المسرح السياسي في نايجيريا

كان أوش نوكيدي يعرف على الدوام أن عمله المسرحي الموسيقي ” كاكادو Kakadu ” سيكون له صداه لدى أولئك الذين عاشوا خلال استقلال نايجيريا عام 1960 و الحرب

 

الأهلية التي أعقبته. لكنه كان أقل يقيناً بشأن ما إذا كانت موضوعاته عن الأمل و الوعد الخائب ستكون ذات علاقة بالنسبة لجمهور المشاهدين الأصغر سناً. مع هذا فإن العرض الذي تدور قصته في لاغوس في الستينات و يأخذ عنوانه من اسم نادٍ ليلي مشهور، قد برهن على أنه شعبي و مناسب لهذا الوقت. فقد افتُتح عرض ” كاكادو الموسيقي ” في آيار، نفس الأسبوع الذي اندلعت فيه الاضطرابات في الشمال النايجيري ذي الغالبية المسلمة، التي جعلت الحكومة تعلن حالة الطوارئ في في أجزاء من البلاد. و نجد عرض نوكيدي هذا، و على خلفية من التنافس العرقي، الديني، الإقليمي، المثابر، يتأمل الميراث الكولونيالي للبلد الأكثر سكاناً في أفريقيا.

فهناك في مركز المسرحية لوغارد دا روشا، مدير نادي كاكادو الليلي، الذي يقوم بدوره بن أوغبيوي. و يبدأ لوغارد العرض مفعماً بشجاعة ظاهرية. فقد كان ناديه مكاناً يأتي إليه أناس من مختلف مسارات الحياة للرقص، و الشرب، و مناقشة مستقبل البلاد المتألق. لكن حين تتلاشى فورة النشاط المرافقة لاستقلال البلاد عن بريطانيا، و تندلع الحرب الأهلية في بيافرا، تتعثر حالة النادي و ينطوي أمره. و مع ذهاب زبائنه، قتلاً أو تغيّراً في الحرب، ينتهي الأمر بلوغارد إلى التساؤل و هو يغني في طابق الرقص المهجور : ” كيف نبني دولة؟ “
لقد كتب السيد نوكيدي، و هو محامي نفط و غاز بارز، النص و الغنائيات لمسرحية ” كاكادو ” خلال الصباحات المبكرة و في فترات ما بين القضايا. و هو يقول إن العرض كان وليد حبه للمسرح و الدراما الموسيقية، ” فبعض الناس يلعبون الغولف أو يصبحون منغمرين في السياسة، لكن هذا هو ما ينعش روحي. “
و بنتهي الأمر بالمسرحية إلى سرد قصة حرب بيافرا من الجانبين، من خلال محاور مثل زواج حبيبين عبر الخطوط العرقية المختلفة. و بهذه الطريقة يأمل نوكيدي في أن يحث عرضه على نوع من المعالجة المؤدية للشفاء، طريقة لجعل الجمهور يتذكر قوة البلد الكامنة. ” و قد أثارت المسرحية نقاشاً حيوياً على صفحات الجرائد هنا، و تحدث عنها أناس من مختلف الجماعات العرقية “، كما قال نوكيدي. 
مع هذا فإن رسالة العرض ليست السبب في إقبال الجمهور عليها في قاعة مَسون في جزيرة فكتوريا، الضاحية الغنية من ضواحي لاغوس. إذ يمكن تفسير النجاح السريع للمسرحية أيضاً بالطبيعة الفريدة لهذا المشروع في مدينة يندر فيها المسرح و العروض القليلة هناك تميل لأن تكون مستوردات أجنبية، مثل ” فيلا “، و هي من أعمال برودوَي الناجحة و تدور حول فيلا كوتي، المغني النايجيري.
و عند نهاية كل عرض يُستدعى السيد نوكيدي إلى خشبة المسرح من قِبل الفنانين العاملين في المسرحية. و تعبّر حالة الاستحسان التي يحظى بها عن تطلع اللاغوسيين إلى الثقافة و الترفيه و عن الطريقة التي يحقق بها سرده العاطفي تناغماً محلياً. و يخطط السيد نوكيدي بأخذ مسرحيته الموسيقية، بعد انتهاء مدتها في لاغوس في كانون الأول، إلى العاصمة أبوجا، و هو يجري اتصالاته الآن للمساعدة على الذهاب بعمله هذا إلى لندن. 
عن/ The Economist

 

ترجمة/ عادل العامل

http://www.almadapaper.net/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *