الكاتب والمسرحي الاردني ‘غنام غنام’ للمثقفين دورهم النضالي في رفع الوعي

قال الفنان المسرحي والكاتب والمخرج الاردني غنام غنام، ‘نحن في صراع على السنتيمتر مع الكيان الصهيوني ولدينا مساحه واسعه من النضال، فهناك من يؤمن بالنضال على طريقة المفاوضات وهناك من لا يؤمن، وان للمثقفين دورهم النضالي الهام في رفع الوعي، وانا أومن بمقولة ناجي العلي ان ‘بوصلة لا تتجه الى القدس والى فلسطين فهي بوصله ضالة’.

 

 

واضاف غنام المقيم في من امارة الشارقة في دولة الامارات العربيه المتحدة، ‘ان على المثقفين الفلسطينيين تحديداً ان يكونوا على درجه عاليه من الوعي وان لا يسقطوا مشعل التنوير، ويجب ان تبقى راية الثفافة عالية، فالثقافة لا تباع والا تشترى ولا تمول، مدعماً حديثه بشعر الراحل محمود درويش، ‘قصائدنا بلا طعم بلا لون بلا صوت اذا لم تحمل المصباح من بيت الى بيت’.

ويعد غنام غنام من الشخصيات التي فرضت بصماتها على الخارطة العربية، فهو كاتب وممثل ومخرج، وعضو في الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب، وعضو في رابطة الكتاب الاردنيين وعضو في نقابة الفنانين الاردنيين ومسؤول للنشر والاعلام في الهيئه العربية للمسرح’.

غنام غنام: على المثقفين الفلسطينيين ألّا يُسقطوا مشعل التنوير

ومن اهم اصداراته الادبيه ‘قف للتفتيش ‘وهي مجموعه قصصيه صدرت في العام 1987 ومسرحيه ‘القاضي ريحان ‘عام 1992 و’كأنك يا ابو زيد ‘نصوص ادبيه عام 2003 ومسرحية ‘تجليات الروح ‘ودراسات بعنوان ‘موجز تاريخ المسرح الاردني من عام 1918 -2006 ‘، و’المسرح والتراث النص المسرح المحلي ‘، و’الرقابه والابداع’، و’مستويات اللغه في العرض المسرحي’، و’المرايا السبع منهج العمل المسرحي’.

ومن ابرز الاعمال المسرحيه، ‘تغريبة ضريف الطول ‘ممثلاً، و ‘وجه بملايين العيون ‘ممثلاً، و’الهم اجعله خيراً ‘مؤلفاً وممثلاً، و’يا عنتر ممثلاً ‘، و ‘الجاروشه ‘ممثلاً ومعداً ومخرجاً، و’من هناك ؟ ‘ممثلاً ومعداً ومخرجاً، و’عنتر زمانه والنمر ‘ممثلاً ومؤلفاً، و’الزير سالم ‘مؤلفاً وممثلاً، و’خمس دمى وامرأه ‘مؤلفاً ومخرجاً، و’من الحب ما قتل’مؤلفاً ومخرجاً، ومسرحية ‘عائد الى حيفا ‘مونودراما ممثلاً.

وقال ‘ان المثقفين العرب وخاصه في فلسطين لعبوا دوراً مهماً جداً اكثر مما يتخيله الكثيرون وساهموا في تكوين وعي الجماهير ولم يغادر المثقفون خندق الوعي والثقافه والمقاومه حين غادرها السياسيون ومن هنا نجد ان الامه عندما انتكست في اكثر من مره وتحديداً عام 1967 كان هناك نهوض جماهيري واكبه نهوض ثقافي كبير وبالتالي لا يمكن ان ننكر دور مثقفين كبار مثل محمود درويش و سميح القاسم وتوفيق زياد واميل حبيبي وناجي العلي وغسان كنفاني و سالم جبران وثله من الاسماء الكبرى في فلسطين، ولا يمكن ان ننكر محمد شكري ومحمد الدرباس من المغرب وادونيس واحمد عبد المعطي حجازي ونجيب محفوظ، المثقفين في كل العالم العربي لعبوا دوراً مهما وبالمسرح على وجه الخصوص انا ارى انه رايه وبوصله حقيقيه للوعي في العالم العربي وانا عندما اتحدث عن المسرح فانني اتحدث عن المسرح المسرح، مضيفاً ‘على سبيل المثال في الربيع العربي كان المثقفين ينادون بالحريه وحرية التعبير حتى التبست وتدخلت القوى الاستعماريه لتعيد انتاج هذه الثورات بشكل ربما يكون اسوأ من الانظمه القمعيه، بمعنى ان هناك قوى تحرف الثورات عن مسارها ومن هنا على المثقف ان يكون واعياً.

وفيما يتعلق بمبادره الهيئه العربية للمسرح في دولة الامارات العربية المتحده و التي يرأسها في هذه الفتره الفنان غنام غنام قال ‘الحراك المسرحي العربي حاول في اكثر من مرحله ان يشكل تنظيمات عربيه تجمعه ولكن كانت دائماً وللاسف تسقط وتفشل نتيجه انها مرتهنه سياسياً الى الصراعات العربيه، وفي عام 2007 وفي خطاب اليوم العالمي للمسرح في باريس الذي القاه السلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقه وهو كاتب مسرحي ومتخصص في المسرحيات التاريخيه وبمفاصل التاريخ، وعندما ختم بمقولته المشهوره ‘نحن كبشر زائلون ويبقى المسرح ما بقيت الحياة ‘و اضاف في هذه المناسبه لماذا لا تكون لدينا هيئه عربيه للمسرح على غرار الهئيه العالميه التي تستضيفنا اليوم ؟، وقال انا مستعد لتبني هذه المبادره ليتم تكليفه وجمعية المسرحيين لتشكيل هذه المبادره العربيه، وبالفعل بدأت بجهد عربي استمر لمدة عام في العمل على استنباط هيئه عربيه للمسرح بدعم السلطان القاسمي، مضيفاً ‘وها هي الهيئه تدخل عامها الخامس وقد تطورت واستطيع ان اقول انها باتت الان الكلمه السر في تفعيل وتوجيه المسرح العربي، مشيداً بموقف ودعم القاسمي قائلاً ‘ببساطه شديده، صحيح ان هذا الرجل ممول ويدفع من ماله الخاص لمشاريع الهيئه لكن ليس لديه اجنده خاصه في هذا المجال، الهيئه تعمل بحريه واستقلاليه تامه وهي موجوده في مختلف ارجاء العالم العربي وتحاول تفعيل المسرح في المناطق الاكثر احتياجاً حتى انها وصلت الى جزر القمر وموريتانا والسودان، مشيراً الى ان في فلسطين على اجندة الهيئه وهناك علاقه وطيده مع رابطة المسرحيين الفلسطينيين وقد دعمت تجهيز المسرح الشعبي و برنامج ليبتوار المسرحي الذي تقيمه رابطة المسرحيين ودعمت طلبة خميس وهناك العديد من المشاريع القادمه.

وتحدث غنام 58 عاما عن ذكريات الطفوله في مسقط رأسه اريحا، قائلاً ‘كيف انسى هذه الايام الجميله فشريط طفولتي عامر ولا يزال حاضراَ في ذاكرتي، كيف انسى ‘حارة البيادر ‘( حي شعبي وسط البلد) وبيت ابو العبد تومان وبيت ابو سليمان الهر وابو عبد الله السلواني وبيت ابو عليان حيث كنا نعيش في هذا الحي البسيط كعائله واحده، نجلس ونلتم رجال ونساء واطفال تحت شجرة البنسيان في مساءات اريحا الصيفيه، وكنا نقول لستي ام العبد وهي تقلب الشاي الريحاوي بالنعناع الذي ليس له مثيل في العالم، وكيف ننسى حفلات ابو الزكر وابو زكيه وابو امينه وحسن، والذين كانوا يأتون من مخيم عقبة جبر، ومساءات الانتظار لابي الذي كان يعمل في منطقة مادبا و يطل علينا كل شهر مثل القمر، استذكر رائحة الياسمين والبرتقال من البساتين والبيارات، وتلك الشقاوه في مدرسة البحتري عندما سقط سقف الصف الذي كنت ادرس فيه بالمرحله الابتدائيه والمبني من العهد العثماني، مضيفاً بتأثر ‘اريحا هي اول تفتح العين وتفتح البصيره واول تفتح الصوت على الحكي واول مشي على ترابها وميتها وعمادها ومهرجان البرتقال الذي كان لي ابرز العلامات البارزه وتل العرايس، يعني شو بدي احكي لاحكي، جوقة البلابل في مدرسة البحتري بقيادة الاستاذ فتح الله الدخيل التي علمتنا نشيد ‘قسماً بالنازلات الناحقات ‘دعماً لشعب الجزائر المناضل، فهذا هو الشعب الفلسطيني يناضل وقلبه مع الشعوب العربيه، كنا نغني ‘حماة الديار عليكم سلام ‘، ونغني ‘البلبل ‘الطقاطيق والموشحات، كم احن الى خشبة المسرح التي كانت تبنى في نهاية كل عام في مدرسة البحتري لاصعد عليها ممثلاً ويكون معي رفيق عمري وطفولتي الذي اغتيل في اسبانيا الشهيد محمد العارف الموسى، ذكريات طويله وعريضه، اتذكر والدي صابر غنام واخي فهمي وكل الزملاء والاصدقاء ‘.

وتنهد غنام بتأثر وقال ‘بعد اكثر من 45 عاماً من الغربه حيث خرجت من اريحا وعمري 12 عاماً، زرت اريحا في شهر اذار 2011 لاجد نفسي بكل مشاعري اندفع نحو حي البيادر الذي عشت فيه طفولتي، لقد كانت لحظات مؤثره للغايه، كل شيء في المكان لا يزال يسكنني، الطرقات، البيوت، الاشجار، حتى المستنبت الزراعي الذي كان يعمل به والدي مراقباً في ايامه الاخيره، اندفعت بجوارحي نحو بيتنا لاصعد 23 درجه كانت كفليه باعادتي الى طفولتي بالرغم من قساوة السنوات، انها اريحا علامه من علامات التاريخ والحضاره والانسانيه، انا فخور جداً انني ولدت بهذه المدينه وقضيت طفولتي فيها ولا زلت احملها بكل عبقها وألقها وهي في مسامات عقلي وجلدي.

واضاف ‘نحن فقراء ولم نلد وفي فمنا ملعقه من ذهب ولم نحصل عليها حتى الآن ولا اريد الحصول عليها، لكن كان في اريحا ثلاث دور للسينما، هشام بجانب المستنبت الزراعي وكنت ادخلها كل اسبوع ‘ببلاش ‘بتغاضي من قاطع التذاكر ابو السعيد، وعندما نعجز عن الدخول كنا نستسلم للامر الواقع بالاستماع للعرض عبر سماعه منصوبه في الساحه الخارجيه، وفي سينما رمسيس كنت ادفع القليل، فيما كنت اضطر ال ادخار مصروفي طول الاسبوع لاحضى بفرصة مشاهدة عرض في سينما ريفولي القريبه من شارع المتنزهات، قائلاً ‘لقد اضافت لي هذه السينمات الكثير كطفل كما ساعدتني عائلتي على صقل ميولي وتوجهاتي نحو المسرح، ولانني كنت اذهب للسينمات الثلاث بشغف وانتظام فقد اعتبرت ذلك حجيجاً فنياً ثقافياً بامتياز.

وقال غنام عن اقرب الاماكن الى قلبه ‘كل بلد ذهبت اليه وعشت فيه لي هناك مكان قريب الى قلبي، ففي اريحا لا انسى منطقة شجر الكاوتشوك في المستنبت الزراعي والجوره في حي البيادر، وفي امارة الشارقه الشاطيء، واحب في عمان البلده القديمه ومنطقة الشلال في جرش، واحد المقاهي في المغرب وكذا الحال في الدار البيضاء والقاهره، ان كل الوطن العربي هو وطني وبلدي وادفع روحي فداءً لحريته واعماره.

و قال انه يعكف على الانتهاء من ابرز واهم اعماله منذ خمسة اشهر ‘صفير في الرأس صلاة في القدس ‘الذي يتحدث عن العلامه الفلسطينيه البارزه صبري غريب الذي قتل ولده في حضنه ذات يوم ولم يغادر بيته الذي ظل شامخاً وصامداً بالرغم من الزحف الاستيطاني وظل كشوكه في حلق الاحتلال حتى مات فيه ولم يغادر.

وختم غنام بكلمات الشاعر محمود درويش ‘قصائدنا بلا طعم بلا لون بلا صوت اذا لم تحمل المصباح من بيت الى بيت’.

المصدر ‘صحيفة القدس’

 

http://arabic.pnn.ps


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *