«مريوم والسنافر» أسعدت أطفال وأبكـت آخرين

بحضور جماهيري كثيف ملأ قاعة مسرح «قصر الثقافة»، وجمهور لم يتمكن الكثير منه من دخول القاعة، التي أغلقت أبوابها بسبب تكدس الحاضرين، لمشاهدة عرض مسرحية «مريوم والسنافر» لفرقة مسرح الشارقة الحديث، وذلك لما تمتاز به شخصيات المسلسل الكرتوني «السنافر» من شعبية لدى الأطفال، لاسيما مع موجة الانتشار التي اجتاحت عقول وقلوب الأطفال، تزامناً مع عرض الفيلم الثلاثي الأبعاد «عودة السنافر».

 

 

واستمرت محاولات تهدئة الجماهير التي فوجئت باكتظاظ القاعة لأكثر من نصف ساعة تقريباً، إذ إن كثيراً من الأطفال غادروا مسرح قصر الثقافة وهم يبكون لعدم تمكنهم من حضور المسرحية ومشاهدة شخصيات السنافر المحببة، وذلك بسبب عدم توافر أماكن في القاعة التي جاوز عدد الجماهير قدرتها الاستيعابية، بل وإن كثيراً من الإعلاميين، من بينهم صحافيون ومصورون لم يجدوا مقاعد مخصصة لهم مثل بقية الأيام، واكتفى بعضهم بمشاهدة العرض إما بالجلوس على الدرج وبين الممرات، أو التشارك في المقعد مع أحد الأطفال.

ذكاء مؤلف ومخرج

اعتماد مخرج العمل حسن رجب، على نص مواكب لما يحبه الأطفال في الوقت الحالي، يعد عملاً ذكياً، لاسيما أن النص للمؤلف مرعي الحليان، قدم كمية من النصائح والعبر المفيدة بطريقة متطورة، بعيداً عن النصح التربوي، إنما يقوم الطفل باستخلاص تلك العبر من خلال متابعة المسرحية وأحداثها وتفاصيلها. ويحسب للمخرج قدرته على الإمساك بخيوط لعبة استمالة عواطف الطفل وجذب انتباهه، من خلال اعتماده على الألعاب البصرية وتحقيق فرجة جيدة، من خلال عرض مناسب للطفل في الوقت الحالي وبطريقة حديثة، لاسيما أن العرض كان مشدوداً ومحبوكاً بطريقة صحيحة منذ بداية المسرحية وحتى نهايتها، إذ كان هناك شغف وطموح في أداء الممثلين والاخراج والنص. فيما يُحسب لمرعي الحليان، مؤلف المسرحية، تطويره في فكرة السنافر التي تم تناولها بكثرة، سواء في التلفزيون أو السينما، إلا أن ذلك النص واختيار الاسم جذب الجماهير قبل رؤية العرض، كما تحقق عنصر المفاجأة في النص المشغول بكل حب وإخلاص، على اعتبار أن مسرح الطفل أمانة وليس تسلية، فيما تمت الإشادة بأداء الممثلين جميعاً بلا استثناء الذي امتاز بالسلاسة، فيما أبدع الممثل ذيب داوود في تجسيد دور هرهور، وكذلك الممثلة شمسة في دور السنفورة الشريرة.

من اليمين مرعي الحليان ومحمد يوسف وحسن رجب.     أرشيفية

وما أجج مشاعر الحزن الممزوجة بالاستياء طلب تقدم به أحد المسؤولين بمغادرة كل طفل لا يتجاوز عمره ثلاث سنوات، وإلا لن يبدأ العرض ولن تفتح الستار، إذ لم يتم تحديد الفئة العمرية المصرح لها بدخول القاعة أصلاً، أو الإعلان عن ذلك قبل فتح بوابة القاعة، الأمر الذي أحدث ربكة في القاعة تأخر على إثره عرض المسرحية، كما وطلب المسؤول بأن يفسح الأطفال المجال للكبار بالجلوس على المقاعد أو المشاركة في المقعد، لاسيما أن كثيراً من أولياء الأمور رفضوا التعاون مع اللجنة المنظمة في مسألة تشارك طفلين في مقعد واحد، ما اضطرهم إلى وضع طاولات ليتمكن الكبار والواقفون من الجلوس عليها والاستمتاع بمشاهدة العرض.

وما خفف من حدة التوتر بين الجماهير هو استمتاعهم بعرض مسرحية «مريوم والسنافر» من تأليف المبدع مرعي الحليان، وإخراج الفنان حسن رجب، إذ شد العرض انتباه الحضور منذ فتح الستار وحتى نهاية العرض، وبمجرد انتهاء الممثلين من تحية الجمهور اندفع الأطفال باتجاه خشبة المسرح ليسلموا على السنافر الممثلين وأخذ الصور التذكارية معهم.

«قرية السنافر»

بدأت المسرحية بأغنية قدمتها «مريوم» التي أدت دورها الممثلة نيفين ماضي، تصف فيها حبها لألعابها السنافر التي جمعتها وصنعت لها قرية صغيرة في غرفتها شبيهة بقرية السنافر الحقيقية بجميع تفاصيلها من بيوت الفطر الجميلة، وأشجار «الزعرور السنفري»، التي تعشقها السنافر الصغار، وفي كل يوم تقوم «مريوم» باللعب بشخصيات السنافر، من بينها الجميلة سنفورة (الممثلة شمسة)، وكل من بابا سنفور الحكيم، الممثل محمد بن يعروف، والسنافر الصغار أصدقائها، بينها سنفور ذكي الممثل عمر الملا، وسنفور جائع الممثل حميد آل علي، ولا يمكن أن تنسى «مريوم» سنفور كسلان الممثل باسل التميمي، وسنفور غضبان الممثل عبدالله الحريبي. حتى جاء اليوم الذي تحصل فيه «مريوم» على هدية تمكنها من استكمال طاقم ألعابها «قرية السنافر» وهي ملابس سنفور قوي الذي يفترض بها أن تشتريها، إلا أن شقيقها خالد الذي أدى دوره الممثل خليفة البحري، سرق هديتها وفتحها ليجد الملابس التي بمجرد أن لبسها تقمص عبرها شخصية سنفور قوي، وباتت السنافر تضرب ألعاب «مريوم» وتستفزها بذلك، حتى تفاجأوا جميعاً بدخول الفنان عبدالله بوعابد في دور الشرير شرشبيل، والقط هرهور الممثل ذيب داوود، اللذين يتوقان لاتهام السنافر والقضاء عليها.

وبالفعل تمكن شرشبيل الشرير والقط هرهور من القبض على بابا سنفور وسرقة كتاب العلم الخاص به وسنفور الجميلة لتصبح سنفورة شريرة ومسعورة، إضافة إلى ذلك تمكن من القبض على سنفور قوي الذي كان يبحث عنه في كل مكان حتى يتمكن من تحويله إلى سنفور قوي شرير يطيع أوامر الزعيم شرشبيل، إلا أن الأخير اعتقد أن خالد هو سنفور قوي بسبب الملابس التي كان يرتديها، أما بقية السنافر و«مريوم» فقد تمكنت من الهرب والاختباء.

خطة محكمة

بتصاعد الأحداث قدمت المسرحية العديد من الوصلات الغنائية الجميلة من تأليف وتلحين عادل خزام، فيما الرقصات الاستعراضية كانت من تصميم عبدالله سعيد، وبعد خروجها من مخابئها اجتمعت السنافر المتبقية بمريوم التي كانت تبحث عن أخيها وسنافرها الصغار وتبكي، إلا أن السنافر في البداية خافت من أن تكون «مريوم» هي هرهور متنكر، كما فعلت لتتمكن من التخفي عن انظار شرشبيل الشرير، ولكن ما ان عرفوا حقيقتها حتى تعاونوا معاً وحبكوا خطة لانقاظ بابا سنفور وسنفورة، وخالد شقيق «مريوم».

فكر الأصدقاء في خطة التنكر على هيئة فرقة موسيقية ليتمكنوا من دخول المختبر الخاص بشرشبيل، في تلك الأثناء كان شرشبيل قد حول سنفورة المسكينة إلى سنفورة شريرة ومسعورة تطيع الأوامر وتعتدي على الآخرين، بل ولم يسلم من شرها حتى القط هرهور، إذ لا تكف عن ضربه، فيما كان خالد أو كما يعتقد شرشبيل بأنه سنفور قوي يخضع لعملية تحويل خاصة عبر تمريره في أنابيب وأسطوانات مملوءة بالمحلول السري المصنوع من حبيبات الرمان الممزوجة بالسحر الغريب، فيما بابا سنفور بقي محتجزاً في أحد السجون لدى شرشبيل بعد أن سرق كتابه.

وسارت الخطة التي رسمها الأصدقاء على الوجه الصحيح، إذ دخلوا مختبر شرشبيل وأوهموه بأنهم فرق موسيقية أعدت له مفاجأة ضخمة بسبب عيد ميلاده، فرح شرشبيل وصدق الحيله، وفي أثناء استعداده للحفلة تمكنت «مريوم» والسنافر من العثور بعد عملية بحث شاقة على بابا سنفور وإبطال سحر سنفورة واعادتها لحالتها السابقة، كما انقذ خالد، وفي أثناء الاحتفال بعيد ميلاد شرشبيل قبض السنافر بمساعدة «مريوم» على شرشبيل وهرهور بواسطة شبكة عملاقة، إلا أن الاثنين تمكنا من الهرب اثناء احتفال السنافر و«مريوم» وخالد بنجاتهم.

 

المصدر:

    سوزان العامري – الشارقة

http://www.emaratalyoum.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *