سعدالله ونوس ودمعة الأمل الأخيرة بعدسة قيس الزبيدي

كيف يخافون من الحب وهو أجمل شيء في الحياة، لأن الأرواح الفقيرة لا تبحث عن الجمال، بل عن النظام” من بين كلمات مسرحية “بلاد أضيق من الحب” للمسرحي السوري الراحل سعدالله ونوس انطلق فيلم المخرج السينمائي العراقي قيس الزبيدي إلى أفق توثيق البعد الإنساني للراحل.

أكد الزبيدي حول حيثيات صناعة الفيلم في مداخلات عديدة مع المشاهدين من النقاد والمختصين قائلا: الكل يعرف أبعاد تعاطي سعدالله في عالم المسرح عبر دراسات وبحوث، هناك مئات المجلدات يجدها الباحث في مكتبات متخصصة أو عبر الشبكة العنكبوتية، وما وددت تجسيده عبر الصورة السينمائية هي تلك الخصوصية الغائبة عن المشهد العام في بيته وأسرته، لم أعمد إلى المقابلات الجامدة، بل تحقيق تواصل مع روح تفاصيل كرسيه الذي كان يجلس عليه ونظارته ومكتبته ومقتنياته من اللوحات التشكيلية. وحمل الفيلم عنوان: “نحن محكومون بالأمل”، ليذرف معه دمعة الحياة عبر قداسة الصورة ولغتها.

جماليات الصورة

جماليات الصورة السينمائية تكمن في قدرتها على صياغة حوار هلامي بين المشاهد والصورة، ويظهر ذلك جلياً لمتابع الفيلم، فمن خلال مكاشفات لشخصيات قريبة من المسرحي سعدالله ونوس حول غمار ما كان يوده من الحياة وعن مخاوفه وعن شغف للعلم والمعرفة والسفر، تبدأ مكامن قوة الراحل بالظهور على سطح الرؤية المباشرة.

تعددت الشخصيات القريبة من المسرحي سعدالله في الفيلم، وكان من بينهم أمه التي تجدها ما زالت مؤمنة بأنه حاضر في جسدها المليء بماء الدمع ولوعة الفراق، وزوجته فايزة شاويش التي تعترف بأن هناك الكثير من الأشياء للراحل بقت ولم يتسن لها الوقت للبوح بها.

حديث الأصدقاء

أما حديث الأصدقاء فشكل بحراً ارتطم بصخور التلاقي الفكري والروحي، أبرزهم المخرج السينمائي عمر أميرلاي، الذي التقى مع سعدالله ونوس في مشروع سينمائي عبر فيلم “الحياة اليومية لقرية سورية” بينوا فيه التأثير السلبي لبناء السدّ على حياة الأشخاص العاديين في إحدى القرى الواقعة على نهر الفرات. وأضاف الزبيدي إلى الفيلم مجموعة من الوثائق منها ما أنتجه أيضاً أميرلاي وهي عبارة عن مقابلة مع المسرحي السوري سعدالله ونوس وهو في أوج صراعه مع مرض السرطان.

تفاصيل

 

تأتي تفاصيل مشاهد بيت سعدالله المحور الأهم في الفيلم، يشعر معه المشاهد بأن هناك أموراً لم يكشف عنها سعد ورحل قبل إيصالها للعالم. جاء إنتاج العمل السينمائي في ظروف خاصة تطلبت عرضه للجزيرة الوثائقية، أكد الزبيدي أنه سعى من خلالها إلى خلق منولوج يوحي بروح الصورة وعلاقتها بالمسرح، وأن الفيلم يمثل وثيقة موازية لأطروحات سعدالله الشخصية والإبداعية والسياسية والفكرية.

 

http://www.albayan.ae

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *