مسرحية ‘3 في 1’ تبدأ بالتمرّد وتنتهي

“3 في 1” مسرحية من فلسطين من إخراج إيهاب زاهدة، عرضت ضمن فعاليات أيام قرطاج المسرحية في فضاء التياترو.ويلتقي فيها كل من الممثلين إيهاب زاهدة، ومحمد الطيطي، ورائد الشيوخي.ينبغي أن يسمع الإنسان كل يوم قليلاً من الموسيقى، ويقرأ قصيدة جيدة، ويرى صورة جميلة، ويقول إذا أمكن كلمات قليلة معقولة.

هكذا قال االأديب الألماني الشهير يوهان فولفغانغ غوته، ولعلّ هذه المسرحية اتخذت روح هذه القولة وبدأت بنسجها على خشبة المسرح.

“الممثل هو الذي يجعل المسرح جزء من حياة الناس وهو الذي يقدم الواقع بأسلوب مختلف..” أبرز جملة قيلت، وهي اختصار للمسرحية ككل.

حوار بين ثلاثة ممثلين على المسرح، يتكلمون باللغة العربية ثم باللهجة الفلسطينية، في محاولة لعرض مشهد من المشاهد الشكسبيرية ثم سرعان ما يتحول الحديث عن حياة الفنان في حدّ ذاته والصعوبات التي تكسر ظهره بدء من حياته العائلية وصولا إلى نظرة المجتمع للفن والفنانين.

يعتبر المجتمع الفلسطيني مهنة التمثيل “حكي فاضي ومسخرة”، ومن هنا تبدأ معاناة الفنان النفسية، غربة في مجتمعه، لتتواصل مشاهد المسرحية ونفهم أنّ هذا “الحكي الفاضي” هو واقع الفن في العالم العربي عموما وفي فلسطين خصوصا، فلاحول ولا قوة للفن أمام سلطة الاحتلال.

لذلك تكررت العديد من الكلمات على غرار “النكسة والنكبة والانتفاضة الأولى والانتفاضة الثانية والجدار العازل وغيرها. وبين هذه النكبات والنكسات يتخبط الممثل، الغريب أصلا، فلا يجد غير المزيد من الغربة والوحدة.

فجأة تبدأ موجات الحرية بالتدفق إلى المسرح ويبدأ الحديث عن الفضاء الافتراضي، المكان الوحيد الذي يجسّد حرية العربي، فهو مكان للتعاليق الساخرة المتهكمة، يتحوّل فيه الإنسان إنسانا إذ يسقط قناع المجتمع، نختفي وراء الشاشة وتنطلق قلوبنا وعقولنا متحدة في فضاء حرّ، ننسى التقاليد والممنوعات ونعيش دقائق حرية افتراضية.

بعدها نعود إلى فلسطين، ليتساءل أحدهم عن سبب هجران المرأة المسرح، وهل هجرته فعلا؟ أم أنّ مسرح الحياة أكثر قسوة وأكثر تعبيرا وأكثر واقعية؟

وينتهي العرض بانتحار الممثل شنقا بعد أن سافر إلى فرنسا هربا من واقعه.

عموما بدأ الحوار مرحا ساخرا لينتهي متشائما حزينا، ما يدفعنا للتساؤل، هل هذه النهاية تصوير لواقع لن يتغيّر أم استسلام وخنوع لواقع يمكن أن نغيره يوما ما؟

ربما تكمن الإجابة في الكتيب الذي رافق العرض “هي مسرحية من نوع آخر، إذ أن الممثلين لا يقومون فيها بالتمثيل وإنما يعكسون ببساطة تجاربهم الحقيقية في الحياة، محاولين إلقاء الضوء على الأوضاع والتحديات التي تواجههم كمواطنين يعيشون ظروفا حياتية صعبة، خاصة في مدينة الخليل من جهة، وفي ظل مجتمع لا يقدر قيمة المسرح من جهة أخرى”.

تونس – من سيماء المزوغي

http://www.middle-east-online.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *