مسرح المضطهدين في رام الله: «اكسر صمتك … شارك بقصصك»

انطلقت فعاليات مهرجان مسرح المضطهدين في رام الله في الضفة الغربية تحت شعار «اكسر صمتك… شارك بقصصك».

وقال إدوار معلم، مدير المهرجان الذي ينظمه «مسرح عشتار»: «المهرجان دعوة إلى المشاركة والحوار وكسر دائرة الصمت والوصول إلى جمهور لم ير المسرح من قبل»، مضيفاً أن «المهرجان يمثل المضطهدين ويفتح لهم الباب ليتحدثوا عن مشاكلهم في رحلة البحث عن حلول لها».

يقوم مسرح المضطهدين الذي أسسه البرازيلي اوغستو بوال العام 1971 على اشراك الجمهور في العرض المسرحي الذي يقدم من خلال تفاعل يصعد فيه بعض الجمهور على خشبة المسرح ليقدم رؤيته لحل المشكلة التي طرحها العرض. ومنذ العام 1997 يحرص مسرح «عشتار»، العنوان الرئيس لمسرح المضطهدين في فلسطين والوطن العربي، على الاستمرار في نهج بوال وإخراج الجمهور المتلقي -كباراً وصغاراً وذكوراً وإناثاً- من دائرة الصمت ليكون فاعلاً ومتفاعلاً على خشبة المسرح.

وقرر القيمون على المسرح هذه السنة، أن يتمحور موضوع المهرجان على عدم المساواة بين الجنسين وحقوق النساء والأطفال ودورهم في المجتمع الفلسطيني.

وافتتح المهرجان بعرض لمسرحية «حتى في بيتي» للمخرجة الفلسطينية إيمان عون تتناول فيها الاعتداءات الجنسية داخل الأسرة.

وتقدم المسرحية -التي شارك فيها تسعة ممثلين- قصة مريم، وهي فتاة في السابعة عشرة من عمرها يعتدي عليها شقيقها، فيما يعمل والدها في الدهان ووالدتها مراسلة في إحدى المؤسسات.

تحاول المسرحية تناول الأبعاد الاجتماعية والقانونية لقصة اعتداء الأخ على أخته وكيفية تصرف الأهل والقانون في هذه الحالة، إضافة إلى طرحها قضية المخدرات واستخدام الصور المركبة للبنات وهم في أوضاع مخلة في محاولة لابتزاز الأهل. وترى مخرجة المسرحية أن هذه القضية ليست اختراعاً، لكنها حدثت وتحدث في المجتمع الفلسطيني، موضحة أن «هذه مواضيع صعبة ومؤلمة، ولكن يجب الحديث عنها».

وتضيف: «هذه القضية تناقَش، ولكننا هنا نحاول تحفيز الجمهور للبحث عن حلول لها، سواء كان ذلك في قضية التربية أو الثقافة أو القانون». واتفق الجمهور على أن هذه القضية موجودة في المجتمع وإن اختلفت الأسباب التي تؤدي اليها، كما أن المشكلة ليست في القانون وحده وإنما في من يطبق القانون أيضاً.

ويرى الجمهور أن هناك فهماً خاطئا في تفسير القانون المتعلق بالاعتداءات الجنسية داخل الأسرة ومتى تكون القضية اغتصاباً أو سفاحَ محارم، وكيفية تعامل القانون مع هذه الحالات.

وبعد نقاش بين الجمهور وما يسمى «الجوكر»، الذي يتولى إدارة الحوار بين الممثلين والجمهور، صعد الى المسرح الطبيب خالد عليان، الذي انتحل دور الاختصاصي الاجتماعي في المستشفى.

ويطبَّق في الضفة الغربية قانون العقوبات الأردني، الذي يخفف عقوبة القتل بدافع الشرف، وتسعى منظمات حقوقية ونسائية إلى تعديل هذا القانون.

ويستضيف المهرجان هذه السنة فرقة مسرحية نرويجية، إضافة إلى الفرق المحلية من الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتتواصل فعاليات المهرجان -الذي تشارك فيه تسعة أعمال مسرحية يركز بعضها على التمييز بين الذكور والإناث إضافة إلى العنف الأسري والتعليم- حتى الحادي عشر من الشهر المقبل، وتقدم العروض في العديد من المدن والقرى والمخيمات في الضفة الغربية وقطاع غزة.

http://alhayat.com


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *