البحرين تفتتح ثالث أكبر مسرح في العالم العربي

افتتحت البحرين مؤخرا مسرحا وطنيا ليكون ثالث أكبر مسرح على مستوى العالم العربي بعد دار الأوبرا المصرية في القاهرة ودار الأوبرا العُمانية في مسقط.

 

 

ورحّب مثقفون بحرينيون بهذا الحدث الذي جرى في 12 تشرين الثاني/نوفمبر ضمن سلسلة من الفعاليات التي جاءت للاحتفال بـ”شهر المسرح” في برنامج “المنامة عاصمة للثقافة العربية للعام 2012”.

ويتسع المسرح الذي استوحيت تصاميمه الهندسية من حكايات “ألف ليلة وليلة” لـ1001 مقعد، إذ تبلغ مساحته الإجمالية 11 ألفا و869 مترا مربعا، فضلا عن وجود قاعة أخرى تتسع لـ100 شخص تم تخصيصها لأغراض استضافة ورش العمل المتخصصة والأحداث الخاصة.

وتقدر التكلفة الإجمالية لهذا المشروع بـ19 مليون دينار (50 مليون دولار أميركي).

ويقع المسرح إلى جانب المتحف الوطني البحريني وتفصله عنه بحيرة صغيرة، وبجوار مركز الفنون والصالة الثقافية.

صرح حضاري كبير

وعّول الشاعر البحريني علي الشرقاوي آمالا كبيرة على إمكانية الاستفادة من المسرح الوطني لتحقيق تطوير أدائي وفني على مستوى الفنون الاستعراضية والأوبرالية والمسرحية والغنائية.

وقال الشرقاوي للشرفة “إن المسرح الوطني صرح حضاري كبير وسيكون له شأن مهم في المرحلة القادمة، ليكون من أهم أسس البنية التحتية بالعمل الثقافي والمسرحي بمملكة البحرين”.

وأوضح أن المسرح سيحتضن الأعمال الأوبرالية العالمية والأعمال المسرحية الكبيرة ذات الانتاج الفني الضخم، ولن يكون “خشبة عرض للمسرحيات التجارية الصغيرة” على حد وصفه.

وأوضح أن خشبة المسرح الجديد مهيئة لإستضافة أعمال ذات إنتاج ضخم ولأعداد كبيرة من المبدعين.

وقال “إن مساهمة المسرح الوطني بالنهضة الثقافية البحرينية ستصل مداها بخلق كوادر فنية جديدة وشابة من حيث الطاقم الفني والمنتجين والمخرجين ومصممي الديكور أو السينوغرافيا. كما سيجعل الكتاب ينزعون إلى كتابة الاعمال الملحمية أو شبه الملحمية من خلال خشبة المسرح”.

ويرى الشرقاوي أن مثل هذا المسرح يحتاج من وزارة الثقافة إلى بناء معهد مسرحي للسينما والديكور والموسيقى.

حلم تحول إلى حقيقة

بدوره، قال الأمين العام لأسرة الأدباء والكتاب البحرينيين وأحد مؤسسي مسرح “أوال” في البحرين، الدكتور راشد نجم، إن المسرح الوطني يمثل نقلة نوعية مميزة وخطوة متقدمة في الحراك الثقافي في البحرين.

وأضاف نجم “المسرح الوطني كان حلماً يراود مخيّلة جميع العاملين في المسرح منذ السبعينيات حينما كانت العروض المسرحية تقام على صالات الأندية، ثم انتقلت إلى مسرح الجفير، ثم عادت مرة أخرى إلى الأندية وصالات المدارس”.

وبعدها جاءت الصالة الثقافية إطلالة على الحلم، ولكنها إطلالة خجولة، حيث أن الصالة الثقافية تنقصها العديد من الإمكانيات والتقنيات الحديثة، إضافة إلى التصميم غير المناسب لها، بحسب وصف نجم.

وقال إن أمام المسرحيين من كتاب ومخرجين وممثلين تحد كبير ومطلوب منهم من الآن أن ترقى عروضهم إلى مستوى المسرح الوطني.

إلى ذلك أعرب رئيس المسرح المدرسي بوزارة التربية والتعليم في البحرين، عبدالله ملك، عن أمله في ألا يكتفي المسرح الوطني باستضافة عروض عالمية، والأهم أن يُنظر إلى خطة واضحة لتشغيل الكوادر والإبداعات البحرينية فيه.

ويرى ملك أن المسرح الوطني يحتاج إلى تشغيله باستراتيجية مدروسة وورش تدريبية في مجال التكنيك المسرحي وتحفيز المسرحيين وتوظيف كادر فني بحريني.

ودعا إلى تشكيل هيئة تكون بمثابة صلة الوصل بين المسرحيين وإدارة وزارة الثقافة لتحلحل قضايا ومشاكل المسرحيين وتنهض بالحركة المسرحية.

غد أفضل

وقال ملك “لقد امتنعنا عن حصد الجوائز المسرحية في آخر ثماني سنوات بسبب ضعف الانتاج المسرحي في المملكة، ولكن تجدد فينا التفاؤل بغد أفضل”.

واختتم قائلا إن إنشاء المسرح الجديد بإمكانه أن يحسن من قيمة الأعمال المسرحية ويملأ الفراغ المسرحي “بمواهب حقيقية بدلاً من أشباه الأعمال”.

محمد الجيوسي من المنامة

http://al-shorfa.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *