“أرماس”: حياة الأمازيغ وعاداتهم على المسرح في هولندا

بالمنديل، والقنديل، والشاشية الأمازيغية، استقبل مسرح ستادسخاوبورخ بمدينة أوتريخت الهولندية، رواده نهاية الأسبوع الماضي. على جانبي مدخل المسرح، كان

هناك معرض لبيع منتجات تعبر عن الثقافة الأمازيغية الممتدة من جنوب المغرب إلى واحة سيوة في الصحراء الغربية لمصر. وفي جانب آخر، كانت هناك كتب لبعض المؤرخين والكتاب الأمازيغ. هي أمسية فنية كانت بطلتها فرقة “مارتشيكا” القادمة من مدينة الناظور بشمال المغرب، في الجولة التي بدأتها الفرقة من مدينة روتردام وشملت كذلك العاصمة أمستردام.

تاريخ منسي

مزيج ثقافي كان حاضرا في قاعة المسرح، انتظارا لعرض مسرحية “أرماس” لمؤلفها أحمد زاهد، ومخرجها محمد كمال المخلوفي، الملقب ب”بوزيان”. إلى جانب حضور أبناء الريف من الجالية المغربية المقيمة في هولندا، ممن أتوا للاستمتاع بالعرض، حضر هولنديون ومغاربة لا يتقنون اللغة الأمازيغية، في محاولة منهم للتعرف على هذه الثقافة عن طريق لغة المسرح. زينت الخشبة بديكور تقليدي جميل متناسق مع عنوان المسرحية. “أرماس” تعني بالعربية مكان تخزين المحصولات الزراعية كل سنة، وهو المكان الذي تدور فيه أحداث المسرحية. تناولت المسرحية قضايا اجتماعية كانت، ولا تزال، تحظى باهتمام كبير من طرف سكان الريف، شمال المغرب، بدءا من اللغة الأمازيغية، التي ما زالت تعد عائقا دون تعلم أبناء المنطقة، إذ يصعب عليهم استيعاب بعض المصطلحات في المدرسة. كما ركزت المسرحية على حقب تاريخية منسية، مثل أحداث الريف 1984، وهي احتجاجات طلابية على ارتفاع الأسعار.

جولات قادمة

وقال المشرف على برنامج فرقة “مارتشيكا” في هولندا محمد الطلحاوي : “هذه الجولة الفنية تأتي في إطار التعريف بالثقافة الأمازيغية والموروث الثقافي الأمازيغي الذي تزخر به منطقة الريف في المغرب، ومحاولة لإيصال هذه الثقافة إلى بلدان أخرى، ليتعرف عليها الناس خارج المغرب”، وأضاف أن هذه الجولة “ستكون بداية لجولات قادمة”.

تشجيع

من جانبه قال سفير المغرب في لاهاي عبد الوهاب البلوقي إن حضوره المسرحية  يهدف إلى “دعم الإبداع المسرحي الأمازيغي وتشجيعه”. وأضاف: “أنا أحيي فرقة مارتشيكا التي دخلت عالم المسرح، وأعتبر أن رسالة المسرحية ترمي إلى معالجة وشجب اختلالات في المجتمع، وهي رسالة يبلغها المسرحي أو الممثل الكوميدي في تواصل حميمي مختلف عن السينما، وذلك بالتواصل المباشر عبر خشبة المسرح بين المتلقي والممثلين في قالب هزلي طريف. ثم إن المسرح هو متعة عميقة تمرر وراءها رسائل تهدف إلى تهذيب النفس”.

محمد العمراني – هنا أمستردام

http://www.rnw.nl/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *