عين على المسرح -معهد دراما بلا حدود الدولي ألمانيا وجمعية أجنحة الحلم من جنان الورد المغرب رفع الستار عن ورشات السايكودراما والمسرح -بـقـلم : عــبـاسـيـة مــدونــي – سـيـدي بـلـعـباس – الـجزائـر

بدأت ورشات السايكودراما والمسرح قبيل يوم من التاريخ المحدد الذي كان من المفترض يوم 01 من يناير 2017 ، إلاّ أن حرص جمعية أجنحة الحلم على استفادة المتدربين من أعمال الورشات بشكل أوسع ، جعل معهد دراما بلا حدود الدولي يستهل الورشات المسطرة يوم 31 من شهر ديسمبر 2016 ، وذلك لكثافة البرنامج الذي يقدّمه المعهد بإشراف المدير العام المؤسس الدكتورة ” دلال مقاري باوش” ، وجنان الورد هته المرة استفادت من تواجد الدكتور ” عبد الكريم بن علي بن جواد اللواتي” من دولة عمان ، أين استهل ورشات العمل في ضوء السايكودراما والمسرح بمعدل ورشتين على مدار يومين من التدريب المكثف في مجال المسرح ودوره في السايكودراما والتنمية عن طريق الفنون ، حيث أن ورشته ترتكز على ثلاثة محاور ، وبكل محور تدريبات عملية وتطبيقية مع استعراض نماذج مسرحية ، حيث تمّ تقسيم المتدربين الخمسون الى مجموعات متنافسة في تطبيق ما يطرح من مناهج وأفكار ، أولى المحاور كانت المسرح المدرسي ، مع التأكيد على أهميته في بناء شخصية الطالب ، واكتساب المعارف والمهارات –وههنا كل مجموعة تقدم رؤيتها وتناقشها ودوره مع المجموعات الأخرى في كل بنود هذا المحور – ، مع التعرف على أنماط وأساليب المسرح المدرسي ، بالإضافة الى معرفة مفهوم مسرحة المناهج وآلياته وطرائقه ، دونما التغاضي عن الاطلاع على تحديات المسرح المدرسي وكيفية التعامل معها والتغلب عليها ، مرورا بالتعامل مع رؤية استشرافية لمفهوم المسرح المدرسي القائم على ركيزتي : البعد التربوي والاشتغال الجمالي .
ثاني المحاور يأتي في ضوء المسرح مجال للتطور البنّاء ، وذلك مرورا بالمسرح الكلاسيكي وفلسفة الفكر الأسطوري ، انطلاقا من اشكالية : هل يحتاج المجتمع الى الفكر الأسطوري ؟ مع فتح المجال للتدريب العملي حول سيرتي ” أجاممنون ” و” جلجامش” ، ليتم الوقوف بعد ذلك عند المسرح والبحث عن المعرفة مرفقا بتدريب عملي حول ” أوديب ” و” هاملت” ، مع البحث في آليات المسرح والتغيير الاجتماعي مرفقا هو الآخر بتدريب عملي حول مسرحيتي ” أنتيغون”
و” بيت الدمية ” .، بالإضافة الى إثارة موضوع المسرح الحديث ما بين العقل الظاهر والعقل الباطن مع تدريب عملي حول مسرحية ” أوبو ملكا” ، لتكون آخر محطة بالمحور الثاني من ورشة السايكودراما والمسرح مع الدكتور ” عبد الكريم بن علي بن جواد اللواتي” ملامسة لقضية المسرح الحديث ، مسرح القسوة ، المسرح الملحمي ، مسرح العبث ، مسرح الاحتجاج والتظاهر مرفقة هي الأخرى بتطبيق عملي حول كيفية استفادة المجتمع من كل مدرسة مسرحية .
ثالث المحاور المتناولة في جدول أعمال ورشة الدكتور ” عبد الكريم بن علي بن جواد اللواتي ” انصبت حول اثارة موضوع المسرح وسيلة لمكافحة التطرف مع تدريبات عملية وأمثلة مسرحية لكافة أوجه المحور ، وهذا بوضع اليد على نقطة المسرح وسيلة حوار وتصحيح مفاهيم ، ناهيك عن الاشارة الى المسرح تنفيس داخلي باعتماد مفهوم التطهير ، مرورا بالمسرح مكاشفة اجتماعية سوسيولوجية ، لتكون آخر نقطة حول المسرح رؤية استشرافية مستقبلية .
لتكون ورشات الدكتورة ” دلال مقاري باوش” في ضوء المسرح والسايكودراما دائما ابتداء من 02 من شهر يناير 2017 ، أين تواصل جدول أعمالها لاحتضان المتدربين والكشف عن قدراتهم ، وهذا من منطلق هذه إذن حياتي ، خارج صورتي التي في الإطار اتجول ، من أنا ؟
سؤال يحيلني إلى التأمل ، أتجوذل فــيّ ، حـوالـيّ ، أبحث عن سـر الذات
من هنا تبحث الورشة في برنامجها التدريبي ، إلى التعبير عن النفس ، وإظهار القدرات الكامنة وتوظيفها في فضائها المناسب ، حيث يتخطى هذا البروتوكول التدريبي مرحلة العلاج النفسي العيادي ليدخل في تقنيات البحث في كينونة الفرد ، للوقوف أمام سؤال مــن أنــا ؟ بالتركيز على اكتشاف نقاط القوة لدى المتدرب والتنفيس عن مشكلاته بتعلم مهارات مختلفة عبر اللعب الدرامي أو المسرحة النفسية .
وعليه ، مقاطعة جنان الورد للمرة الثانية على التوالي تؤكّد حاجتها لكذا ورشات في باب التنمية عن طريق الفنون ، وتبدأ تتويج حلمها عن طريق التواصل وتبادل الخبرات ، تحقيقا للإبداع فنيّا وإنسانيا ليستمرّ الحـلم والعطاء .