مسرحيات جان راسين.. تراجيديا كلاسيكية وطاقة درامية بسيطة

أحمد نبيل خضر – البديل

 

جان راسين، من الكتاب المسرحيين الرئيسيين في الأدب الفرنسي، نشط خلال عصر الملك لويس الرابع عشر ملك فرنسا المجيد، وكان معاصراً لموليير وبوالو، وكان موليير في البداية -في فترة التمثيل والإخراج المسرحيين- إلى جانب حياته العملية في التأليف، يقدم روايات من تأليف راسين، لكنها أخفقت فنيًا، فانصرف الكاتب إلى فرقة مسرحية أخرى منافسة، وكان شاعرًا من شعراء البلاط من سنة 1633، ومن أشهر مسرحياته “بيرينيس، وأفيجيني، وفيدر، وأستير”، وكلها مآسٍ -أو تراجيديات- ذات شكل كلاسيكي بحت، وطاقة درامية بسيطة.

مسرحيات جان راسين، صدرت حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن مطبوعات مشروع مكتبة الأسرة من كتابين يضمان أربعة مجلدات، ويضمان المسرحيات اﻵتية

الكتاب اﻷول: المجلد اﻷول: “مأساة طيبة، اﻹسكندر، أندروماك”، المجلد الثاني: “المتقاضون، بريتانيكيس، برينيس”… الكتاب الثاني: المجلد الثالث: “بايزيد، ميتريدات، إيفيجيني”، المجلد الرابع: “فيدر، إستير، أتالي”، يقع الكتاب اﻷول في 630 صفحة، والكتاب الثاني في 602 صفحة، من القطع المتوسط سعر الكتابين معا 16 جنيها، أو ثمانية جنيهات لكل منهما.

في عام 1665 قطع جان راسين الكاتب المسرحي الفرنسي علاقاته مع مسرح موليير، وعاد إلى مسرح اوتيل ديبوجرو، إضافة إلى ذلك أقنع راسين أفضل ممثلة لدى موليير تيريز دو بارك للانتقال إلى ذلك المسرح أيضا، فلعبت لاحقا الدور الذي يستمد منه اسم المسرحية في عمل راسين التراجيدي اندروماش. أصبحت هذه المسرحية الرائعة الأولى لـ قالب راسين.

أسر الكاتب المسرحي مشاهديه لكن ليس بحبكة ممتعة بل بديناميكية أبطاله، رغم أن العديد اعتبر السيكولوجية الملقحة لمسرحيات راسين التراجيدية حزنا مقصودا، وتم تأليف أغان ساخرة انتشرت في أرجاء باريس قالت إن الحلاقين توقفوا عن الحلاقة وتوقف صانعو الأحذية عن الخياطة كلهم اندفعوا للبكاء في المسرح أثناء مشاهدة مسرحية اندروماش.

بعد عام من ذلك أصدر الكاتب المسرحي مسرحيته الكوميدية الوحيدة المتخاصمون. وألف راسين المسرحية بأسلوب لم يعهده من قبل ليبرهن لموليير أن كتابة الملهاة ليس بالأمر الصعب أبدا. في عام 1670 كلفت أخت زوجة لويس السادس عشر هينريتا الإنجليزية وبشكل متزامن كلا من كورنيل وراسين بتأليف المسرحيات التراجيدية حول فكرة رئيسية واحدة تدور حول حب الملكة اليهودية بيرنس والإمبراطور الروماني تيتوس فنشأت منافسة قوية بين الكاتبين وكان الفائز هو جان راسين، استمر عرض بيرنيس أضعاف عرض مسرحية كورنيلو على الرغم من أصله المتواضع تمكن راسين من احتلال مكان بين الصفوة وقد لمع نجمه لأكثر من عشر سنوات في البلاط، حيث شارك في الاحتفالات الملكية المهيبة ومراسم البلاط, ومنح لقب النبلاء على يد الملك الذي كان يميل إليه بشدة.

———————————————————-

المصدر : مجلة الفنون المسرحية 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *