الخديوى اسماعيل ومسرح حديقة الازبكية – 1869م

اقام الخديوي إسماعيل في طرف الأزبكية الجنوبي مسرحين هما المسرح الكوميدي الفرنسي الذي إنشئ في 2 نوفمبر 1867م وافتتح في 4 يناير 1868م تحت إدارة الخواجة منسي، و الذي قدمت عليه فرقة (الكوميدي فرانسيز) عروضها من مؤلفات “موليير” ومسرح الازبكية.
وقدوقع الكثير منا في خطأ الخلط بين المسرح الكوميدي الفرنسي، الذي ورد في كتابات كثيرة علي أنه مسرح حديقة الأزبكية.
فمع قدوم الحملة الفرنسية إلى مصر (1798م) بقيادة “نابليون بونابرت” جلبوا معهم الممثلين والمخرجين والكتاب، وأقاموا المسارح بغرض الترفيه عن جنود الحملة الفرنسية. وقد اقاموا مسرحاسمى مسرح الجمهورية والفنون، الذي بني في الأزبكية ، ثم هدم هذا المسرح أثناء ثورة القاهرة .
فلما أراد الخديو إسماعيل إحياء منطقة الأزبكية علي الطابع الأوروبي، حيث المتنزهات والمسارح والملاهي، فكر في إعادة بناء مسرح حديقة الأزبكية، ضمن المنشآت الترفيهية ، وعهد إلي المهندس الفرنسي «فرانس» بذلك، وهو المهندس الذي بني السيرك والأبيودروم، فقام هذا المهندس باختيار نفس مكان مسرح الجمهورية والفنون
و أن هذا المسرح كان قائماً في ذلك الوقت علي شكل أنقاض أو أطلال تدل علي مكانه، فأراد الخديو إحياءه من جديد، وهناك دليل علي ذلك ممثل في محفوظة بدار الوثائق القومية، تحمل أمراً من الخديو إسماعيل في6 مايو سنة 1869م بتنفيذ هذا المشروع، ويقول هذا الأمر الخديوي:
«أمر كريم منطوقه هذه المقايسة الفرنساوي تتعلق بالأشغال المقتضي إجراؤها بمحل التياترو القديم بالأزبكية بمعرفة فرانس بك بمبلغ تسعة وخمسين ألف فرنك وخمسمائة وخمسة وخمسين فرنك».. وفي أول مايو 1873م افتتح مسرح حديقة الأزبكية تحت إدارة أنريكو سانتيني.
وتؤكد الوثائق أيضاً أن هذا المسرح كان نشاطه أقل بكثير بالمقارنة بعروض المسرح الكوميدي الأوبرا، ومن الأعمال التي قدمت علي هذا المسرح «عجائب البخت» في 5مايو 1887، و«هند بنت النعمان» و«أنا في انتظار العروسة» في 9 يوليو 1878م و في 5 اكتوبر 1888م، وفي 31 اكتوبر 1898م مثلت فرقة إسكندر فرح علي هذا المسرح مسرحية «أنس الجليس» بطولة سلامة حجازي وملكة سرور.
ولكن بنظرة اخرى على هذا المسرح فعليه ولد أول مسرح وطني. وشهد هذا المسرح عام (1885م) أول موسم مسرحي لفرقة “ابو خليل القباني” بالقاهرة، كما قدمت فرقة “اسكندر فرح “وبطلها “سلامة حجازي” أشهر أعمالها على نفس المسرح من عام (1891م) إلى (1905م). وقد حول “سلامة حجازي” غنائياته إلى صرخة وطنية، ويرتفع بمستوى المسرح في مختلف نواحيه. وقد كوَّن مع “جورج أبيض” فرقة جديدة باسم (أبيض وحجازي) وقدمت الفرقة عديدا من النصوص العالمية في صورة غنائية. وبفضل “جورج أبيض” أخذ المسرح وجهته الفنية واستقلاله بأصوله ووسائله الخاصة، فأرسله الخديوي “عباس الثاني” إلى فرنسا حيث تلقى تعليمه بها، وجلب معه فرقة فرنسية أخذت تمثل النصوص الفرنسية في القاهرة والإسكندرية. وظهر إلى جوار فرقة (أبيض وحجازي) فرقة “أولاد عكاشة”، وفرقة “منيرة المهدية”، وفرقة “عبد الرحمن رشدي.
• مر مسرح الأزبكية بتغيرات عديدة ففي عام 1920 تم إعادة بنائه بالكامل في نفس موقعه وهو حديقة الأزبكية التي تطل على ميدان العتبة في وسط القاهرة،
وقد أضيف إلى تصميمه الداخلي ذو الطابع الكلاسيكي الأوروبي قاعة الاستماع التي صممت على طراز دار الأوبرا المصرية عام 1869ـ 1971، وقد جعلت عملية الخلط بين المعمار العربي والإسلامي من هذا المبنى تحفة من الأرابيسك الأصلي.
• وفي عامى (1959م ـ 1960م) أُعيد ترميم هذا المسرح، وفى عام 1963 تم توسيعه وتزويده بأحدث التجهيزات وفى عام 1983 أُجريت له عملية صيانة كاملة فتم توسيع وتحديث صالة الاستماع والعرض به.وهذا المسرح هو المعروف باسم “المسرح القومى
 دسوقى البغدادى
http://m.alnabaa.net/

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *