أزمة المسرح‏..‏ والبيوت المستقلة

أعتقد ليس علي سبيل اليقين‏,‏ ولكن من خلال ذاكرة لأكثر من‏05‏ عاما‏,‏ أي نصف قرن‏,‏ وأنا أحضر مؤتمرات ولقاءات وندوات تطالب بضرورة تطبيق نظام البيوت المسرحية المستقلة حتي ينجح مسرح الدولة‏.

وأذكر أن أحد هذه المؤتمرات حضره أكثر من ألفي شخص ما بين فنان ومثقف وأيضا متلقي فقط لفنون المسرح, وكان هذا في مسرح البالون وجري مثيل له في مسرح الجمهورية.
كبار فناني المسرح المصري الكل كان يجمع علي أن الطريق الوحيد للنهوض بالمسرح هو نظام البيوت المسرحية المستقلة.
وهذا النظام يقضي بأن يخصص مبلغ معين من ميزانية البيت الفني للمسرح لكل مسرح من المسارح التابعة له, أي التابعة لوزارة الثقافة, وبمعني آخر التابعة للدولة أي هنا نتحدث عن مسرح الدولة.
وفي نهاية كل عام نري ونرصد ما حققه كل مسرح من خلال ميزانية من نشاط, ونرصد أيضا عدد متلقي العروض.
ومن هنا يكون التقدير لمدير المسرح الذي يحقق النشاط المطلوب.
من هنا يأتي تغيير مديري المسارح, فالناجح يستمر في العمل والفاشل ينقل إلي مكان آخر.
وبعد كل هذه السنوات لا أجد إجابة لماذا لا يتم تطبيق هذا النظام؟
لدينا الأوبرا التي تقدم فنونها من استعراض وباليه ورقص حديث وأوبرات بمعني الغناء الأوبرالي وغناء مصري وأوركسترا سيمفوني وموسيقي مصرية, وأيضا بعضا من الدراما المسرحية.
تعمل دار الأوبرا طيلة العام ولا تحصل علي إجازة إلا في شهر أغسطس وذلك لأعمال الصيانة وفي هذا الشهر اختصر لمدة أسبوعين وأحيانا أسبوع واحد.
ولا يفوتني هنا أن أقدم تحية خاصة للفنانة وعازفة الفلوت إيناس عبدالدايم التي برغم الظروف السياسية فإنها نجحت في تخطي هذه المرحلة, بل وأيضا ستقدم عروضها لسكان مدينة6 أكتوبر والشيخ زايد في المكان الذي تحتله الدار في هذه المنطقة جانب كبير من هذا النشاط أن للأوبرا ميزانية خاصة تحاسب علي أساسها.
إذن لو أن للمسارح مسارح الدولة ميزانية لكل مسرح لما شاهدنا هذه التغييرات العديدة لمديري المسارح دون أسباب.
وأيضا مديري البيت الفني للمسرح.. ربما الناجح ينقل أو يطاح به والفاشل يجلس مكانه بلا أي معايير ومن خلال هذه التغييرات لا أعتقد أن أي مدير يمكن أن يطمئن في مكانه ليقدم أكبر جهد خاصة ولا يعرف ميزانيته ليحاسب علي أساسها.

 

 

تكتبها‏-‏ آمــــال بكيـــــر

 

http://www.ahram.org.eg

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *