاستيك. تأليف وإخراج شادي الدالي . مصر / 80 درجة. تأليف رندة الخالدي. إخراج علية الخالدي. لبنان / ع الخشب. تأليف و إخراج زيد خليل مصطفى. الأردن. / عربانة . تأليف حامد المالكي. إخراج عماد محمد . العراق / نهارات علول. تاليف مرعي الحليان. إخراج حسن رجب. الإمارات / دومينو. تأليف طلال محمود. إخراج مروان عبد الله صالح. الإمارات / عندما صمت عبدالله الحكواتي. تأليف وإخراج حسين خليل. البحرين.
إضافة إلى: الدرس. عن نص ليونسكو. إخراج غازي الزغباني. تونس / ليلي داخلي. عن نص لماركيز. إخراج سامر اسماعيل.. سوريا.

 

 

علي القميش:

http://www.alayam.com

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *