صراع الأضداد في مسرحية “زنزانة لكل مواطن”

«زنزانة لكل مواطن» عرض مسرحي تقدمه قاعة الغد بالمسرح العائم يثير مجموعة من القيم والتقاليد واستدعاء الموروث الأخلاقي الغائب، نص المسرحية كتبه ابراهيم

 

الحسيني يعبر من خلالها عن الزنزانة التي تعيش بداخل كل واحد منا.. حيث يحبس الانسان نفسه داخل قيود يختارها هو أو تفرض عليه.. هروباً من الزنزانة الكبرى التي تشكل زنزانة المجتمع كله والتي نحاول الهروب منها سواء للدخول في زنزانة النفس أو العكس.. أي أن هذا الحصار الأزلي هو سياج قاسي، يزداد في قوته ولا يلين مع العاطفة.

الحكاية في «زنزانة لكل مواطن» تدور حول وضعية الانسان الذي يعيش وحيداً كأنه بئر في الواحات الصحراوية.. ولا يعرف هل كان لقدره أنه عربي أو مصري أم لأنه تحت ضباب السماء عامة؟! وتتصل لعبة التمثيليات المتحيزة في المقاطع المتلاحقة، لأنها محكومة باستراتيجية الاغتراب لا شك أن تلك الذات المقلقة والجذابة تعاني في كلتا الحالتين هيمنة الآخر وحضارته المقلقة والجذابة هى كذلك.
تدور فكرة المسرحية حول شخصية عزيز التي يجسدها الفنان عبد الرحيم حسن يعمل سكرتيراً بمحكمة الجنايات، رجل مثالي يعي قيمة مهنته ويحافظ على تقاليد وقيم بلده ويحارب من أجل الاخلاقيات المعوجة التي تحاول تهديده وتشتيت عمله.. وفي الوقت الذي يرى أمامه الثراء الفاحش نتيجة فساد زملائه.. يكتفي بمثاليته.. ويقابل هذه الشخصية رجل فاسد «مجدي» يجسدها جلال عثمان ويبرر سقوطه بأنه ينقذ امرأة أخرى.
المسرحية تنفذ الى عمق النفس البشرية.. أدى عبد الرحيم حسن دور السكرتير الشريف ببراعة وساعده على الوصول الى قمة الوصول الى عمق الشخصية النص المحكم الذي قدم فيه ابراهيم الحسيني كل طاقاته الابداعية والاتصال بنفسية أبطاله.. فكان النص مثل قصيدة مكتملة العناصر، وفاء الحكيم تقدم دورها ببراعة وتفهم لمفردات امرأة حائرة بين اللا والنعم، وقدم جلال عثمان دور الفاسد بدقة مهما اختلفت أشكاله من عصر لآخر.. وكان المخرج محمود النقلي بارعاً في تقديم عرض مسرحي يجمع بين الجدية والمتعة البصرية.

 

 

كتب- نادر ناشد:

http://www.alwafd.org/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *