(عين) مسرح فيلادلفيا الجامعي يطلق فعالياته بعرض “الجهة الخامسة”- الاردن

انطلقت فعاليات مهرجان مسرح فيلادلفيا الجامعي العربي بدورته الثانية عشرة أول من أمس بمشاركة جامعات محلية وعربية، وذلك في المركز الثقافي الملكي.
رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان الدكتور مصطفى الجلابنة، أعلن في كلمة له عن انطلاق فعاليات الدورة الثانية عشرة، قائلا “ها نحن نقف اليوم من جديد لنبدأ فعاليات دورة المسرح الجامعي العربي الثانية عشرة، مؤكدين للجميع إصرار جامعة فيلادلفيا على أن تبقى على وهج شعلة مسرحها الجامعي الذي كانت انطلاقته الأولى العام 1998، مذللة الصعاب ومستمدة عزمها من عزم إداراتها الداعمة للأنشطة الجامعية على مختلف أنواعها، ومؤكدة مستوى رفيعا من الحرفية في التعامل مع مختلف فعاليات المهرجان”.
وبين أن المسرح وسيلة التعبير عن الكثير بأقل القليل، وهو المرآة التي تعكس حال الشعوب على مختلف الأصعدة، مضيفا “المسرح هو من يحدد الهوية الثقافية للبلد ولكن في نهاية المطاف، فإنه هو العالم الذي تجتمع فيه جميع الهويات والثقافات”.
وأشار إلى أن الدورة الحالية تحمل عروضا مسرحية من كل من الأردن وفلسطين وتونس والجزائر والمملكة العربية السعودية، وأن عدد المشاركين في هذه التظاهرة الثقافية الفنية، والتي ستمتد على مدى أسبوع كامل ما سيتجاوز (200) مشارك ومشاركة ما بين مخرج ومؤلف وممثل وناقلد وإعلامي وإداري، منوها إلى أن لجنة تحكيم العروض هي برئاسة الفنانة الأردنية القديرة عبير عيسى وعضوية كل من؛ الفنانة سوزان أبو علي من لبنان، والفنانة الفلسطينية سلوى نقارة، والدكتور مبارك المزعل من الكويت، والدكتور محمد نصار من الأردن.
كلمة الوفود العربية قدمها فتحي بن عمر من تونس، قال فيها “إن لقاءنا حول المسرح، هذا الفن الرائع، فن التعبير الدرامي، يطرح مسألة الحياة الثقافية بالجامعة، وفي نطاق رعايتها للطالب وعنايتها بواقعه وجب على السلطة العمومية أن تسن كذلك الدعائم القانونية والترتيبية المنظمة للحياة الثقافية داخل الحرم الجامعي بصفة عامة، وأن توجد الجوائز لأحسن الإبداعات وتسهم في أحد الفضاءات الثقافية وبعث نوادي الإبداع”.
وذهب إلى أن الفعل المسرحي يحتل مكانا متميزا في أوساط الشباب خاصة، فيدغدغ أعماقهم؛ إذ هو فن الكلمة والصورة، وهو مجال الرمز والاستعارة، ويؤسس فيه العلاقة الوثيقة بين الرغبة في التجسيم النحتي وكذلك البحث عن أسئلة الفكر التواقة إلى الأفضل.
الفنان غنام غنام الذي تم اعتماده شخصية المهرجان لهذا العام، قال في كلمة له “إنها مناسبة ذات معنى خاص بالنسبة لي، فقد تلقيت تكريمات عديدة في حياتي المسرحية، وإن كنت أعتبر أن احتفاء الجمهور بأعمالي هو أرفع التكريمات، إلا أن تكريمي اليومي باعتباري شخصية المهرجان، واحترامي وتقديري لمن فكر ورشحني وقرر هذا الاختيار في رحاب مؤسسة عريقة مثل جامعتكم، وبوجود أشخاص في مقامكم، وفي مهرجان كنت ممن آمن بأهميته ووقف معه وقدم فيه وفاز، إضافة إلى وقوفي أمام هذا الأفق الممتد قوسه من النبتات اليانعة التي تنمو في حديقة المسرح العربي.. في ظلال سنديانات العمل الجامعي التي تأخذ على عاتقها رعاية هذه النبتات حتى يشتد عودها يدفعني إلى خطاب استله من محطات مهمة في تجربتي”.
وأضاف غنام محدثا الجمهور عن محطات عدة في حياته؛ حيث قال “(لا تمت قبل أن تكون ندا.. لا تمت) قالها غسان كنفاني في قصته “الأخضر والأحمر” “الموت للند”، قالها وهو يتمثل حالة البطل التراجيدي الذي يقف في وجه الأقدار والآلهة صانعة الموت، قالها متحديا قابلا مصيره الذي كان انفجارا في سيارته ببيروت العام 1972 حيث استحال إلى فتات من شدة الانفجار”.
محطة أخرى تناول غنام فيها (في راسي موال بدي أغنيه) شرح فيه إجابته عندما كان يسأل عن الأهل والرفاق والأصدقاء “شو موديك ع المسرح؟!”، محطة ثالثة (هو نفس الحياة فتنفسوه)، وأخرى “الأب والابن”.
وقدم رئيس جامعة فيلادلفيا الدكتور مروان كمال درع المسرح لشخصية هذا العام الفنان غنام غنام.
وعقب حفل الافتتاح، جرى عرض مسرحية (الجهة الخامسة) وهي نص وسينوغرافيا وإخراج فراس زقطان، تمثيل: يزيد الدلة بدور سعيد، نور قبلان بدور الزوجة، علا نزيه بدور المذيعة.. الشرطي الأول.. الشرطي الثاني، عبدالله عايد بدور اللص، ارود جعرون بدور رئيس البلدية، محمد كابور بدور المغني.
وتسلط المسرحية الضوء بشكل مفصل على شخصيات متناقضة تمثل نماذج متعددة من الناس، فمنها السلبية والساكنة ومنها من يبذل جهده في رحلة بحث طويلة عن الاستقرار والهدوء.
ويأخذ العرض شكلا عبثيا في بعض لحظاته من خلال الفعل المسرحي على الخشبة، ويكسر الحواجز الواقعية مع الجمهور، ولا يعتمد على نهج واحد طوال الوقت، بل يتغير حسب ما يتطلب الحدث.
تقوم فكرة العرض حول سعيد وزوجته اللذين يستأجران منزلا جديدا في منطقة بعيدة، ولكن يتفاجأ سعيد من سلسلة تحذيرات متتالية بأن منزله سيتعرض للسرقة في أي لحظة.
وسعيد هو شخص قلق ومدمن على نشرات الأخبار ولا يترك الريموت كونترول طوال يومه، أما زوجته فقد شارفت على اليأس من تحسن أمورهم المادية.
وسيقدم المهرجان الذي ستختتم دورته مساء الجمعة المقبل جوائز للمشاركين وهي: جائزة أفضل ممثل دور أول، جائزة أفضل ممثلة دور أول، جائزة أفضل ممثل دور ثان، جائزة أفضل ممثلة دور ثان، جائزة أفضل إضاءة، جائزة أفضل نص مسرحي، جائزة أفضل أزياء، جائزة أفضل مكياج، جائزة أفضل موسيقى، جائزة أفضل عرض متكامل، جائزة أفضل إخراج، جائزة أفضل سينوغرافيا، جائزة أفضل ديكور، جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة المهرجان الخاصة.

Muna.abusubeh@alghad.jo

 

http://www.alghad.com/

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *