ياسر سيف..ماكيير مسرحي يبتكر وجوهاً للحياة

المعروف أن عدد المشتغلين في مجال المكياج المسرحي في الخليج معدودون على الأصابع، لذلك فإن الدخول في فنيات تنكير معالم الوجه إلى عدة أشكال مختلفة تساعد الممثل على الأداء على الخشبة، تحتاج إلى عشق وتماهي مع الصورة البصرية وتخيلاتها.

 

 

الماكيير البحريني ياسر سيف ومنذ ولادة علاقته بالمسرح ممثلاً ومخرجاً والجميع يراه قادراً على ابتكار وجوهاً للحياة، ليست الفكرة قابعة فقط في التقنية وحساسية اللون والإضاءة ونص المسرحية كما يوضح ياسر ولكنه انسجام فعّله سحر القدرة على ابتكار وجوه شخصيات من عدة معالم وبأشكال توحي للمتلقي بأنها صادقة وملهمة ونابضة بإنسانية المشهد وروح الصراع النفسي والاجتماعي والثقافي.

صناعة المكياج

قال ياسر عن تجربته في صناعة المكياج المسرحي:”قليلون من يتقنون فن المكياج في الخليج، فعلياً أمثل تلك الشخصيات التي تنتمي إلى الحس البصري في التقاطها لوجوه الأشخاص من حولها، أعرف أناس كثيرون بملامحهم الخارجية وأجهل أسمائهم، جميع تأملاتي في الحياة بدأت تصنع في داخلي مخزون من الشخصيات بحالاتها الحزينة والفرحة”.

وفي سياق المحور التقني للمكياج يستقي ياسر فكرة مكايير الشخصيات من نص المسرحية، بالتوازي مع تصور مخرج العمل والممثل، مبيناً أن زيارته للبروفات وقراءة حالة الشخصية على الخشبة يلهمه المزيد من التعديلات وربما التغيرات في النسخة الأخيرة من مكياج الممثلين، “في المسرح هناك رجل وامرأة وظروف اجتماعية واقتصادية وسياسية، جميعها إسقاطات لماهية ما يجب أن تكون عليه تعابير الوجه وكيفية تناسبها مع الملابس ولون جسد الممثل نفسه”.

هناك فنانون غير مهنيون يمارسون فعل المكياج المسرحي، بين الإيجاب والسلب، ويرى ياسر أنها مسألة تتعلق بمدى مصداقية ممارسي هذا الفن في التعامل مع احتياجات الشخصية، ولا يمكن وضع مكياج مفرح لرجل في قمة إحباطه وهذا ما يقع فيه بعض غير المتخصصين. اعتبر ياسر أن التجميل باب صغير من أبواب المكياج المليء بالتفاصيل ، وعالم المكياج في المسرح يختلف تماماً عن السينما والتلفزيون، وحول الأخير كشف ياسر أنه ابتعد عن المكياج التلفزيوني، إلا في بعض الأعمال التي يؤمن بحضور ابتكار وابداعي نوعي من خلالها.

صالون تدريب

قام ياسر بتدريب مجموعة من الشباب المهتمين بعالم المكياج، ويعملون معه الآن ضمن فريق عمل، حيث أسس صالوناً متخصصاً في المكياج

 

استمرارية إبداعية

دائما لكل الأعمال الإبداعية ممرات للحلم والاستمرارية، وفي هذا الجانب أكد الماكيير المسرحي ياسر سيف رغبته الحقيقية في تأسيس معهد متخصص لتعليم المكياج بتفرعاته المختلفة، لافتاً أن المشروع هو تبني صادق للفن، وليس رغبة في التحصيل المادي. وعبر مسيرته يحتفي ياسر في ذاكرته بالعديد من الأعمال التي لا ينساها، وقدمها من خلال مهرجانات دولية.

 

http://www.albayan.ae

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *