ربيع قشي مخرج وممثل مسرحي للجزائر نيوز: «نحن في حاجة إلى أفنيون جزائري”

تأسف ربيع قشي، مخرج وممثل مسرحي من مسرح”تاج” لبرج بوعريج، عن الوضعية المحرجة التي آلت إليها حال المهرجانات بالجزائر وعلى رأسها مهرجان مستغانم الذي

 

فقد بريقه مقارنة مع السنوات الماضية، وقد دعا المتحدث المهتمين بهذا المهرجان إلى التخلي عن التفاهات والسطحية لإعادة النظر قصد تقديم الأفضل في حق تظاهرة مسرحية لها 46 سنة من الوجود والعطاء الفني.

نزلت مؤخرا ضيفا بمهرجان مستغانم للهواة في طبعته السادسة والأربعين، فكيف وجدت الأجواء هناك؟

للأسف وجدته مريضا ويئن طالبا المساعدة ممن يأخذ بيده ويعالجه من الأسقام والطفيليات التي تترصد به من كل جهة، ففي حقيقة الأمر المهرجان عرف تراجعا عما كان عليه في السنوات السابقة، ليس الأمر من ناحية التنظيم أو الإيواء وإنما من الجهة الفنية، فمن المفترض أن يكون لتظاهرة مسرحية بحجم مهرجان مستغانم وزن ثقيل واهتمام كبير كالذي نجده بمسرح أفنيون العالمي، فما اكتشفته خلال تواجدي هناك أنه لا يوجد عمل فني يغوص بالعمق ويقدم الصورة الصادقة للعمل الفني كالذي ألفناه سابقا، لكن هذا لا يعنني أنني أقزم جميع الأعمال المسرحية المشاركة.

برأيك ما هي الحلول المناسبة لإعادة بريق مهرجان مستغانم للهواة؟

أعتقد أنه للظفر بنجاح هذا المهرجان على المسؤولين إعادة الاستراتجية بالثقافة والمسرح الجزائري وذلك بإعطائه أبعادا عميقة، إلى جانب ذلك علينا التخلي عن مظاهر تخلف بالمسرح، كتفشي محدودية الثقافة المسرحية وأعني بها عدم امتلاك المسرح لموروث نصي وعزوف بعض المخرجين المسرحيين عن النص المحلي غير الناضج دراميا إلى جانب محدودية الثقافة المسرحية لدى المهتمين وكذا غياب النقاش البناء لديهم، ومن الصور الأخرى لمحدودية الثقافة المسرحية تمسك الكاتب بنصه و إصرار المخرج على حريته في العرض، فمثل هذه الظروف منعت من تحقيق الغايات التي من شأنها أن يتطور المسرح الجزائري نحو الأجود. أما الكارثة الكبرى التي أدخلت المسرح في المنعرجات الخطيرة، قلة الدراسات والبحوث التي يمكن الاستفادة منها لتطوير مختلف جوانب المسرح بالإضافة إلى عدم قدرة المسرحيين على تطبيق نتائج البحوث على مشكلات المسرح وملابساته وتناقضاته، أما الشيء الأخطر الذي أصبح يترصد بالمسرح الجزائري هو تكرار الأعمال المسرحية لرواد المسرح الجزائري كاكي وعلولة ومجوبي وكاتب ياسين وكأن المسرح الجزائري لا يملك مبدعين جدد من الجيل الجديد وهذا لا يعني أنني أقلل من شأن هؤلاء لأنني شخصيا أعتبرهم الرموز الأولى للمسرح الجزائري غير أننا كمبدعين نأمل أن تكون لنا بصمة في تاريخ المسرح. إلى جانب الشيء الذي ساهم بشكل مباشر في إرهاق المسرح بالجزائر انعدام الأبحاث وقلة المختصين نتيجة قصور مؤسسات التكوين المختصة في تخريج الكفاءات التي يعتمد عليها المسرح في بناء حضارته وهذا ما نجده في المؤسسة الوحيد ة التابعة لبرج الكيفان، فهذه الأخيرة فشلت في استيعاب وإدراك أهمية الدراسات بسبب هبوط منزلة الاهتمام والمعرفة، حيث أن معظم المدرسين هناك تربطهم علاقة مزيفة بالمسرح وذلك بعدم مبالاتهم ونقص جديتهم في التلقين، والسؤال الذي يحيرني لماذا لا توجد كوادر متخصصة تستحق ذلك؟

وكيف هو حال مسرح الموجة بمستغانم؟

مسرح الموجة هو الشيء الوحيد الذي أعجبني بمهرجان مستغانم، فلايزال ينبض بالعطاء ويحافظ على حميميته ووفائه للمسرح والفن، وهو الوفاء نفسه الذي نجده عند جيلالي بوجمعة رئيس فرقة الموجة، فهذا الرجل يملك روحا طيبة تجاه المسرح، فهو الوحيد الذي شعرت أنه مؤمن إلى درجة القداسة بالمسرح، إنني أكن له كل الاحترام والتقدير، فجيلالي بوجمعة قمة في العطاء، إنه يخلق من العدم أشياء رائعة فهذا ما نلتمسه كل مرة في أعماله وبطاقة طلابه.

برأيك ما هي الأسباب التي هجر من أجلها الجمهور مقاعده بالمسرح؟

أرجع عزوف الجمهور عن المسرح لأسباب كثيرة، منها انهيار التقاليد المسرحية والاعتماد على النص الجاهز الذي لا يكون مشبعا في كثير من الأحيان بالأحداث اليومية إلى جانب الرداءة، فالجمهور رغم بساطته ومحدوديته في عالم الفن المسرحي، إلا أنه يتقن لعبة المسرح في اختيار الأفضل والأجود عن الأعمال الرديئة وهذا ما افتقدته الخشبة الجزائرية، حيث أصبح همها الوحيد تقديم عمل مسرحي دون البحث عن الجودة التي تمتع الجمهور. وعليه كما ذكرت سابقا على المهتمين بشؤون الثقافة إعادة الاعتبار لذلك والبحث عن طرق سديدة لإعادة الجمهور إلى قاعة العرض.

يعتبر مسرح التاج من الفرق الناجحة على صعيد الإبداع المسرحي، فكيف هي حال الحركة المسرحية بمدينة برج بوعريرج؟

بصراحة الحركة المسرحية بمدينة البرج تكاد تنكسر أجنحتها وهذا رغم وجود طاقات مسرحية لا يستهان بها، والسبب الرئيسي يرجع إلى غياب القاعات المسرحية التي تحتضن العروض، حيث أن معظم القاعات بالبرج وكذا بدار الثقافة مغلقة وهذا ما يجعل المبدعين يبحثون عن أركان لإجراء تدريباتهم، ومن هذا المنبر فإنني كمخرج مسرحي من مسرح التاج أطالب السلطات المعنية بتقديم الدعم لنا لتنشيط الحركة الثقافية بالولاية ذاتها.

وماذا عن مشاريع مسرح التاج؟

نحن بصدد تحضير عمل مسرحي مشترك بالتنسيق مع المسرح الجهوي لمعسكر وسيكون عرضا “لدار بردنا ألبا”، وسيتولى عملية كتابة النص، فتحي كافي، وسيتخلل العرض لمسات إبداعية عن النص الأصلي ستكون مفاجأة للجمهور.

حاورته: حفيظة عياشي

http://www.djazairnews.info

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *