(3 في 1) .. مسرحية فلسطينية تعرض تجارب ممثليها الشخصية

يقدم ثلاثة ممثلين فلسطينيين من محافطة الخليل في الضفة الغربية تجاربهم الشخصية في العمل المسرحي (3 في 1).وعرض الممثلون ايهاب زاهدة ومحمد الطيطي ورائد الشيوخي مسرحيتهم مساء الاحد على خشبة مسرح وسينماتك القصبة في رام الله.


وجاء في كتيب وزع قبل العرض ‘3 في 1 هي مسرحية من نوع اخر حيث ان الممثلين لا يقومون فيها بالتمثيل وانما يعكسون ببساطة تجاربهم الحقيقية في الحياة محاولين القاء الضوء على الاوضاع والتحديات التي تواجههم كمواطنين يعيشون ظروفا حياتية صعبة خاصة في مدينة الخليل من جهة وفي ظل مجتمع لا يقدر قيمة المسرح من جهة اخرى.’
ويبدأ العرض في الحديث عن مشكلة المسرح من خلال الحاجة الى ان يقوم احد الشباب بدور فتاة في مسرحية يجري الاعداد لها بسبب عدم وجود فتاة تمارس التمثيل في مشهد يلقي الضوء على نظرة المجتمع للتمثيل.
وقال الممثل ومخرج العمل ايهاب زاهدة لرويترز بعد العرض ‘المسرحية تعكس الواقع والصعوبة التي تواجه اي ممثل في مدينة محافظة مثل الخليل التي لا يوجد فيها دار للسينما.’
واضاف ‘نحن جزء من هذا المجتمع ونعيش ظروفه والمشاكل التي تواجهه. حاولنا قدر الامكان تناول العديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في هذا العمل.’
وتعيش مدينة الخليل ظروفا خاصة تضاف الى مجتمعها المحافظ سببها وجود حوالي 400 مستوطن اسرائيلي يسكنون في بلدتها القديمة وسط حراسة كبيرة من الجيش الاسرائيلي.
وفي المسرحية يؤدي كل ممثل اكثر من دور حيث يتقمص احدهم تارة دور جار في السكن للممثل او عامل في مقهى وتبرز حواراتهم رفض الناس لفكرة ان التمثيل مهنة كباقي المهن.
وتظهر المسرحية مدى رفض الناس ان يتقمص ممثل دور فتاة على خشبة المسرحية بسبب ‘ما يلحقه ذلك من عار بعائلة الممثل’.
وتقدم المسرحية عرضا لمعاناة الفلسطينيين في السفر حيث عليهم المرور بنقاط تفتيش فلسطينية يكون المرور عبرها سهلا واسرائيلية تقول له انها ستراه عندما يعود واردنية تطلب منه مراجعة مخابراتها واجنبية لا تعرف اسم فلسطين.
ويستحضر الممثلون الاوضاع الاقتصادية للفلسطيينين وتأخر رواتب الموظفين في القطاع الحكومي وأثر ذلك على حياتهم.
وقال زاهدة ان المسرحية يمكنها ان تستوعب كل جديد وبالامكان اضافة اية قضية اليها مع وجود نص بالخطوط العريضة لها.
ويتناول الممثلون قضايا الفساد في المجتمع الفلسطيني بطريقة ساخرة عبر الحديث عن الوساطة والمحسوبية.
وقال الممثل محمد الطيطي لرويترز بعد العرض ‘نص المسرحية هو ارتجالات حياتنا اليومية. ما شاهده الجمهور اليوم هو الحياة الشخصية لنا وحياتنا اليومية في مجتمع محافظ.’
واضاف ‘كانت لدينا الارادة والتصميم لمواصلة عملنا المسرحي بالرغم من الصعوبات الكبيرة والرفض الذي واجهناه في البداية ولكننا استطعنا احداث التغير.’
وتهدف المسرحية الى اثارة اسئلة تبقى اجاباتها مفتوحة ‘ليش انا هيك؟ ليش احنا هيك وليش البلد هيك وليش الكل محروم وليش الحقد بيزيد وليش الحب بيقل؟ ليش الكل بطل وليش الكل بيعاني؟ وليش وليش مبتنتهيش.’
وقال الطيطي الذي اسس مع زملائه قبل خمس سنوات مسرح (نعم) في محافظة الخليل ‘نحن نعمل مع طلبة المدارس بشكل كبير بهدف ايجاد جيل يؤمن بالمسرح ورسالته لاننا نؤمن انه من خلال هؤلاء يمكن احداث التغيير.’
بدا الجمهور الذي صفق مطولا بعد العرض سعيدا بما شاهد حيث كانت الضحكات تعلو بين الحين والاخر على العديد من المواقف التي قدمها الممثلون.’
وقال وليد عبد السلام المسؤول في وزارة الثقافة الفلسطينية ‘هذه واحدة من المسرحيات الجميلة التي تتميز ببساطتها وعمق القضايا التي تطرحها وهي تستحق المشاركة في المهرجانات المسرحية.’
وقال زاهدة انه يستعد وزملاؤه في الاسابيع القادمة لجولة من العروض في تونس والمغرب قبل العودة لجولة اخرى من العروض في الاراضي الفلسطينية.

 

رام الله (الضفة الغربية) – من علي صوافطة:

http://www.alquds.co.uk

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *