القصة والمسرح

 

النص القصصي في الإمارات تناول الكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية بدءاً من الكتابات الأولى وحتى النصوص الجديدة، صحيح أن النصوص القديمة كانت تسعى إلى تسجيل الكثير من القضايا والأحداث القديمة أو اليومية المعاشة، ولكنها كانت كثيرة السرد والشروح والأطناب، وذلك للتجارب الوليدة في الإمارات ولقلة وقصر التجربة وحداثة العمل القصصي أو الروائي.

 

ولكن تلك الأعمال حملت الكثير من هموم المجتمع وقضايا الإنسان فيه، بل إن بعضها سعى إلى توثيق وتسجيل حياة الناس ورصد التحولات الاجتماعية في مجتمع يدخل للتو إلى حياة اجتماعية جديدة، تخرج من حياة قديمة تعتمد على الصيد والبحر والصحراء والريف الزراعي إلى عالم الصناعة والتحولات الكبيرة في الحياة اليومية وتوافد الكثير من البشر إلى هذه الأرض التي خرجت من قديمها وماضيها إلى عصر الأعمال الصناعية والإنتاجية المختلفة وورود الكثير من وسائل الإنتاج والنقل وتجارب بشرية جديدة.

 

ظل النص القصصي والروائي يرصد هذه التحولات وطرح الأسئلة وتسليط الضوء على هذا التغير الكبير وأثره على الحياة الاجتماعية والإنسانية والثقافية.

ومع كثرة الأسئلة وخروج أجيال جديدة تواجه نمطاً جديداً وغريباً على حياة الماضي والتحولات الكبيرة التي تحمل في بعضها التأثير السلبي على الحياة والناس، يأتي النص المسرحي ليجسد المشاهد الجديدة والقديمة سواء بالنقد أو الاستشراف والبحث في الحالات الكثيرة والظواهر التي طرأت على الحياة الاجتماعية محاولاً التنوير أو التنبيه على العديد من القضايا اليومية في مجتمع يتحول سريعاً نحو متغيرات كبيرة ومؤثرة.

يطرح بعض الإخوة ندرة النص المسرحي ومحدودية المسرحيين الذين يكتبون للمسرح، وبعض الأحيان البعد الفكري عند كاتب النص المسرحي وهل هو قادر على طرح قضايا اجتماعية أو وطنية أو تاريخية ساخنة ومثيرة للأسئلة القوية، وسريعاً يأتي الرد عند البعض، لكن هل يمكن أن يمر النص المسرحي أو القصصي أو الروائي صاحب الطرح القوي المتجاوز للنصوص المسرحية ذات الأبعاد الاجتماعية البسيطة أو الفكاهية مثيرة الضحك والهزل، كما هو مسرح بعض الفرق في منطقة الخليج العربي، ثم يأتي تساؤل آخر أمام ندرة كتاب المسرح في الإمارات، هل يمكن الاستعانة بالنصوص القصصية الكثيرة في الإمارات والتي أنتجت على مدى خمسة وثلاثين عاماً؟

أقول نعم، توجد نصوص قصصية في الإمارات يمكن أن تزيد من حصيلة النصوص المسرحية إن وجد من يشتغل عليها ويحولها إلى نص يمكن أن يصبح عملاً مسرحياً، صحيح أننا لا نملك كُتاباً كُثُر يمكن أن يشتغلوا على تحويل النصوص القصصية ولكن يمكن أن نذكر هنا تجربة الفنان المسرحي إسماعيل عبدالله واشتغاله على بعض النصوص القصصية وتمكنه من تقديم نص مسرحي جميل عن أعمال ناصر جبران القصصية وقُدمت كأعمال جميلة في أيام الشارقة المسرحية، كما أن تجربة الفنان مرعي الحليان في مسرحية «التراب الأحمر»، والمطلع على ذلك النص يجد أنه نص قصصي اشتغل عليه المخرج وحوّله إلى عمل مسرحي، وعلى شاكلة مثل هذا النص لدينا قصص كثيرة، ولكن أين الكاتب الذي يمكن أن يحولها إلى أعمال مسرحية، دعونا نجرب تحويل هذه النصوص وسوف يكسب المسرح.

Ibrahim_Mubarak@hotmail.com


http://www.alittihad.ae/

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *