الإخراج في مسرح الكباريه السياسي

يعنى كتاب «الإخراج في مسرح الكباريه السياسي»، لمؤلفه الدكتور محمد عبدالمنعم، ببحث ودراسة تقنيات الإخراج في مسرح الكباريه

 

السياسي في مصر. إذ يخلص إلى نتيجة جوهرية، تفيد بأنه مسرح راديكالي ثوري يعترض على الوضع القائم ويثور عليه، مستهدفاً تغييره، إذ يعد هذا المسرح وسيلة مهمة من وسائل التوعية، ويحمل في ذاته دعوة للتغيير والتبديل.

يرى عبدالمنعم أن مسرح الكباريه السياسي تجسيد لفكرة «تسييس المسرح»، ودفعه نحو طرح القضايا الوطنية المعاصرة بأسلوب مباشر يستهدف التحريض بغرض إحداث حالة من إيقاظ الوعي لدى المشاهد، عبر إشراكه في تجربة العرض المسرحي، بحيث يتخذ موقفاً واضحاً وصريحاً تجاه القضية المثارة. ويرصد المؤلف، في دراسة مهمة، حول نشأة ذلك المسرح وتطوره وتأثيراته في مختلف الصعد، أبرز المسرحيات السياسية في مصر، ودورها في تحريك وجدان المصريين.

ويعرض عبدالمنعم في مدخل دراسته، لفن المسرح وعلاقته بشكل عام مع السياسة، إذ يؤكد أن للسياسة وجوداً حتمياً في بنية كل عمل درامي مسرحي على مختلف أشكاله، فلكل مسرح طابع سياسي يتمثل في قدرة هذا الفن على الاستجابة لمتطلبات الحركة التاريخية للمجتمع، كما أن الدراما تستمد مادتها في العموم، من جوانب الحياة المعاصرة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً ومباشراً، بالحياة السياسية.

ويخصص المؤلف الفصل الأول، لبحث فكرة «نشأة مسرح الكباريه السياسي وسماته»، مشيراً إلى أن المحاولات الأولى لهذا المسرح، ظهرت في أوروبا، حتى تبلور شكله الفني الذي ازدهر في الخمسينات من القرن العشرين، في ألمانيا، ثم انتقل إلى بريطانيا في الستينات.. كما يتطرق المؤلف إلى ظهور مسرح الكباريه السياسي في مختلف البلدان العربية. إذ كانت سوريا في عقد الستينات من القرن الماضي، أولى الدول العربية التي تلمست الطريق إلى المسرح السياسي، ثم: لبنان، الجزائر، مصر.

يرصد عبدالمنعم في الفصل الثاني، ملامح عروض مسرح الكباريه السياسي في مصر، ويدرس أبرز السمات التي ميّزت مسيرة هذا الفن في مصر، في الثلث الأخير من القرن العشرين.

ويفرد المؤلف الفصل الثالث في كتابه لبحث قضية: (المخرج المسرحي بين الدراماتورجية والدلالات السياسية في عروض الكباريه السياسي).

ويؤكد المؤلف أن المسرح، بشكل عام، لعب دوراً رائداً في الثورات العربية، خاصة المصرية. إذ نجح في تحريك مشاعر عموم المصريين ضد فساد أنظمة كاملة، وبالتالي كان مفهوماً أن يضيق على عدد من المسرحيات إبان عهد النظام السابق، مثل مسرحية «خيبتنا» للمبدع الذي عبر عن فكرة مسرح الكباريه السياسي بقوة في جملة أعماله: محمد صبحي.

المؤلف في سطور

الدكتور محمد عبدالمنعم. مدرس التمثيل والإخراج في قسم المسرح في جامعة الإسكندرية. كان قد أسس مجموعة من الفرق المسرحية. ألف خمس مسرحيات باللغة العامية، تعالج قضايا محلية مصرية وعربية، بين الكوميديا والتراجيديا والتراجيكوميدي. كما مثّل في العديد من الأعمال الأخرى، مثل: أقنعة الملائكة. وأيضاً، أخرج، جملة مسرحيات، في عدادها: علي الزيبق.

الكتاب: الإخراج في مسرح الكباريه السياسي

تأليف: الدكتور محمد عبدالمنعم

الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة 2013

الصفحات: 312 صفحة

القطع: الكبير

 

المصدر:

  • محمد فرج – دار الإعلام العربية

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *