“ملتقى مكناس”: المسرح بعيداً عن الخشبة

في كثير من المهرجانات المسرحية التي تُقام في مختلف البلدان العربية، يغيب موضوع النص المسرحي، إذ يتصدّر المخرجون والممثّلون الخشبة وكواليسها، وتُقام لهم ندوات يلتقون فيها الجمهور، بينما يغيب الكتّاب، لأسباب عديدة؛ أبرزها اعتماد معظم المخرجين على اقتباس نصوص شهيرة ومعروفة، يُعيدون إنتاجها على الخشبة.

“ملتقى مكناس للكتابة المسرحية”، الذي اختُتمت دورته الثانية أوّل أمس، حاول تخطّي هذه “الظاهرة”؛ من خلال الإضاءة على النص المسرحي وخلق حوار بين الكاتب وجمهور الفن الرابع.

في حديثٍ إلى “العربي الجديد”، يوضح مدير الملتقى، بوسلهام الضعيف، أن التظاهرة تأتي لتسدّ الفجوة التي تعاني منها المهرجانات المسرحية؛ حيث “تهتمّ بالكتابة ولقاء الممثّلين والمخرجين المسرحيين بالكتّاب الذين لا تُخصّص لهم فقرات في كثير من المهرجانات”.

يضيف: “نظراً إلى ذلك، يعدّ الملتقى مساحةً يقدّم فيها الكاتب نصوصه مباشرة إلى الجمهور، متناولاً مواضيع تتعلّق بهذا النوع من الكتابة والتيارات التي أثّرت فيها”.

تبلور الملتقى حول فكرة قراءة النصوص بواسطة أصحابها على الخشبة، بعيداً عن تشخيصها. وتنوّعت النصوص بين تلك المترجمة والمقتبسة من الروايات والأعمال المسرحية، مثل “العريس” التي اقتبسها أنس العاقل عن رواية الكاتب المغربي صلاح الوديع، وأخرجها ياسين أحجام.

تتطرّق “العريس” إلى “سنوات الرصاص”، وتقاربها بسخرية؛ إذ قدّمها العاقل على شكل لوحات تتأرجح بين الهزلي والتراجيدي. في الوقت نفسه، ظلّ العمل محافظاً على روح الرواية، وعلى المسار التفاعُلي مع الجمهور الذي يصبح مشاركاً في العمل، كما يوضّح العاقل في حديثه إلى “العربي الجديد”. اعتمد النّص أيضاً على مقاطع شعرية من مجموعة “لئلا تنثرها الريح” لصلاح الوديع.

يجد العاقل في هذا الملتقى “فرصة للتعرّف إلى جديد الكتابة المسرحية من خلال وسائط حديثة، بعيداً عن الوسائط التقليدية المتمثّلة في المنجز الورقي أو الركحي”.

نصوص عديدة جرى تناولها وقراءتها ومناقشتها في الملتقى، مثل مسرحية “الزغننة” لـ محمد تيمد، و”السيد جمجمة للمسكين الصغير” و”رجل الذكرى” لـ عبد الله العروي، و”خبز وحجر” ليوسف فاضل، و”العودة إلى الصحراء” لرشيد منتصر، ومسرحية “أنا ماشي حمار” المقتبسة عن رواية “سيرة حمار” لـ حسن أوريد.

في ختام المُلتقى، عمل المشاركون والمسؤولون على تبادل مقترحات أفضت إلى مجموعة توصيات تسعى إلى توسيع دائرة أهداف التظاهرة في العام المقبل، أبرزها تشخيص النصوص، واستضافة كتّاب عرب وأجانب، وتسليط الضوء على الكاتبات المسرحيات ونصوصهن، إضافة إلى التركيز على التوثيق وترويج النص وتطويرالكتابة المسرحية.

http://www.alaraby.co.uk/

الرباط ــ وصال الشيخ

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *