النقاد يشيدون بمسرحية «تمارين في التسامح»

تابع جمهور عريض مساء أمس الأول العرض الفني الشائق الموسوم بـ «تمارين في التسامح» على مسرح الدراما بكتارا في الدوحة لفرقة «نحن نلعب» للفنون المغربية المقتبسة عن نص وأشعار الكاتب المغربي عبداللطيف اللعبي وإخراج محمود الشاهدي٬ وذلك ضمن فعاليات اليوم الرابع من مهرجان المسرح العربي الخامس المنعقد بالدوحة.


يقوم بأدوار هذه المسرحية التي أخرجها محمود الشاهدي٬ كل من عادل أبا تراب وهاجر الشركي وأمين ناسور وسارة الرغاي وزهير أيت بنجدي٬ فيما قامت بالسينوغرافيا سارة الرغاي٬ والملابس والإضاءة والترجمة لطارق الربح.
إلى ذلك، تم تقديم ندوة تطبيقية نقدية للعرض المسرحي بمسرح قطر الوطني، قام فيه الناقد والباحث جون داوود بتشريح العمل، متقدما بين يدي الحضور بمقدمة نظرية طويلة حول المسرح وماهيته، والفن بصفة عامة، مبرزا أنه الخلاصة الإنسانية، مشيراً في الآن ذاته أن مشكلة المسرح في العالم العربي كامنة في موت الفلسفة والموت الروحي وموت الكرامة والتبعية الاستهلاكية وركوب الأمواج بدل صنعها.
وفي ذات السياق، شدد جون داوود على أن العرض المغربي «تمارين في التسامح» اختار موجته، بخروجه عن مسألة ركوب الأمواج، وبذلك صنع موجته الخاصة، وأن من حق هؤلاء الشباب أن يجربوا وهم منسجمون مع أنفسهم في خياراتهم وفي يقظة روحية ويقظة كرامة يبثون الأسئلة باعتبار أن العمل فلسفي.
وذكر جون أن في العمل سعة أفق وموقف من الذات ومن السلطة ودعوة غير دموية للتغيير، وأن الدكتاتور كان حاضرا بأشكال مختلفة، فضلا على أن القمع كان حاضرا بأشكال مختلفة، والحل حاضر بأشكال مختلفة أيضا، إما رقصا أو ابتسامة والمخرج أنتج أدوات تعبيره، في حين أن الفضاء اتسم بالبساطة وحمل دلالاته ووظف الأغاني طالت أم لم تطل، فهي على حد تعبير الناقد، على صلة وطيدة بمعيش الشباب المغربي.
وقال المتحدث: إن العرض مسكون بالصراع والوجع رغم الضحك، والممثلون تحملوا مسؤولياتهم بشكل جدي وهم واعدون ستصقلهم التجارب والإرادة.
وخلص الناقد أن العرض محاولة جادة، ليهنئ فريق العمل على شجاعتهم وتجربتهم، وأن هذه فرصة للاختلاف.
أما عن مهارات الممثلين، فشدد داوود أنهم أفادوا من المحترفات ومن تكوينهم الأكاديمي المشهود لهم به، ويمتلكون أدوات الممثل وعلى قدر كبير من الجرأة كفرقة ناشئة يذهبون بصدق إلى فضاءات غريبة وينتزعون الابتسامة رغم الغربة، ولو أنه قدم في فضاء لا يبشر بحميمية من هذا النوع، ليعرج بعدها على شتى المواضيع التي طرقها العرض مثل: هاجس الخيانة والبراءة وعهر الاستقواء بالقوانين.
وفي ارتباط بالموضوع، أجمع المتدخلون في أثناء النقاش على جودة العمل وتفرده، مشيدين بأداء الممثلين، وقال عزيز خيون: إن الممثلين في غاية الجمال.
أما ماجدة القصص فأبرزت أن النص ينتمي إلى ما بعد الحداثة، وأن العمل مجموعة من مشاهد كولاج، متسائلة: «هل نحن بحاجة إلى الحداثة وما بعدها ونحن لما نلج الحداثة بعد، لتثني بعدها على أداء الممثلين.
وقالت الدكتورة نوال بن إبراهيم: إن أغلب الممثلين محترفون، وكلهم متفوقون، وحازوا جوائز عدة في التشخيص، وذوو مستوى أكاديمي عال، لافتة أن ما قام به الممثلون في استدراج الجمهور للسؤال لم يكن القصد به كسر الحاجز، منوهة أن النص الذي اشتغلت عليه الفرقة ليس بالسهل.
بدورها قالت الدكتورة والناقدة لطيفة بلخير: «إذا لم تكن مدهشا فلا تتحرش بالكتابة»، لتبرز أن المخرج كان مدهشا وأبدع في التعامل مع النص، وحيت في الفرقة اللغة البصرية وتفجير النص.
وذكرت الأكاديمية الجزائرية الدكتورة جميلة مصطفى الزكاي أن العمل يعد صحوة شبابية، والفرقة ركبت الصعب بالتعامل مع نص شعري كتب في الأصل باللغة الفرنسية. وأشار المخرج القطري الشاب فهد الباكر أن العمل لم يحافظ على شاعرية النص.
وكان آخر المتحدثين المخرج محمود الشاهدي الذي أوضح أن المسرح في بداياته كان شعرا، مؤكداً أن مشهد الحاكم ليس ضرورة في المغرب فحسب، بل في كل البلدان، مشيراً إلى أنهم (فريق العمل)، حاولوا أن تكون المسرحية بلغة الشارع وهي تمثل المغرب نظرا لكون الدستور يضمن تعدد اللغات من عربية رسمية وأمازيغية وحسانية و..، ليتقدم بالشكر للجميع.

الدوحة – عبدالغني بوضرة

http://www.alarab.qa/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *