يوسف العاني .. مسيرة فنيّة كبيرة

مع أنًّ عمره ( 86 ) عاماً إلاّ أنًّ الفنان العراقي القدير يوسف العاني يحتفي اليوم الرابع والعشرين من شباط بعيد ميلاده التاسع والستين.

يوسف العاني يعدّ يوم صعوده على خسبة المسرح لأول مرة في  24 شباط  عام 1944 هو عيد ميلاده ولا يعرف عيداًً آخر غير هذا التأريخ .
نصف قرن مضى ويوسف العاني  في نشاط فني مستمرعلى المسرح وفي ميادين  فنية أخرى .. ويمثّل هذا النشاط  جزءاً مهماً من تأريخ المسرح العراقي .
الفنان العاني قدّم نفسه من خلال ارجوزة طويلة بعنوان ( أن يكون أو لا يكون ) فقال :ـ
** كان اليوم يحمل الرقم أربعة وعشرين والشهر إثنين والعام الرابع والأربعين .. كان اليوم صحواً وحلواً .. قفزت كلّ الدنيا في عينيه .. ذهباً.. سحراًً.. حباً وفي ذلك  اليوم كانت هناك ستارة .. وكان ذاك الصبي قد كتب نصاً أخرجه مثله بكلّ مهارة  ! تصور أن العالم ،كلّ  العالم بين يديه – وأن عليه- أن يسرع ..أن يركض … أن يحب  وإلاّ يبغض .. أن يتعلم ليتعرف على ما كان يجري .. يسري بين الناس .. كيف يعيش  الناس .. كيف يموت الناس  .. كيف يثور الناس  .. كيف يكون المسرح نبراساً قرطاساً .
وقد قطعت على فناننا الكبير استرساله لنبدأ حوارنا معه فقلت:ـ

*  منذ متى  تحتفي بعيد ميلادك ؟
– منذ أن بدأ ( تراكم ) سنوات عملي في المسرح – وامتدت  المسافة  من البداية –  وبين استمرارية  الممارسة  المسرحية  لتصبح كلّ خطوة من الماضي نقطة  ضوء  على ما كان وما سيكون ! في تلك  المدة  وبالذات منذ اواسط  الستينات حتى رحت استعيد ذاك العيد المسرحي الذي اعدّه (عيد ميلادي) لأنني لا أعرف يوم مولدي ! وفي كل مكان وزمان أخذ الاحتفال صيغة احتفالية بعضها متواضع وبعضها الآخر فيه مشاركة من بعض الاصدقاء وغالباً ما كانوا من فرقة المسرح الفني الحديث .

*  ما طقوس العيد عندك ؟
– الطقوس كانت طقوس فرح  ومحاسبة للنفس عما قدمت أو أخرت .. وكان ذلك يبدأ بكتابة مقال أحسب له حساباً كبيراً وأحاول نشره في اليوم نفسه ( 24 شباط ), وظهور المقال كان بمنزلة افتتاح للمناسبة ويصاغ فرح المناسبة بعد هذا حسب  ظرف الاحتفال نفسه .. ذات مرّة أقيمت بمسرح بغداد حفلة جميلة لهذه المناسبة أوقدت فيها الشموع وتعالت الزغاريد والأغنيات ، وكان ذاك كما أذكر خلال عرض  مسسرحية ( نفوس ) أما إذا كان  الاحتفال في بيتي فالمسألة تختلف .

* وهل تتذكر أول عمل مسرحي  لك داخل  العراق وخارجه ؟
– مسرحية ( جحا والحمامة ) في عام 1957 كانت أول عمل لي في خارج القطر، في حين وقفت أول مرة على المسرح في العراق في 24شباط 1944 بمسرحية من فصل واحد من تأليفي وإخراجي، قدّمت ضمن نشاطات جمعية العلوم في  الثانوية المركزية ببغداد وهو اليوم  الذي صار تأريخاً لعيد ميلادي.

*  كم مهرجاناً شاركت فيه؟
– 38 مهرجاناً، أولها مهرجان الشباب في الاتحاد السوفيتي عام 1957، وقدمت فيه مسرحيتي (جحا والحمامة) ( رأس الشليلة ) وآخرها مهرجان طقوس وليالي في الأردن.  

*  وماذا  عن الجوائز التي حصلت عليها ؟
– حصلت على تسع جوائز مهمة، إضافة الى ست شهادات تقديرية، والجوائز هي  رائد مسرحي في  الخمسينات ورائد مسرحي  في التأليف المسرحي وأفضل كاتب مسرحي عن مسرحية الشريعة في عام 1972، أفضل ممثل عن دور بونتلا في مسرحية البيك والسائق,  في عام 1973 أفضل مُعدّ مسرحيّ لمسرحية حرم صاحب المعالي في عام 1980 وأفضل ممثل لعام 1981 وأفضل ممثل لعام 1984  وأفضل كاتب سيناريو لتمثيلية ( ثابت أفندي) في مهرجان اتحاد الإذاعات العربية  في تونس عام 1983وأخيراً توجت رائداً مسرحياً للمسرح العربي والأفريقي في مهرجان قرطاج  لعام 1985 . إضافة الى جوائز أخرى كثيرة.

 

قحطان جاسم جواد

http://www.almadapaper.net

 

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *