كوميديا الأيام السبعة نهاية مفتوحة لعذابات العراقيين

قدمت الفرقة الوطنية للتمثيل على قاعة منتدى المسرح مسرحية (كوميديا الأيام  السبعة) تأليف: علي عبد النبي الزيدي ، إخراج: ظفار المفرجي ،  تمثيل: عمر  ضياء الدين ، عبير فريد ، محمد جاسم، وإيمان عبد الحسين ، وعدي فاضل خليل.

 

تبدأ حكاية المسرحية عندما يدخل أحد الجنرالات بيت إحدى العوائل العراقية بحجة البحث عن جهاز سري قد اختفى ليطلب منهم القيام مدة سبعة أيام أو السجن لمدة عام كامل عندما تبدأ مجموعة من الأحداث والصراعات بين أفراد العائلة بين موافق ومعارض لتلك الشروط الغريبة.
ابتكر مخرج العرض مفردة (الطالوس الواحد) ليضع دارا مفترضة تدور بين زواياه وجغرافيته الضيقة أفعال وأحداث الصراع الذي نجح كثيرا في صنع مشاهد صغيرة موحية بتصاعد هذا الصراع الذي دار بين (الجنرال) والعائلة وأفرادها الخمسة كما يحسب للمخرج تلوين مشاهده الصغيرة خاصة مشهده الأخير الذي حول من خلاله المساحة الضيقة للعرض إلى صالة احتفال وكرنفال تضاء فيه الألعاب النارية وصوت الموسيقى.
كما هو حال مؤلف النص الذي تعرفنا عليه في أعمال مسرحية سابقة في خلق (نص بريشتي) كسر فيه نظام الخشبة وجعل من مفردات (نصه) قريبة إلى المتلقي يكاد يكون مشاركاً فيه كما نجح مجسدو العرض (عمر ضياء الدين وجاسم محمد وعبير فريد وعدي فاضل خليل وإيمان عبد الحسن) في صنع إيقاع متوازن يفصل المشاهد عن بعضها وفق مساحة صغيرة لا تبلغ إلا أمتارا.
مخرج العرض ظفار المفرجي قال: اجتهدنا في وضع النص ومجرياته وفق الأسلوب (البريشتي) المعروف وهو أن لا نضع لها نهاية جاهزة كما أن الأحداث يمكن أن تحصل في أي مكان في العالم ولكن ارتأينا أن نعمل نحن والمؤلف على ثيمة هذا العرض وإدخاله في خانة (مسرح ما بعد الأحداث) على الرغم من افتراضية أحداثه..
عمر ضياء الدين الذي جسّد شخصية (الجنرال) قال: إن الشخصية التي تعتبر المحور المركزي للعرض لم تكن سهلة التجسيد لما تحمله من متطلبات اللعب الدرامي والتنويع المستمر في صنع صور جديدة للأحداث التي تمر على العائلة ولكن جهود فريق العمل استطاعت أن تحاور الكثير من الصعوبات من اجل أن نصل إلى هذا المستوى .
عبير فريد التي جسّدت شخصية (الأم العراقية) قالت: برغم انقطاعي عن خشبة المسرح لمدة عشر سنوات وأكثر إلا أن تصفيق الجمهور لي أعاد إلي عشقي القديم للمسرح برغم ازدياد وزني في المدة الأخيرة إلا أن هذا لم يمنع أدائي كثيراً من الحركات السريعة والصعبة.
من جانبه قال الباحث والمخرج المسرحي د. فاضل السوداني: على الرغم من كون العرض فيه حصد كبير يستحق الثناء إلا انه في المسرح بطريقة جعلته يحتاج لتناول الرمز في المسرح ويحتاج إلى تحويله من دال لفظي الى دال بصري وإلا يبقى هذا الرمز دالا أدبيا، فالمسرح كما يعرف الجميع يختلف بصريا عن مفهوم ومفردات الأدب وصوره المختلفة ومع هذا فقد نجح فريق العرض مؤلفا ومخرجا ومجسدين في صنع عرض يستحق المشاهدة.

http://www.almadapaper.net

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *