المهرجان الدولي للمسرح الجامعي افتتحه زياد الرحباني: مسرح “اروين” في LAU تحول حانة قديمة لموسيقاه

 

ينتشرون في مُختلف أرجاء حرم الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت. عددهم كبير. أعمارهم مُتفاوتة. يعيشون هذه الأمسية الساحرة كالضباب الرقيق بإسترخاء مُطلق. أمسية ترتفع وتيرتها على نحو إيقاعي. انه حفل إفتتاح المهرجان الدولي للمسرح الجامعي في دورته

الخامسة عشرة (من 19 إلى 23 حزيران). كُتب في الكرّاسة التي وزّعتها كليّة الآداب والعلوم-قسم فنون الإعلام: “ينظّم قسم فنون الإعلام سنويّاً المهرجان الدولي للمسرح الجامعي ليفسح المجال أمام طلاب الإعلام والفنون المسرحية من جامعات العالم للمُشاركة وتبادل الأفكار والخبرات المسرحية، وللتفاعل في ما بينهم على صعيدي الثقافة والفن… ويتم خلاله تقديم أعمال مسرحية وموسيقية وتنظيم ورش عمل مسرحية وعقد لقاءات وندوات مع مسرحيين محترفين من لبنان وبلدان أخرى، وذلك على مسرحي غلبنكيان وإروين، وفي فضاءات الهواء الطلق والقاعات المُغلقة، يومياً ما بين السابعة والعاشرة مساءً، والدخول مجاني”.

 

هذا المساء، إذاً، نحن في زورق صغير مُزدحم بالغرباء الذين حوّلهم اللقاء أصدقاء. “يحتضن المهرجان نحو 200 طالب فنّان مع المُشرفين والأساتذة من مُختلف الثقافات والمدارس المسرحية، تجمعهم الرغبة في إثراء تجاربهم والإستمتاع باللقاءات الفنيّة. وسيشهد المهرجان هذه السنة عروضاً مسرحية جامعية من تركيا، تونس، ومصر، فضلاً عن الجامعات اللبنانية”.
هناك خلف الأشجار، يجتمع عشرات وقد حضروا ليُشاهدوا مسرحية في الهواء الطلق. خطوات قليلة تفصلنا عن مسرح “إروين”. المسرح الذي سيتحوّل بعد قليل حانة قديمة تحتضن عزفه “المُترف”. عزفه الجَذل بحديثه الصاخب مع العواطف. “زياد” يفتتح هذا المساء المهرجان. ربما كان من الأفضل أن نقول الموسيقي الكبير زياد الرحباني. ولكن بالنسبة إلى العشرات الذين إجتمعوا في باحة “إروين”، وبالنسبة إلينا جميعاً، هو “زياد”. لسبب أو لآخر، نلجأ إليه. نحتمي خلف النوتات الموسيقية التي تتناغم وتقلّبات مزاجنا. نُسامحه عندما يعتلي الخشبة بعد ساعة طويلة من التأخير. شيء ما في إطلالته يجعلنا نُدرك كم نحن مُتعطّشون لأنغامه. أنغام “زياد” التي تفحص بدقّة العلاقات الإنسانية وأحاسيس العاشق بتقطيعها العشري. “زياد” شاعري”؟ هذا الفتى الذي يلهو على المسرح ما بين مقطوعة وأخرى، خاطفاً الضحكات القوية، شاعري؟ بالفعل هذه هي الصورة التي تظهر من خلالها أنغامه. تقدّمه المخرجة الشابة لينا خوري، ويتخلل الأمسية إسكتشات، أو مشاهد قصيرة كتبها “زيادُنا”، إلى “هضمناته” المعهودة التي لا نشبع منها. نألفها ومع ذلك نضحك معها طويلاً. “رَوتشة” لبعض المقطوعات تُعطيها أبعاداً أخرى، “كورس” بأصوات مُتنوّعة، “آه يا كبير”، “أيونا”، “الله”، تصفيق مُتكرّر وقوي يصدح أحياناً قبل أن تنتهي مقطوعة أو أخرى، سلطنة لآلة أو أخرى، و”سلطنة” مُتكررة لـ”زياد”. لحظات شرقيّة وأخرى “جازيّة”، ولم لا: “Hit The Road Jack” بصوت صبيّة في الكورس يليق بها الغناء في هذه الحانة القديمة التي إجتمعنا داخلها نحن الغرباء الذين حوّلتنا “أنغامه”. أعمال قديمة وأخرى أكثر حداثة…”زياد” المُتجدّد باستمرار لم يكن مرّة الموسيقي الكبير زياد الرحباني…بل كان وسيبقى “زيادُنا”.

 

 

هنادي الديري

http://newspaper.annahar.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *