قالوا انهم توقعوا ثورة ثقافية بعد 2003 ..فنانــون: مــا زال الفــن مهمشـــاً

تباينت آراء الفنانيين  حول ما تحقق والمطلوب تحقيقه في المستقبل، بعد مضي عشر سنوات  على حصول التغيير في العراق، إذ مازال الجدل مستمراً حول تقييم تأثير هذا التغيير على حركة الفن والثقافة في عموم البلاد.

 

 

“التغيير كان عنيفا وهائلاً في المجتمع والدولة العراقية لكن على مستوى الإبداع لم يحمل أي تغيير لازال  الفنان مقيدا” حسب ما يقول الكاتب حمد المالكي ويضيف في حديثه لـ”المدى” إن  “في بداية التغيير الذي حدث عام 2003 كنت سعيداً بهذا بالتغيير على أمل أن نحصل على فسحة واسعة من الحرية وفعلا حصلنا على نوع من الحرية وكتبنا من دون قيود ولكن فيما بعد وقعنا تحت سلطة محاذيرعدّة.. في وقت النظام السابق كان هناك خط احمر واحد جميعنا يعرفه ولا يقترب منه لكن الآن أصبح لدينا خطوط حمر كثيرة وبتنا نخاف ونحاذر كما كنا في السابق.

ويضيف “كنت أتمنى بعد التغيير أن يعيش الوطن بسعادة  يتطلع شعبه الى حضارات العالم ويبنى مستقبله ولكن للأسف الهجمة الإرهابية كبيرة وكأن الأمر جمع الإرهاب من العالم كله في العراق للقضاء عليه أتذكر جيدا خطاب الرئيس الأميركي السابق بوش بعد إحداث 11 سبتمبر قال سأجعل الإرهاب يرتد بعقر داره وأيضا في احد خطاباته قال جعلنا من العراق الجبهة العالمية لمحاربة الإرهاب.

وبين أن العراق يدفع ضريبة عن كل العالم لمقاتلة الإرهاب.. إن أي تغيير يصاحبه نوع من الألم وعلى الحكومة أن تشرع فورا الى المصالحة.

ويتابع “قد لا يعني هذا ان المستقبل سيكون مظلما أنا أؤمن جيدا ان الأمم التي تحدث لها تغييرات  تبقى على مدى جيلين تدفع الثمن ولكن في النهاية ينتهي ويتلاشى وضريبة التغيير قاسية ولابد من دفعها ِوسوف ندفعه على مدى أكثر من عشر سنوات كما حدث في اليابان وألمانيا.

من جانبها قالت الفنانة عواطف نعيم “بعد مرور عشر سنوات على الاحتلال الأميركي لا أعتقد أن ثمة تغير أصاب الحياة الاجتماعية العراقية بشكل أفضل إذ أن الانفلات الأمني مازال مستمرا وعمليات الاغتيال لم تتوقف ومازال الفنان مهمشا ومقصيا والمرأة لم تنل حقوقها كما تحلم وان التغير الذي حصل يحتاج الى تغير هو الآخر بدا من الدستور وصولا الى قبة البرلمان العراقي والعائلة العراقية التي من واجب الدولة رعايتها والطفولة العراقية المهملة وكثير من المؤسسات الثقافية والتعليمية لكي يحدث تغيير يليق بالإنسان العراقي لأنه ضحى كثيرا سواء بالحروب السابقة أو الآن.

وذكرت نعيم “هناك ثمن كبير دفعه الإنسان العراقي من أحلامه وطموحاته وأمنه واستقراره ولكنه مازال يبحث  عن فرص للحياة بها كرامة وأمن ورفاهية لاسيما انه ابن بلد حضاري وثري، كنت أتمنى ان تأخذ المرأة مجالها وان تحقق حضورها وان تكون بالمستوى الذي تحلم به كما كنا نأمل ان يتطور المستوى الصحي والتعليمي والثقافي و أن تكون هناك مهرجانات وتبادل بعثات وهذا كله لم يحصل ومازلنا مشغولين بالقتل والموت والتهديد وعدم استقرار ولم تتضح لنا الصورة لنعرف لمن نقول نعم.

من جانبه بين الممثل كاظم القريشي “هناك فرق كبير قبل 2003 وبعد هذا العام قد يكون هناك تغيير سلبي وآخر ايجابي منها كثرة القنوات الفضائية والانفتاح نحو العالم كلها خطوات ايجابية ولكن للأسف كنا نطمح لحرية أكثر وعشنا هذه الحرية في بداية التغيير ولكن بعد ذلك تراجعت كثيرا وأصبح الصحفي مهددا إذا ما أراد ان يكتب والفنان مهدد إذا ما  أراد طرح فكرة معينة وهذه تترك أثراً سلبياً وتؤدي الى تراجع مستوى الفن والإبداع إذ من الممكن أن نتناول مواضيع أفضل.

وأشار الى ان “في السابق كان جانب واحد نتجنبه لكن الآن أصبحت عدة جوانب يجب عدم المساس بها، يكفي أننا فقدنا شيئاً مهماً وهو الأمن وهذا العنصر اثر بشكل سلبي على مستوى الأمن وكان لدينا سابقا أكثر من عشرة مسارح يوميا تعمل في بغداد والمحافظات وبسبب فقد الأمن فقدنا هذا الشيء إذ لايوجد أكثر من مسرحين أو ثلاثة وغالبا مايكون مسرح واحد هو المسرح الوطني كذلك فقدنا بعض الزملاء الأعزاء علينا.

وقال” بقدر ايجابيات التغير هناك سلبيات وأتمنى ان يتغير الوضع الى الأفضل خاصة وان الكم الكبير من الفضائيات التي ظهرت أبرزت وجوهاً شبابية كبيرة على مستوى التأليف والإخراج والتمثيل.

أما الفنان المسرحي سامي عبد الحميد  ذكر “على المستوى الإنساني كنا نتوقع للإنسان العراقي ان تعود له كرامته وان يكون متحررا فعلا من كل الجوانب وكنا نتمنى ان يعيش بسعادة وراحة، أما على المستوى الفني كنا نتمنى للفنون ان تزدهر وان يتقدم المسرح العراقي بخطوات الى الأمام بخطوات سريعة وان تشيد مسارح جديدة ويعاد إعمار المسارح القديمة وتعاد الفرق المسرحية الى الحياة وان تنافس فرق الدولة وان يكون هناك مسرح دائم ولكن الى الأسف لم يتحقق منها شيء ويبدو اننا كنا نسبح في الخيال والواقع مغاير انه واقع وهذا يؤكد أن هناك خطئاَ ما في عملية التغيير جعل العراق بعد عشرة سنوات غير مطمئن ازدحامات تقصر الأعمار وانفجارت واضطرابات تقلق الناس.

فيما ذكر المطرب فاضل عواد “كنت آمل ان يحمل التغيير اهتماما بالحركة الموسيقية العراقية وان تتطور وتتقدم جميع الفنون ولكن ماحصل أن أهم مهرجان لدينا والذي يقدمنها نحو العالم وهو مهرجان بابل قد الغي.

وبين “لاتعرف أي امة من الأمم إلا من خلال المهرجانات الثقافية والفنية والموسيقية والتشكيلية، العالم يتعرف ثقافة البلد من خلال المهرجانات وليس من خلال التيارات السياسية ، ان مهرجان بابل كان بوابة للثقافة العراقية نحو العالم وبدون هذه المهرجانات كيف نتصل بثقافة وحضارات البلدان الأخرى انا لم اشعر بتغيير حقيقي ولفت الى ان “لاتوجد امة من الأمم لاتملك فرقة موسيقية تمثل البلد ونحن ليس لدينا فرقة تمثل البلد وفي السابق كان لدينا أكثر من فرقة موسيقية بعد .

واشار الى ان “بعد العام 2003 لايوجد تقدم وانما تأخر الى الوراء بقدر 500  سنة يجب ان تعاد الفرقة الموسيقية الضخمة ومن المفترض ان يكون هناك مهرجان لكل محافظة في بغداد ونينوى وبابل والبصرة نحن أصل الثقافة والكتابة والفن ولكن كلها مهملة الآن.

الى ذلك قال المخرج  فارس طعمة التميمي”كانت هناك أمنيات كبيرة لدى الفنان منها ان يحقق حلمه في الانتشار وعدم وجود رقابة وصناعة دراما عراقية مؤثرة ولكن المشكلة ان هذا الحلم بات صعب المنال كون اغلب من يقودون  العملية الفنية بعيدين عن الدراما ومن خارج الوسط الفني.

وذكر ان”تغيير عام 2003 كان  تهميش للدراما العراقية وإقصائها من منافستها العربية كنا نتمنى ان التغيير الذي حصل يجدد من عزم الدراما العراقية ويقودها الى بر الأمان وتكون منافسة الى مثيلاتها العربية لكن الآن لم نستطع ان ننافس أنفسنا، هناك قصر ثقافي ووعي مجتمعي للفن العراقي وتخلف قاد مؤسسات الدولة  ووزارتها بكافة مفاصلها لأنهم  الديمقراطية جاءت بأشخاص بعيدين عن الإنسان العراقي ليقودوا البلد ولذلك نرى طبقات جدا غنية وأخرى فقيرة جدا ولا توجد طبقة وسطى.

 

بغداد/ دعاء آزاد

http://www.almadapaper.net/

 

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *