تجربة الإقامة المسرحية تستقطب الشباب

المسرح شغف الهواة وروح الابتكار، حيث إنه يعتبر فناً جماعياً يتعلم فيه الأشخاص فن المشاركة والعمل بروح الفريق، وهو ما يؤكده المسرحي التونسي يوسف البحري من خلال لقائه مع «البيان»، الذي تناول فيه أهمية المسرح للشباب ومدى فعاليته في بناء العلاقات بين الأشخاص في إطار من التفاهم والتكامل، وذلك بعد اختتام فعاليات برنامج الإقامة المسرحية بخورفكان الذي نظمته إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام والذي بدأ في الأول من الشهر المنصرم.

وأشار يوسف البحري وهو مؤلف مسرحي ودراماتورج، وأستاذ جامعي، إلى الحضور المسرحي الأجنبي في مدينة لا يعرفها (خورفكان) للقيام بتجربة فنية وللتعامل مع الرواد والفنانين وبخاصة الهواة، ويصف المشروع بأنه مجرد بوابة للدخول في تجربة إنسانية مع المجتمع المحلي في تلك المدينة، ومحاول استيعاب سبب الإقبال أو النفور على المسرح تحديداً فئة الشباب.

مشروع ثقافي

وأضاف: في نهاية الإقامة المسرحية تم تقديم عرض مسرحي بعنوان «الفخ» هو عبارة عن مشروع ثقافي وأدائي شارك فيه خمسة ممثلين من الهواة إضافة إلى فريق تقني في اختصاصات الصوت والإضاءة والتنفيذ، وتناول العرض الذي استمرّ لنحو 45 دقيقة قصة خمس شخصيات في أعمار مختلفة وبمرجعيات ثقافية واجتماعية متباينة، ضلّت الطريق إلى أبواب الخروج في مركز تسوّق ضخم «مول».

واستعرض العمل عبر الإضاءة الموظفة على نحو تعبيري، ومن خلال حركة الممثلين وحواراتهم، مشكلات عدة تعانيها الشخصيات سواء في صلاتها الأسرية أو في فهمها للعالم من حولها، كما أضاء العمل في مواضع عدة منه، تصورات بعض الشخصيات حول فكرة التسوق، ملمحاً إلى أن التسوق يمكن أن يتحول إلى نوع من التزجية والتسلية فقد يتسوق المرء لأنه لا يجد شيئاً آخر يفعله، كما يمكن أن يتحول السوق إلى سجن كبير.

آثار إيجابية

وعن الآثار الإيجابية لهذه التجربة قال: «الإقامة بطبيعتها دفعت لاستقطاب الشباب إلى المشاركة في العملية المسرحية، حيث إن الغاية هي تثبيت وتكريس مفهوم الهواية، وفي خضم الاحتراف والتفرغ أو التوجه للإنتاج الباهظ التكلفة في الكثير من البلاد العربية، بدأ الأشخاص يفقد روح الهواية والشغف للمسرح، اضافة إلى الشعور بالمسرح والإتقان والجودة».

وأضاف: يتعلم الشباب من المسرح فن المشاركة وتقاسم الخشبة مع باقي الشخصيات في التنقل وفي الحوارات وفي الدخول والخروج من الكواليس، والعمل كفريق واحد لتشكيل صورة متكاملة يشاهدها المتفرج، ومن الناحية الاجتماعية يكون هناك تأثير في الإسهام في القضاء على التطرف ويقوي ما يسمى التواصل ويحقق السكينة الاجتماعية.

التحولات

وأكد البحري بأن في إطار التحولات الكبرى الاتصالية والرقمية، أصبح الفرد منعزلاً وأصبح تحت ضغط التواصل الإلكتروني الجديد، لتمر سموم كثيرة بشكل سري وخفي، كأنها فخاخ تصطاد الفئات العمرية الشابة، بالتالي المسرح هو من الأدوات الرئيسية التي يمكن أن تلجأ إليها المجتمعات التي تقوم على عنف التحولات الاتصالية، حتى تدافع المجتمعات عن نفسها وسلامة أفرادها والمحافظة على الشباب وإعطائهم ما يكفي من الاهتمام، لتكون مستعدة لفتح بوابات المساعدة الاجتماعية.

وفي حديثه عن كيفية المحافظة على الحضور المسرحي قال: «المسرح لا يقوم على ما يسمى الحاجة الفورية التي تقوم على التلفزيون ووسائل الاتصال، المسرح هو تجربة حية تقوم على مجموعة تتعايش على ما تقدمه مباشرة من عرض ومشاركة الناس في حيز معين فهو فن إنساني عميق.

 

وفاء السويدي

http://www.albayan.ae/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *