بانوراما المسرح المصري في مهرجانه الثامن.. عروض متميزة وغياب للفنون الشعبية ومفهوم جديد لمسرح القطاع الخاص

decor

تشهد الدورة الثامنة للمهرجان القومي للمسرح المصري التي تمتد فعالياتها من 4 إلى 21 سبتمبر الجاري بانوراما لحركة المسرح المصري خلال العام، منذ انتهاء دورته الماضية، وتشهد تنافسًا حقيقيًا بين عدد من العروض المتميزة للفوز بجوائزه التي تمت مضاعفة قيمتها هذا العام مع زيادة ميزانية المهرجان.

يعتمد المهرجان في اختيار عروضه على صيغة محاصصة، تلقى اعتراضات من كل الأطراف المشاركة فيه، فأكبر جهتي إنتاج مسرحي في مصر، الهيئة العامة لقصور الثقافة، وتنتج مئات العروض سنويًا في كل المحافظات، لها 5 عروض فقط، والبيت الفني للمسرح الذي يضم 13 فرقة محترفة تضم الكتلة الرئيسية من فناني المسرح المصري المحترفين له 5 عروض، بعدما كان يشارك في الدورات الأولى للمهرجان بعشرة عروض، خفضت في الدورة الماضية إلى 8 ثم إلى 5 فقط في هذه الدورة؛ وفقًا للائحة جديدة تشهد ارتباكا كبيرًا في وضعها، واعتراضات من  المسرحيين على بنودها، وانفراد لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة بصياغتها، ولم تعتمد رسميًا حتى الآن رغم إقامة الدورة الحالية وفقها، وفيما دار حولها جدل كبير مع انتهاء دورة العام الماضي، وتم طرح بنودها للنقاش للمسرحيين الذين أدلوا برؤاهم عبر صفحة على الإنترنت، قامت لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، باعتماد الأفكار التي اقترحوها في اللائحة، ومنها ما أثار اعتراض مسرحي قصور الثقافة بسبب عدم عدالة عدد العروض المخصصة لهم.

رغم سعادة المسرحيين بزيادة ميزانية المهرجان إلى مليون و250 ألف جنيه، إلا أن اعتماد الميزانية المتأخر سيظل آفة مؤسسات وزاة الثقافة بالتعقيدات الإدارية التي تتسبب في أن يعمل الفنانون تحت ضغط كبير كما حدث في حفل الافتتاح لعدم توفر ميزانيته اللازمة للديكور والملابس وتسجيل الصوت وغيرها بوقت كاف قبل ميعاد الافتتاح.

ومن المفارقات العجيبة بوزارة الثقافة أن هيئة قصور الثقافة التي تعاني من نقص كبير في قيمة ميزانية الإنتاج المسرحي وتأخير مستحقات الفنانين بالشهور مما يضعهم تحت ضغوط كبيرة عند تقديم عروضهم، تدعم المهرجان القومي بمبلغ حوالي 130 ألف جنيه، في حين أنها تتحمل تكلفة انتقالات وإقامة عروضها المشاركة بالمهرجان القومي، وفي المقابل لا تصل ميزانية المهرجان الختامي لفرق مسرح الأقاليم الذي ضم هذا العام ثلاثة مسابقات و46 عرضًا من مختلف المحافظات، إلى نصف مليون جنيه رغم ما يتضمنه من انتقالات وسفر وإقامة للفرق التي جاءت من مختلف المحافظات، أي أقل كثيرًا من نصف تكلفة المهرجان القومي الذي يقام على مسارح البيت الفني للمسرح في القاهرة ولا يتحمل المهرجان تكاليف إقامة الفرق.

المهرجان هو الرسمي للدولة مسرحيًا، إلا أن العروض الشبابية خاصة في الجامعات وغيرها من المؤسسات التي يقام فيها أنشطة شبابية، تعاني من مشاكل متكررة سنويًا، إذ تشهد معوقات إدارية من موظفيها مع فرق الشباب المتميزة التي فازت في مهرجانات الجامعات وبالتالي رشحت للمشاركة في المهرجان القومي، هذا العام شهد اعتذار فريق مسرحية “ماراصاد” إخراج عصام عمر، بسبب مشاكل إدارية في الجامعة تعوق سفر الفريق للمشاركة في المهرجان.

كما شهدنا غياب تام لعروض قطاع الفنون الشعبية وعروض الشركات في استمرار لتراجع إنتاجهما المسرحي في السنوات الأخيرة حتى أن حصتهما في المشاركة في المسابقة وزعت على الجهات الأخرى، ليضاف عرض لكل من هيئة قصور الثقافة والبيت الفني للمسرح.

يشهد المهرجان هذا العام مشاركة ذات طابع جديد لفرق المسرح الخاص بمفهوم مغاير للتصور القديم لمسرح القطاع الخاص التجاري الكوميدي، فتم اختيار الفرق المشاركة لتمثل شركات إنتاج فني تحقق نجاحات فنية وتقدم نموذجًا مختلفًا للمنتج الخاص يمثلها عرض “العشاء الأخير” للمخرج أحمد العطار لفرقة المشرق للإنتاج الفني، وعرض “هانيبال” إخراج محمد جبر، لفرقة روانا الهوسابير، فيما اختفت من المهرجان العروض الأقل قيمة فنيًا المنتمية لمسرح القطاع الخاص.

انتصار صالح

http://elbadil.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *