4 ألغام أمام رئيس البيت الفنى للمسرح

أمام الرئيس الجديد للبيت الفني للمسرح أربعة ألغام أو على الأقل أربعة عوائق عليه أن يتخطاها لكي يثبت أنه قادر على تثوير الهيئة حتى تكون ذات شكل ومضمون يليق بكيان فني لمصر بعد ثورة ناجحة شهد لها العالم كله، ماهر سليم رئيس البيت الفني للمسرح يتسلم منصبه ويتسلم معه مجموعة من الملفات بعضها مغلق منذ سنوات وبعضها يتم فضه من جديد..

 

 

الأمر الذي يجعل البيت الفني للمسرح في مرحلة – أكون أو لا أكون – وهى فرصة عمر لماهر سليم، المخرج المسرحي المثقف الدءوب الذي عرفناه مقتحماً قادراً على ازالة التعديات وتذويب الفوارق وبحكمة سلسة، فهو قد تمكن من حل أزمات كثيرة وقت أن كان مسئولاً في أقسى سنوات الخطر واليوم أستطيع أن أقول له: أنت أمام مختبر حقيقي لأن القضية ليست اصدار قرارات بقدر ما هى نسف الكيان القديم وصياغة هيكل جديد يصلح لاحياء مسرح مات بالفعل أو بتفاؤل قليل كاد أن يموت.. ولابد أن نعترف بأن عهد حسني مبارك كان كارهاً للفن الحقيقي الجاد وخاصة المسرح، ولا ننسى أن مسرح الدولة تم تهميشه بصورة لا تقبل المناقشة وكذلك الحال كان مسرح القطاع الخاص فقد أغلقت المسارح الخاصة، ويكفي نموذج الحروب التي خاضها أحد كبار مخرجي المسرح في مصر الاستاذ جلال الشرقاوي وتهديد كيان مسرح الفن الذي قدم من خلاله عشرات الأعمال الجادة.. كيف يعمل رجل في حجم الشرقاوي ويتفنن في ظل جو خانق وتهديدات؟ كيف كان يمكنه أن يبدع وهناك مسدس في ظهره؟ الأمر كان خطيراً لكنه كان خبيثاً لأن الشكل العام في عهد مبارك كان تشجيع الفن والثقافة والتأكيد بأنه لا توجد أزمات، والواقع أن هناك ما ينسف الوجود الحقيقي لأي فن جاد فلا يبقى سوى الفن السطحي وبعد أن كانت مصر رائدة الفن في الشرق الأوسط، تراجعت وتقهقرت وصارت في الذيل!

المهم اليوم لابد أن نطرح أربعة هوامش أمام ماهر سليم رئيس البيت الفني للمسرح أولها: اعادة تصميم وترميم واحياء مباني المسارح التابعة للدولة بأحدث الاساليب العلمية العالمية، ونعرف أن أغلبها إن لم تكن جميعها متهالكة.. وغير صالحة للعمل وليست آمنة بقدر كاف.. وبمناسبة هذه القضية، لابد من فتح ملف المسرح القومي المتوقف منذ ما يقرب من أربع سنوات ولا نعرف كيف يدار العمل فيه؟ ومتى يفتتح بعد أن تلقينا خمسة مواعيد لافتتاحه ولم يتم ولا وعد، ولا ندري إن كان هذا المسرح يهم الدولة بالفعل أم أنه ميراث من التجاهل منذ العهد البائد؟! الهامش الثاني: أجور الفنانين ضعيفة وأجور نجوم كبار في مسرح الدولة لا تليق أبداً بقامتهم ولا بالدولة ولا يمكن أن يستمر الحال كما هو عليه.. هذه قضية لابد أن يتدخل فيها وزير الثقافة ورئيس مجلس الوزراء.. بعيداً عما يمكن أن يثيره بعض السلفيين حول أجور الفنانين لأن ذلك كفيل بأن يضعنا امام حائط سد!! القضية الثالثة: ان النصوص الجادة لا يراها أحد، ولا أقصد تسفيها مثلاً أو تدليلها، ولكن أقصد أن تكون هناك رعاية جادة منتشرة وجديدة وتليق بأن تكون في حجم العمل، وبالمناسبة فقد شاهدت كثيراً من عروض مسرح الطليعة في مصر من أعمال الادب العالمي وكنت أحيانا أجلس وبجواري المخرج وأحد اقاربه.. فقط، في حين أن نفس العرض أشاهده في بيروت في قاعات مدهشة صغيرة محكمة مصممة على أسس علمية وأرى الناس حولي في زحام منظم، زخم يكاد يصيبني بالكباء من شدة السعادة.. الأمر الرابع: سوء الادارة لمسارح الدولة.. الادارة في مسرح الدولة لابد أن يتغير شكلها ومضمونها وتصبح بعيدة عن الروتين واللوائح والتقاليد البالية.. علينا أننعيد صياغة البيت الفني للمسرح لكي يليق بفن ثوري في أعقاب الثورة، على قدر العبء الثقيل الملقى على أكتاف ماهر سليم.. على قدر انتظارنا لشكل ومضمون جديد نترقبه!!

كتب – نادر ناشد :

http://www.alwafd.org

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *