الفصحى رافعة المسرح

اتخذت هيئة دبي للثقافة والفنون قراراً بجعل كل عروض مهرجان دبي لمسرح الشباب في دورته لهذا العام وهي السابعة باللغة العربية الفصحى، وكانت قد مهدت لهذا

 

القرار العام الماضي عندما اشترطت أن يكون نصف عروض الدورة السادسة بالفصحى، وفي قرار مماثل كانت إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام خصصت مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة الذي بدأت تنظيمه السنة الماضية في مدينة كلباء لنصوص مسرحية بالفصحى سواء كانت عربية أصيلة أم مترجمة .

 

قد يرى بعض الذين يستسهلون الأمور، ولا يريدون أن يبذلوا جهدا، وأن يتعبوا في سبيل إتقان عملهم أن هذا الشرط تعجيزي، لكننا إذا دققنا النظر في واقع الفئة التي يتوجه إليها كل من المهرجانين، وهي فئة الشباب المبتدئين أو الذين لم يقطعوا شوطا طويلا في مسيرتهم المسرحية، سندرك أنه شرط في محله، بل لا بد منه، فأفراد هذه الفئة ما زالوا بحاجة إلى أن يتعلموا ويتعمقوا أكثر في قضايا المسرح، ويتدربوا على كل جزئيات العرض المسرحي، ويعرفوا كيف يؤدون الحركة والصوت، وما هي دلالة الديكور والإضاءة والإكسسوارات، وغيرها من العناصر الأساسية التي لا بد منها للمسرحي الذي يسعى إلى الاحتراف وبلوغ رضى الجمهور وتأدية رسالته على أكمل وجه .

 

وفي الإمارات حيث لا توجد معاهد لتخريج المسرحيين، فإن البديل عن تدريس الشباب المسرح هو الورش التدريبية التي تنظمها هاتان الإدارتان وغيرهما من المؤسسات الرسمية المعنية بهذا المجال، وكذلك المهرجانات التي توجه إلى فئة معينة، ومنها هذان المهرجانان، وكذلك مهرجان المسرح الجامعي، ومهرجان الإمارات لمسرح الطفل .

 

وانطلاقاً من الدور التدريبي والتعليمي الذي أنشئت له تلك المهرجانات، فإن اشتراط الفصحى فيها هو شرط صائب، لأن مفتاح إتقان الدور في المسرح هو فهم هذا الدور، والفهم يمر ضرورة بقناة اللغة التي كتب بها، فإذا كان هذا الممثل أو المخرج الشاب لا يتقن الفصحى ولا يعرف سياقاتها الأسلوبية، ولا يفهم الفرق بين جملة استفهام أو تعجب فكيف سيترجمهما حركياً .

 

وما دامت أغلب النصوص تكتب بالفصحى قبل أن تحول إلى حوار بالعامية، وما دام المسرحي الإماراتي معرضاً لأن يستدعى للمشاركة في مسرحية عربية خارج الإمارات، وما دام جمهوره غير مقتصر على الساحة المحلية، فإن كل ذلك يفرض عليه أن تكون اللبنة الأولى في تكوينه المسرحي هي الفصحى .

 

محمد ولد محمد سالم

http://www.alkhaleej.ae

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *