مرتضى جمعة: نحن طلاّب مسرح ولسنا محترفين

يحشد مرتضى جمعة كل الأسباب التي من شأنها أن تجعل عمله الجديد الذي يشارك به في الدورة السابعة من مهرجان دبي لمسرح الشباب ناجحاً، حيث يعيد تجربة

التعاون مع الكاتب أحمد الماجد للمرة الثانية بعدما فازت مسرحيتهما السابقة “الجلاد” بجائزة العرض المتكامل، وحصدت سبع جوائز في المهرجان الماضي، كما يستعين بالدراماتور المتميز حافظ أمان، واعتمد على كوكبة من الممثلين الجيدين، وكانت النتيجة الأولية التي حصل عليها مبشرة له، حيث أجازت لجنة الاختيار العمل، وهو بعنوان “أصابع الياسمين” ضمن خمسة عروض ستشارك في هذه الدورة من المهرجان .


ويقول جمعة عن سبب إجازة عرضه: “عندما فاز عملي “الجلاد” بسبع جوائز سررت بذلك، واحتفلت به مع أهلي وأصدقائي، ثم طويت تلك الصفحة، واعتبرتها من الماضي، وذلك لكي أبدأ عرضي الجديد من الصفر متجرداً من كل زهو بما أنجزته، معتبرا أن السبيل الوحيد للنجاح أن أعمل عقلي وأصغي لكل الآراء والإرشادات التي تتيحها لي فرصة هذا المهرجان، لكي أختار منها ما أجده ملائما، فأنا مقتنع أن هدف المهرجان هو أن يتيح لنا نحن الشباب فرصة للتعلّم، والأخذ من الأجيال السابقة ذات الخبرة الطويلة، وعلينا أن نصغي لنصائحهم، فليس هذا مهرجانا للمحترفين، وأنا لا أقول عن نفسي إنني مخرج، بل أنا طالب أتعلم في المدرسة التي تُتيحها لي هذه التظاهرة”


ويضيف جمعة: “أنا فخور بالمجموعة التي أجيزت أعمالها لهذا العام وهم مروان عبدالله، وحميد المهري، وحمد الحمادي، وسعود عبد الرحيم، وكلهم شباب موهوبون ومجتهدون، وأنا متأكد أنهم لم ينجحوا إلا لأنهم استمعوا إلى النصائح التي قدمها لهم المشرفون، وقدمتها لهم لجنة المشاهدة، ونحن في الإمارات محظوظون بأن لدينا مجموعة من الفنانين المسرحيين المتميزين الذين لهم باع طويل وخبرة كبيرة في مجال المسرح، وكل همهم هو أن ينجح الشباب ويتقدم المسرح، وقد رأينا كيف أن لجنة الاختيار، اتبعت طريقة تساعد الكل على النجاح، فجاؤوا أولاً للمشاهدة، وتقديم النصائح، فقد زارني حسن رجب رئيس اللجنة، وقدم لي نصائح، ثم جاءني إبراهيم سالم ولما رأى أننا نعمل في غرفة عمل على نقلنا إلى خشبة مسرح ، ثم يحيى الحاج، ثم عبدالله صالح، وكلهم كان يسدي لي النصح، ويريني التفاصيل الدقيقة للعمل التي قد تكون غابت عني، وكنت أصغي بتمعن إلى تلك الآراء وأسترشد بها لتحسين أدائي وأداء مجموعتي، وهذا ما فعلوه مع جميع زملائي، ثم كانت الزيارة الأخيرة هي زيارة التقييم والاختيار، وأظن أن الذين لم يحالفهم الحظ في دخول المهرجان، كان ذلك بسبب أنهم لم يصغوا للنصائح، ولم يسترشدوا بها، ولم يفهموا أن اللجنة أرادتهم أن ينجحوا” .


أما عن موضوع العمل فيقول: “(أصابع الياسمين) تتناول موضوعا إنسانياً يدور حول حياة زوجين، وينقلب الإعجاب الأول إلى صراع عندما تكتشف الزوجة أن الصورة التي تظاهر بها زوجها، قبل الزواج ليست هي صورته الحقيقية، فتبدأ المشاكل، ونحاول عن طريق المعالجة الدرامية إيجاد صلة بين هذه الحالة وبين الواقع العربي الراهن، وقد فضلت أن أتابع التجربة مع الكاتب أحمد الماجد، بعدما نجحت التجربة السابقة، وأنا فخور بكوني أتعاون مع الدراماتور المتميز حافظ أمان الذي يحمل بكل جوارحه هم المسرح، ويعطيه كل وقته، ويسعى جاهداً لأن ننجح نحن الشباب في مهمتنا، كما أنني نجحت في اختيار مجموعة من الممثلين الذين تميزوا خلال الدورات السابقة: وهم رشا العبيدلي، وحسن يوسف، ومحمود القطان، ونحن نعمل كمجموعة منسجمة، وتقوم علاقتنا على الحوار وترك مساحة حرية لكل واحد لكي يبدع” .


ويضيف جمعة: “آمل أن يغتنم الشباب هذه الفرصة التي أتاحتها لهم هيئة دبي للثقافة والفنون، ويعملوا على تطوير أنفسهم، ويعلموا أن هذا هو السبيل الوحيد للنجاح، ما دامت لا توجد لدينا أكاديميات للدراسة، فعلينا أن نتعلم من الأجيال السابقة، ونأخذ عنهم قبل أن يذهبوا ونبقى نحن ضائعين وينتهي المسرح الإماراتي .


وتقول رشا العبيدلي التي تؤدي البطولة في المسرحية: “رغم أن لي تجارب تمثيلية سابقة، وحصلت على جوائز إلا أن تجربة العمل مع مرتضى جمعة مختلفة، فقد أشعرنا أننا جميعا ندخل إلى مختبر مسرحي، نتعلم فيه ونجرب، ونستكشف الآراء، وطابع الشخصيات، اكتشفنا لذة التفكير الحر الذي يشارك فيه الجميع، وأهمية الوصول إلى فكرة مشتركة من صنع المجموعة، وعرفنا أننا جميعا نعمل لهدف واحد، هو الارتقاء بأدائنا، ومن ثم الارتقاء بالمسرح الإماراتي، نحن لا نتنافس لكننا نتعاون من أجل مستقبل مسرحنا، فأنا مثلا أعتبر الممثلة بدور من أعز أصدقائي، ورغم أننا نشارك في المهرجان وتسعى كل منا إلى الفوز بالألقاب، إلا أننا نلتقي يومياً، وتسرد كل منا للأخرى ما فعلته، وشكل أدائه، وخلال ذلك تقدم كل من النصائح للأخرى وتريها النواقص التي ينبغي أن تتلافاها، وهذا هو النموذج الذي ينبغي أن نكون عليه جميعاً، ما دمنا نسعى لهدف واحد هو الرفع من مستوى المسرح الإماراتي” .

 

الشارقة – محمد ولد محمد سالم:

http://www.alkhaleej.ae

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *