ندوة عن المرأة كممثلة وموضوع في التمثيل

ضمن لقاءات مهرجان أيام الشارقة المسرحية، نظمت ندوة “المرأة ممثلة..المرأة موضوع للتمثيل”، حيث رأت الممثلة العراقية سهى سالم ان الجسد هو العالم الذي يرسم فضاءات العرض المسرحي، لأن المسرح روح الجسد وحركاته، فهو نبض المسرح منذ عهد الإغريق وحتى الوقت الحاضر، ولكن ليس المقصود بالجسد الأنثوي هو المعبّر عن الغرائز الجسدية الشهوانية بل جمالياته في التعبير.

لذلك علينا التعامل مع الجسد تعاملاً حضارياً، ينسجم مع وعينا، لذلك على الممثلة أن تحترم أدوارها على خشبة المسرح. ويجب أن نحارب الفكرة القائلة بأن الجسد عبارة عن عورة، فلم يكن الجسد هكذا أبداً إنما العادات السيئة هي التي جعلت منه هكذا.

الجسد هو العالم الذي يرسم به فضاءات العرض المسرحي، مؤدياً بذلك رسالته إلى المتلقي. التعابير الجسدية تثير العقل والفكر والتأمل، ولا بد من أن انطلاق الجسد على خشبة المسرح من شأنه يجسّد تقنياته المتقدمة.

لكن تراجع المسرح العراقي في الوقت الحاضر بعد الاحتلال وضع المسرح في أوضاع صعبة بحيث جعل عائلات الممثلات الموهوبات يمنعهن من ممارسة المسرح. النظرة الدونية هي السائدة للأسف الشديد، مما جعل الخوف من المسرح والجسد معيقاً للتعبير عنه روحياً ومادياً.

فيما رأت الممثلة اللبنانية عائدة صابرا أنه كلما كان النص متقدماً كان حضور المرأة متألقاً، ولا يُقصد بالجسد على المسرح هو جسد المرأة بل جسد الإنسان بكل انفعالاته وتعابيره، لذلك يجب أن لا نتعامل مع الجسد الأنثوي على المسرح تعاملاً دونياً مقتصراً على رغبات الرجل.

المرأة قادرة على توسيع مهاراتها من خلال تقديم حركاتها الجسدية بطريقة فنية إبداعية وهي ليست سلعة كما يتخيّل البعض ممن ينظرون إلى المسرح ذاته نظرة متخلفة. وأثبتت الممثلة اللبنانية أنها قادرة على تخطي الكثير من المعوقات فيما يخص التعامل مع جسدها. ولعل اختلاط الثقافات والأديان جعل من حرية المرأة أكثر انتشاراً من المسارح العربية الأخرى.

كما أن حضور المسرح اللبناني في المهجر وأصقاع العالم جعل حركة الممثلات أكثر اتساعاً وأكثر فاعلية. ولا بد من القول أن جودة النصوص لها علاقة بتقديم جسد المرأة على المسرح، فكلما كان النص متقدماً كان حضور المرأة متألقاً ومتجاوزاً لكل القيم القديمة التي من شأنها أن تكبل الممثلة وحركاتها على خشبة المسرح، وتعبيرها الروحي.

 

http://www.albayan.ae

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *