مقالات

في تأسيس ما بعد البريشتي المسرح كتجربة تأويلية راديكالية – للحوار .

في تأسيس ما بعد البريشتي المسرح كتجربة تأويلية راديكالية - للحوار .

في تأسيس ما بعد البريشتي المسرح كتجربة تأويلية راديكالية

في البدء لم يكن المسرح بل كانت المسافة المسافة بين المتفرج والحدث بين القول والفعل بين المعنى وإمكانية المعنى لقد شق برتولت بريشت جرحًا في الجدار الرابع لا لكي يرى المتفرج ما خلفه بل ليكتشف أن الجدار لم يكن موجودًا أصلًا أن كل ما شاهده كان وهم التواطؤ الدرامي خدعة التماهي وحيلة التمثيل كما أراد لها أرسطو أن تكون طهورية ومسكّنة لكن ماذا بعد بريشت أيمكن أن نتحدث عن ما بعد البريشتي كما نتحدث عن ما بعد البنيوية أيكون ما بعد بريشت هو لحظة الانفجار الثانية حين لا يعود الانفصال كافيًا بل يصبح التورط الواعي التورط في التعليق في التأويل في السخرية من السخرية هو المسرح نفسه نعم نحن الآن في زمن ما بعد البريشتي حيث لم يعد الاغتراب هدفًا بل مادة الممثل لا يعلّق على شخصيته فحسب بل يعلّق على فعل التعليق نفسه ويحرّك المسرح بوصفه جهازًا تأويليًا لا ينتج المعنى بل يعلّق على لا إنتاجه ..

مبادئ ما بعد البريشتي قراءة أولى في كتاب المسرح المفتوح

السرد المتقاطع مع اللازمن لم يعد الراوي مجرد أداة اغترابية بل هو الآن كاتب في مسرحية تُكتب حيًّا السرد لا يعود إلى الماضي بل يفجّر الزمن إلى كتل دلالية تشبه شظايا مرآة محطّمة

المتفرج بوصفه مؤلفًا شريكًا في المسرح ما بعد البريشتي لا يُطلب من المتفرج التفكير فقط بل يُطلب منه أن يشك في شرعية تفكيره هو متواطئ لكنه يعلم يضحك ثم يسأل لمن هذه الضحكة

اللافتة بوصفها أطروحة فلسفية لم تعد اللافتة تشرح الحدث بل تُعلّق على احتمالية وجود حدث أصلًا هذا ليس حربًا قد تُكتب على جدار ويُفتح بعدها مشهد قصف بينما يقهقه الممثل في وجه التناقض

التمثيل كحفر أنطولوجي الممثل ما بعد البريشتي لا يجسّد شخصية بل يجسّد السؤال هل يمكن أن نجسّد شيئًا هو لا يمثّل بل يشرّح عملية التمثيل كما لو كان جثة على طاولة عرض درامي

المسرح بوصفه تفكيكًا للأثر السياسي بينما كان بريشت يهدف إلى كشف البنية الاجتماعية من خلال المسرح فإن ما بعد البريشتي يفكك حتى تلك الرغبة لا حقيقة في النص لا عبرة في الحبكة بل نص هو ذاته موضع اتهام حبكة هي شكل من أشكال التسلط السردي

إن مصطلح ما بعد البريشتي لا يشير إلى تجاوز بريشت بل إلى استنفاده إنه لا يعلن وفاته بل يسائل جسده في قبره يحوّله إلى خشبة إلى نص إلى قناع مقلوب فيا طلاب المسرح يا رعاة التمزق المسرحي افتحوا نصوص بريشت كما يفتح الأركيولوجي جثث ملوك منسيين لا لتمجيدهم بل لفضح سرديّاتهم وهكذا يُكتب المسرح لا من أجل العرض بل من أجل الشك في أن ثمّة عرضًا ممكنًا

ميشيل الرائي ..

 

ميشيل الرائي
مقيم في الدار البيضاء
خريج اداب فلسفة
وكلية الفنون الجميلة في العراق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى