( عين ) في ليلة طائفية ماطرة نشاط الجنادرية يقدم عرضين مسرحيين – السعودية

13770353_10154374616562351_163859026915968317_n

 

 

محمود درويش و محمد الثبيتي يرتلان أشعارهما على خشبة مسرح الجنادرية

 

تزينت الطائف بالمطر في ليلة مسرحية أنيقة , حيث قدمت فرقة ( آي قود للإنتاج الفني ) عرض مسرحية ثلاثة اثنان و هي من تأليف أحمد يعقوب و إخراج أحمد كاملي و تمثيل أحمد يعقوب و الحسين خواجي , إضاءة و سينوغرافيا مرتجى الحميدي.

ثلاثة اثنان حوار بين ممثلين , ديودراما عالية الطرح صاحبتها لغة مسرحية راقية و بسيطة جدا , طاولة في منتصف المسرح دارت حولها كل أحداث العرض المسرحي الذي يريد أن يقول ( الوطن لا يرضخ للسلاح , بل كل الأوطان تبقى دائمة في ضخ الحب لشعوبها )

تدور القصة حول مذيع تحت رعونة السلاح ليقول ما يملى عليه, غير أن شخص آخر معه في ذات المحطة يجد حلولا للخلاص من هذا الرعب بالخيانة لكن المذيع يثور ضد خيانة الوطن , و يرفض بشدة لتنتهي المسرحية على حوار شاعري ممتلئ بالجمال و الفتنة.

بعد العرض قدمت ندوة نقدية أدارها الفنان صقر القرني الذي استضاف فيها الناقد الأستاذ عمر غباش من دولة الإمارات العربية المتحدة ليقرأ العمل فنيا و قال ” كيف يمكن للمواطن العربي أن يصل إلى الحقيقة في ظل ما يدور حوله من أحداث تشتت العين وتثبط الطاقات وتقبض القلوب أسئلة كثيرة يطرحها النص المختزل القصير في صفحاته والطويل في تأملاته , أداء الممثلين الهادئ ساعد في إيصال فكرة المسرحية بشكلٍ جيد لكن اللحظة الأخيرة من قراءة البيان حينما بكى المذيع فقدت المصداقية ومشهد الرقص على الطاولة لم أجد ما يبرره, كما أن مشهد “ابتعد عني أرجوك” مشهد الصراع الأخير كان فيه بعض الصراخ الذي لو قدم بأداء داخلي لكان أفضل, كما أن انتقال المذيع من بقعته إلى بقعة الأخر لم تخدم المشهد ولو بقيا كلاً في جانب وتم اللعب على الإضاءة لكان أعمق وأجدى, كان هناك نهايات كثيرة ليتها اختصرت إلى واحدة, وكان تجاوب الجمهور مع العرض جيداً, لفريق العمل ولكل القائمين على مهرجان الجنادرية في الطائف كل الشكر, وكل عام والمسرح السعودي والعربي بألف خير.

بدأت المداخلات بالفنان طالب البلوشي من سلطنة عمان الذي أثنى على لغة العرض المسرحي و شكر كل أعضاء العمل و وجه بعض الإرشادات لمخرج العمل, من جانبه قال نايف البقمي أن هذا العرض شهد ولادة كاتب جميل اسمه أحمد يعقوب, فهو استطاع أن يضع مساحة جميلة بلغة عالية في البهاء.

العرض الثاني و الذي قدمه نادي المسرح بجامعة الطائف كان يحمل هموم المسافرين على الهامش هذا النص الذي ألفه فهد رده الحارثي و أخرجه مساعد الزهراني و كان من بطولة كل من عبدالله هوساوي, حاتم الطويرقي, عمر المالكي, بدر الغامدي, عزام النمري, الفيصل الحارثي, الإضاءة لشاكر بيك, و الصوت لمطر السواط, أشرف على العمل الدكتور بندر البقمي.

طرح هذا العرض مشكلة اللاجئين الذين يسافرون نحو الأمان, يبحثون عن كل أسباب الحياة, تأخذهم الرحلة في حالة من التحولات برغبة منها و دون رغبة, كذلك تتحول إلى شخصيات هامشية لا دور حقيقي لها, و أصبحت تبحث في فراغ هذا الهامش عن دور حقيقي, وعندما فقدت الثقة في ذلك, عادت للصفحة مرة أخرى.

أقيمت بعد ذلك ندوة نقدية أدارها الفنان صقر القرني و قدم القراءة بها الكاتب المسرحي الأستاذ ناصر العمري الذي قال ” لماذا الهامش؟ يبرز هذا السؤال كمفتاح قرائي مهم  ولعل هذا السؤال الافتتاحي المهم يقودنا إلى تتبع الهامش تاريخيا  في رحلة الوجود الإنساني، والذي لم يستطع أن يكون غير هامش بصفته ملحقا للمتن  لردح من الزمن  وهنا يتبرعم سؤالاً  مهمًا, هل مازالت هذه الحقيقة قائمة ؟؟

الوقع يؤكد عكس هذه الحتمية التاريخية التي جعلت الهامش خارج الاهتمام  ويؤكد أن هناك تنامياً  في الاهتمام بعالم المهمشين وخصوصاً   في الأدب  التونسي من خلال رواية المصب للكاتبة شادية القاسمي, نقمة المهمشين للدكتور الطويلي, فيما محليا روايات عبده خال تتحرك في هذه العوالم, وهذا ما يجعل جدلية المتن والهامش ممكن مسرحي خصوصا  وأن المسرح فن يقوم على الجدل, مجمل القول أن العرض لم يكن فقط  يجسد ويشخص هامشية الأمة العربية, بل كان أيضاً رسالة مهمة واعية للشباب من حيث ما نعتقد هامش قد يتحول إلى متن ويصبغنا بصبغته

والانعتاق منه قد يحتاج  جهدا مضاعفا  جسده الخط الأحمر بدلالاته اللونية  لكنه حتما بالإمكان تجاوزه, هذه إضاءات بين يدي جمالية وفرجوية عشناها وأتاحت لنا لذة مشاغبة هذا العرض, كما أتمنى أن  تكون هذه القراءة  متناً أو على الأقل أن تكون قد استطاعت منا هزة المتن  الذي شكله عرض سفر الهوامش.

بعد ذلك عقّب الأستاذ محمد السحيمي الذي قال ” جمالية العرض تكمن في قدرة مساعد من الانسلاخ من هذا النص الذي كان فيه ممثلاً, ثم حوله إلى عرض مسرحي متماسك و قادنا هذا العرض إلى القول بأن مسرح الطائف مسرح ولّاد, فهو يستمر في خلق العديد من الشخصيات القادرة على قيادة الحراك المسرحي محلياً”

هذا و سيعرض يوم الغد عرضين مسرحيين الأول في تمام السابعة و النصف مساء على مسرح إدارة النشاط الطلابي بعنوان لم يك شيئا من تأليف إبراهيم الحارثي و إخراج فهد الأسمر و إنتاج جمعية الثقافة و الفنون بالمدينة المنورة و الثاني في تمام الساعة التاسعة مساء على مسرح قاعة فهد ردة للثقافة و الفنون بالطائف و هو بعنوان بدل فاقد من تأليف عبدالباقي البخيت و إخراج راشد الورثان و انتاج جمعية الثقافة و الفنون بالدمام.

 

شاهد أيضاً

الكتاب المسرحي العربي للمرة الأولى في جيبوتي. اسماعيل عبد الله: حضور منشورات الهيئة العربية للمسرح في معرض كتب جيبوتي حدث مفصلي في توطيد الثقافة العربية.

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *