«بلومزبري» تصدر «غزة تحت الجلد»

0eeb4b19921abza

أصدرت دار بلومزبري، مؤسسة قطر للنشر، مؤخرا رواية «غزة تحت الجلد» للكاتبة سلمى الدباغ.. وتأخذ الرواية التي كتبت بالإنجليزية وترجمتها خلود عمرو، القراء في رحلة من فلسطين إلى لندن ثم إلى الخليج، حيث تصور ببراعة الحياة العائلية الراهنة في غزة، وهي تروي قصة رشيد وإيمان وهما يحاولان شق طريقهما وسط الاحتلال إنها وباقتدار تلتقط وتصور ما يعانيه العالم العربي الحديث من إحباط وما يتمتع به من طاقة وحيوية.

وتروي «غزة تحت الجلد» قصة رشيد الذي يحصل على منحة للدراسة في لندن، أما إيمان، شقيقته التوأم، فيدفعها الإحباط من البشاعات التي تحيط بها وعدم التحرك لإيقافها إلى عمل طائش ظنا منها أنها تحدث فارقا في سير الأمور.

في هذه الأثناء، يعكف صبري، الشقيق الأكبر، من فوق كرسيه المتحرك على البحث في تاريخ فلسطين، في حين تنشغل أمه في إعداد المخللات والتشاجر مع الجيران.

وتجدر الإشارة إلى أن سلمى الدباغ هي كاتبة بريطانية من أصول فلسطينية تعيش في لندن.. قصصها القصيرة منشورة في عدد من الكتب التي تشمل مقتطفات أدبية مختارة، ومن بينها تلك التي نشرتها دار «غرانتا» ودار «إنترناشونال بين».. كما رشحت تلك القصص لجائزة «انترناشيونال بين» و«دافيد تي كي وونغ» وكذلك جائزة «بوشكارت».. وتعد «غزة تحت الجلد» روايتها الأولى.

أما خلود عمرو مترجمة الرواية، فقد اشتغلت لأكثر من عشرين عاما في مجالات الترجمة والصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية والنقد السينمائي.. تنقلت للعمل بين صحيفة الشرق الأوسط وهيئة الإذاعة البريطانية في لندن وقناتي الجزيرة والعربية في الخليج.. تحمل درجات علمية في التاريخ والترجمة والإنتاج السينمائي والتليفزيوني من بريطانيا.. كما ترجمت عددا من الكتب التي نشرت على حلقات في الصحافة العربية، إلى جانب رواية والعديد من المقالات لكتاب عالميين.

مسرحيات قالير

أصدرت الهيئة العربية للمسرح كتاباً جديداً ضمن سلسلة ترجمة بعنوان (فاطمة قالير- خمس مسرحيات) وهو كتاب يقع في مائتين وخمس وسبعين صفحة، ضم بين دفتيه ترجمة لخمس مسرحيات للكاتبة الجزائرية عن أصل النصوص المكتوبة بالفرنسية، قامت على ترجمة هذه النصوص أربع مبدعات جزائريات، وهذه النصوص هي: (الأميرات)– ترجمة د.جميلة بنت مصطفى الزقاي، قسم الفنون– جامعة وهران. ومنال رقيق، قسم اللغة العربية– جامعة عبدالرحمن ميرة. بيجاية.. و(الحلقة الذكورية)– ترجمة أنوال طامر، جامعة وهران- كلية الآداب،اللغات والفنون قسم الفنون الدرامية.

و(الضرائر)– ترجمة جميلة بنت مصطفى الزقاي.

و(وتبدو أشجار الخروب من بعيد)– ترجمة حفيظة بلقاسمي، قسم الترجمة – جامعة وهران.

و(ريم الغزالة)– ترجمة جازية فرقاني، قسم الترجمة، جامعة وهران.

فاطمة قالير من مواليد الجزائر سنة 1944 في قسنطينية بالعروش في ما بين سكيكدة وعاصمة الجسور المعلقة.. وهي (دراماتورج) كاتبة نصوص مسرحية، جزائرية فرنسية خريجة جامعة الجزائر العاصمة متحصلة على ليسانس في الأدب الفرنسي، وفي السينما عن جامعة فانسون الفرنسية.. كتبت ما يزيد على عشرين نصاً مسرحياً تمت ترجمتها إلى لغات كثيرة. فازت بجائزة أرليتي سنة 1990، وجائزة كاتب ياسين ومالك حداد عن مركز نور الدين عبة سنة 1993 وجائزة أميك من الأكاديمية الفرنسية سنة 1994 عن مجموع أعمالها المسرحية.. هذا علاوة عن الكثير من جوائز التقدير التي نالتها عن أعمالها الإبداعية وهي أحد أعضاء الأكاديمية الدولية للكتاب الدراميين لشاتيون.. كما تحصلت على منحة من بومارشي ومنحة أخرى عن المركز الوطني للكتاب سنة 2005.

اشتهرت فاطمة قالير بأعمالها الدرامية المعاكسة لما هو تقليدي ومعاصر جزائريين، فتطورت بصفتها كاتبة.. لم تهد نفسها لكتابة القصة التي كتبتها امتدادا لدراستها الجامعية، لكنها تعتني أيضا بكُتّاب المستقبل بتأطيرها للكثير من ورشات الكتابة بلقاءات دولية.

مسرحية «أميرات» قد تكون سيرة ذاتية لكل امرأة مغاربية آثرت الهجرة بذاتها إلى الضفة الأخرى مناشدة منها الاحتفاء بهذه الأنا المتمردة على أوجاعها وأناتها. بطلة هذا النص استحقت هذه المرتبة البورجوازية «الأميرة» على إثر صمودها وتحديها ومقاومتها للآخر الذي أضحى ابن جلدتها، وأصبح يراها تارة عميلة للغالب وخادمة له وتارة هادمة للأعراف وناكرة للدين والعقيدة

يمتح نص «الحفلة الذكورية» من التيمة المعروضة: «الختان» الذي كان من ضمن التهم التي حوكمت لأجلها لأنها اقترنت بأجنبي فلم تهده للإسلام، آثرت تناول هذا الموضوع وكأن هذا النص استمرار للوتيرة السردية الحكائية التي أصرت الكاتبة على أن تناقش إشكاليتها بجرأة فائقة إلى تفاصيل العمل المنجز، بلغة جريئة وطرح قوي.

(مسرحية الضرائر) عبارة عن كوميديا تناولت قصة رجل أراد أن يعيد الزواج مرة ثانية بسبب عقم زوجته الأولى، فيصبح بعد ذلك أبا لسبع بنات فيريد أن يعيد الزواج مرة ثالثة لعله يرزق بوريث ذكر، لكن النساء كن بالمرصاد لهذا القدر القاسي الذي جعلهن لا يبتعدن عن الدواب، لم يكن لهن غير العمل الشاق في النسيج ورعاية الزوج والإنجاب وطاعة الحماة بجسارتها وسيطرتها وتدخلها في كل صغيرة وكبيرة.

عالجت الكاتبة في نصها (ريم الغزالة) موضوع الجنازة في الأعراف الجزائرية؛ فكانت عينها رقيبة على أدق التفاصيل التي تسهم في إعداد جنازة تكون أهلا لعراقة الأسرة وفي مقام الفقيدة التي كانت «أمّاً» متفردة الحضور ذات هيبة ووقار بين قومها وهذا ما أدى بخادماتها وكل عشيرتها يشق عليهم فراقها.. ولم يكن السارد غير صوت الكاتبة وأناها وهي ترافق أمها إلى مثواها الأخير، لتعود إلى فرنسا بضمير مرتاح بعدما بكت الأم والوطن، فلم تعد– بحسبها- مدينةً لهما بأي شيء.

«وتبدو أشجار الخرنوب من بعيد» يختلف عن باقي النصوص لأنه تنصل من «أنا» الكاتبة ولم تكن طرفا بارزا به مثلما كانت بباقي النصوص، وإن كان هذا التنصل نسبيا لأن الكاتبة تورطت في إدانة ثلة من القضايا التي ترهق بيئة المرأة الجزائرية، يتعايش فيه التركيب اللغوي بما يحويه من نحويات وبلاغيات مخضبة بجرأة أنثى تعي ما تقول وتعشق البوح الممنوع.

تقول د.جميلة الزقاي في مقدمة الكتاب: «وسعيا مني لمواصلة إشعال الفتيل الذي بادرت الهيئة العربية للمسرح بعام للمرأة في المسرح العربي 2012 ليزداد توهجا تحت ظلال الإنتاج المسرحي النسوي بيراع يجمع بين ثقافتين وحضارتين تجاذبتا وتعاصرتا وخضعتا لسياسة الغالب والمغلوب الخلدونية لتستقر بعقر دار الغالب فتغزوه بلغته، بكل ما تحمل من روافد تكون لحمة المجتمع الجزائري الذي نشأت به الكاتبة وتشبعت بتقاليده وعاداته، فعافت الكبت والضغوط التي تمارس على المرأة الجزائرية بخاصة بالمناطق القروية والمدن الصغيرة».

والهيئة العربية إذ تعتز بأن تقدم هذا الكتاب وهذه الكاتبة وهؤلاء المترجمات، تدرك أهمية ذلك بالنسبة للمكتبة وللمعارف المسرحية العربية التي يمكن أن تسهم مساهمة بارزة في المشهد العالمي.

http://www.al-watan.com/

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *