«مسافر ليل» للأكاديمية «المصرية».. لم تقدم جديداً في صراع الشعب مع السلطة!

في ثاني عروض المهرجان الأكاديمي الثالث الذي ينظمه المعهد العالي للفنون المسرحية، قدمت فرقة أكاديمية الفنون في مصر عرضها المسرحي «مسافر ليل» من تأليف صلاح عبدالصبور وإعداد خالد رسلان واخراج ابراهيم السمان ومن تمثيل محمد رشدي ووليد الفولي ومحمد محسن، بينما تصدى للديكور محمد فتحي والاضاءة ابراهيم الفرن. تعامل المخرج مع النص المعد برؤية اخراجية جديدة اعتمد فيها بشكل مباشر على العنصر التمثيلي فوق الخشبة مع وجود اثنين من الرواة، بينما في النص الأصلي يوجد راوٍ واحد فقط، وساعده في إيصال فكرة العرض السينوغرافيا المميزة والتي جاءت في إطار كرنفالي للمتلقي.

 

فكرة المسرحية

تدور أحداث المسرحية حول الراكب الذي يسافر في اخر قاطرة ليلية ويمثل الشعب السلبي الفقير المطحون على مر السنين، حيث يستقبله عامل التذاكر الذي يجسد الديكتاتورية مع وجود اثنين من الرواة الذي يمثلان الإعلام، وتبدأ القصة في اطار تقليدي حول الصراع الأزلي بين الحاكم والمحكوم لتوضح المسرحية مدى المعاناة التي تقاسي منها الشعوب بسبب سلطة الديكتاتوريين عليهم والذين يحرمونهم من أبسط حقوقهم الاجتماعية والمدنية في التعبير عن رأيهم، مع اختلاف أساليب البطش، فالاسكندر يختلف عن هتلر، وهتلر يختلف عن العسكر، وهكذا تدور دائرة القتل والتعذيب. عموما فكره النص لم تحمل أي جديد بخصوص الصراع بين السلطة والشعب، واستطاع الممثلون توصيل ذلك بطريقة جميلة مغلفة بالكوميديا السوداء من باب «شر البلية ما يضحك». ويحسب للمخرج تدخله المباشر في السينوغرافيا فيما يعكس قراءته الجيدة للنص، معتمدا على الإضاءة والتي كانت اللاعب الرئيسي في العرض وكانت موظفة توظيفا سليما إلا في بعض مشاهدها التي اخفق فيها مهندس الإضاءة الذي استخدام الضوء الأحمر فلم يكن موفقا في نقل حالة الرواة لتتوافق مع الفعل المسرحي.

مباشرة

ما عاب العرض صعود المخرج على خشبة المسرح ليخاطب الجمهور بالقضايا التي حدثت في العمل وانهم هم المسؤولون عنها إذا لم ينتفضوا لحقوقهم رغم أن هذا الأمر أوصله الممثلون بطريقة جميلة للحضور ولكن ربما اعتقد مخرج المسرحية إبراهيم السمان أن رسالة مسرحيته لم تصل فأراد توصيلها بشكل مباشر الأمر الذي لم يلق استحسان بعض الحضور!.

 

@Mefrehs

 

في الندوة التطبيقية.. توافق بين النص والعرض

أعقب العرض المسرحي ندوة تطبيقية أقيمت في قاعة الفنان الراحل غانم الصالح وقدمتها الطالبة إسراء جوهر وعقّب فيها على العرض الطالب بالفرقة الثالثة في قسم النقد علي طلحة وشارك على منصة الندوة مخرج المسرحية إبراهيم السمان. وفي البداية اعتبر المعقب علي طلحة أن العرض المسرحي جاء متوافقا مع النص، كما وفق المخرج في وضع الكرنفال، وأضاف: لكن هناك تساؤل عن وضع أكثر من راو، لاسيما أن النص الأصلي ليس فيه سوى راو واحد وهنا يبدو أن إضافة الراوي فقط من أجل خلق مؤثرات صوتية، مشيرا إلى ان النص حمل ملامح هدفية، وطرح سؤالا وهو اننا ندور في حلقة مفرغة عندما استدعى كل الطغاة وجعلهم مزيجا للحاكم العربي الظالم وجعل المسافر هو المواطن العربي المغلوب على أمره، بل انه جعل بائع التذاكر في الكثير من الأحيان يعود إلى طبيعته كمواطن.

وأضاف طلحة: لقد طوع المخرج العرض ليتلاءم مع الأحداث الحالية بحكم الإسلاميين، لاسيما مع بائع التذاكر الذي تلون وكأنه يجسد المثل القائل «يا فرعون مين فرعنك»، لافتا الى أنه وبرغم كم الكوميديا إلا أن النهاية جاءت حزينة، كما أن الإضاءة كانت جيدة واستطاعت الإشارة إلى كل المتواجدين على خشبة المسرح وكان الديكور متميزا، حيث أعطى انطباع الكرنفال وعبر من خلال مجموعة الألوان والأشكال بشكل جيد. وأشاد طلحة في نهاية الندوة بدور العميد د.فهد السليم الذي جعله وزملاءه يخوضون هذه التجارب من خلال المهرجان.

ومن جهة أخرى ألقى رئيس المهرجان عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د.فهد السليم كلمة أشاد فيها بالأشقاء من جمهورية مصر العربية، وقال: نرحب بالدكتور سامح مهران وكل الأساتذة والمشاركين من مصر في بلدهم الكويت، مضيفا: لقد استمتعنا جميعا بهذا العرض وأتمنى الا يؤثر هذا الانطباع على لجنة التحكيم لكن هذا رأيي بالمسرحية.

وأشاد د.سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون بجمهورية مصر العربية بالعرض، وقال: أنا سعيد بهذا الجيل الذي يعيش لحظة فارقة ويتعرض لخطر وجود والأيام القادمة ستثبت إما أن تكون لهم أو عليهم، كما أن ما قدم الليلة يعكس هموم هذا الجيل المنوط به التغيير والالتفات إلى المستقبل، لاسيما ان المسرح دائما يستشرف المستقبل.

 

مفرح الشمري

http://www.alanba.com.kw

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *