نجيب الشامسي: لغة التهريج تسود مسارح عربية

يرى الكاتب المسرحي الإمارتي نجيب الشامسي أن المسرح الإمارتي جزء من المسرح العربي، نجد أن بعض الكتّاب ينهلون من التاريخ، واي نهضة تطرأ على

 

المسرح العربي يكون لها انعكاساتها على المسرح الإماراتي. ولا يمكن أن نغفل الدعم المقدم للمسرح في دولة الإمارات، وخصوصاً من صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وما يوفره له من مناخات في مجال حرية التعبير. شارك في الملتقى الفكري المصاحب لأيام الشارقة المسرحية ضمن ندوة “أي دور للمسرح العربي في اللحظة الراهنة؟” حيث قدم ورقته “المسرح العربي والدور المفقود”، الذي دار الحديث حوله في حوار أجرته البيان.

* هل تعتقد أن دور المسرح مفقود في مجتمعنا العربي؟

للأسف الشديد نرى أن بعض منظمات المجتمع المدني والمنابر الثقافية تقف موقف المتفرج من المسرح، بل تتسم بموقف سلبي منه، وهو الذي كان يطلق عليه “باب الفنون”، فأين هو المسرح في وطننا العربي؟ وما هو موقفه حيال ما يحدث فيه؟ وهل لايزال يلامس قضايا الإنسان والوطن؟ هذه اسئلة لا بد من طرحها عندما نتحدث عن دور المسرح لأنه يؤسس لوعي جمهوره والمتلقي لإبداعه وفنونه، ويرتقي بالحس الفني لدى جمهوره.

لكن هناك معوقات أمام هذا المسرح نتيجة للظروف السياسية والاجتماعية، أليس كذلك؟

نعم، لكن هذا المسرح أيضاً كان له دور في دعم حركات التحرر والثورات على المستعمرين وتأسيس الوعي في ظروف صعبة للغاية مرّ بها الوطن العربي. وكان المسرح يتحدث بمفردات لغة عروبية وليست إقليمية كما نرى اليوم.

هل انحسر دور المسرح في نظرك؟

أجل، انحسر دور المسرح اليوم، وهناك دور منتظر من المسرح العربي بعد أن استحكمت فيه النزعات الفردية والأصولية والحزبية التي لا تخضع لمعايير المنطق أو القيم الأخلاقية. وتشير كل المعطيات إلى أن أهم أسباب الانفجار الشعبي هو الاحتقان الناجم عن انعدام الوعي، وتفاقم الأسباب المعيشية بين أوساط الشعوب العربية.

نلاحظ تركيزك على الأسباب الاقتصادية في أزمة المسرح كما في ورقتك المقدمة في الملتقى الفكري؟

نعم، كل التحولات التي نشهدها في العالم العربي مبعثها الجانب الحياتي والاقتصادي، بل إن الاقتصاد أصبح عاملاً اساسياً في المسرح لأنه جزء من المنظومة التي نتحدث عنها. ومن واجب المسرح أن يحصّن المجتمع من الأزمات لأننا نعيشه.

هل يمكن أن نتحدث عن المسرح العربي باعتباره كتلة واحدة؟

بالتأكيد، أنت تعلم أن للمسرح خصوصية، ونحن كعرب كنا قد تأثرنا بمسرح صلاح عبدالصبور، وكنا نفهم أبعاده، وهذا دليل على أن هناك لغة مشتركة بيننا، وما يحدث في تونس أو اي بلد عربي آخر ينعكس علينا كعرب، ونحن نريد النهوض بالثقافة والوعي والمجتمع، لأن ذلك من شأنه أن ينهض بالمسرح العربي، ونهوض المسرح العربي مشروط بهذا الوعي.

هل تعتقد أن المسرح العربي في ازدهار حالياً مع تطور التقنيات الحديثة الأخرى؟

أتساءل: أين هم أهل المسرح؟ لماذا هجر الجمهور خشبة المسرح بعد أن ظل متعلقاً بها لعقود من الزمن ايام كان المسرح العربي فاعلاً ومتفاعلاً مع قضايانا. للأسف الشديد، إن النزعة التجارية ولغة التهريج سادت بعض مسارحنا العربية، ما أفقد المسرح مضامينه الحيوية. ويمكن القول إن المسرح العربي سجل تراجعاً كبيراً في الآونة الأخيرة بعد أن غاب عدد من رواده من أمثال محمد الماغوط، وسعدالله ونوس، ومحمود دياب، وصلاح عبدالصبور، ويوسف إدريس وغيرهم.

هل تعتقد أن ما يشهده العالم العربي من تغييرات الربيع العربي من شأنه أن ينميّ الحركة المسرحية؟

إن ما يحدث في عالمنا العربي يمثل مادة خصبة لكتّاب المسرح والمنشغلين به من أجل تقديم أعمال مسرحية جادة يعيدون من خلالها الهيبة للمسرح العربي.

 

http://www.albayan.ae

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *