على مهدي .. مبروك وشكر الله مسعاكم

يعتبر فوز رائد المسرح السوداني الفنان على مهدي محمد مؤخراً بجائزة حرية الإبداع العالمية والصوت الشجاع بترشيح من اليونسكو، حدثا مفرحا لكل سوداني ولكل محبي السلام الإنساني، تتضاعف هذه الفرحة كون ان هذه الجائزة لم تمنح لأي فريق مسرحي عربي من قبل.

برهن الأستاذ على مهدي مؤسس مسرح البقعة بحبّه للسلام من خلال رفعه شعار الفن في وجه البندقية، هدفا له في حياته المهنية لنشر ثقافة السلام، مراهنا على أبي الفنون كوسيلة لتحقيق هذه الغاية، مترجما إخلاص نيته لهذا المبدأ وزهده في هذه الفانية، فقد تبرع بقيمة هذه الجائزة والتي تبلغ قيمتها 50 ألف دولار لإنشاء عيادة للأطفال في دارفور.

نحن على قناعة تامة بأن الشعوب تنسجم مع فنونها، لذا فقد ناشدنا من قبل كافة المبدعين من مسرحيين وكوميديين ومطربين وتشكيليين بتسجيل حضور فني في أطراف الهامش، إبطالاً للمخططات الشريرة التي تحاك علنا لتمزيق نسيج المجتمع السوداني، تمهيداً لتفتيت وحدة تراب الوطن، منذ عام 2004 ومسرح البقعة تقدم عرضا فنيا لتعزيز السلام في مختلف مناطق النزاع في السودان، تعرض في إصرار عروض هادفة في شوارع معسكرات النزوح ووسط المهجرين، في دارفور وجبال النوبة والجنوب، آخرها كانت في الجنينة بلد ابوه حسب إفادة الاستاذ لصحيفة افريقيا اليوم.

بهذا التتويج المستحق، قد خزى الأستاذ على مهدي عين الانتباهيين، ودحَرَ جحافل مروجي الكراهية، وبلا ادني شك أن المؤسسة الخيرية التي يعتزم تأسيسها كصدقة جارية سيريح ضميره، ويثقل ميزان إعماله يوم الحساب. ونأمل أن يوقظ هذا المنحى النبيل من الرمز على مهدي، ضمير زملائه الآخرين من رموزنا الوطنية، للاطلاع بمسئولياتهم الأخلاقية في الحفاظ على لحمة مجتمعاتنا من التهتك، وأن يحددوا أهدافا لحيواتهم.

إنشاء عيادة لأطفال دارفور، بقيمة جائزة دوليه بجدارة واستحقاق، هذه اللفتة البارعة من الأستاذ على مهدي موجهة لجنرالات الحرب وزعماء الخراب، ويعتبر تحدي للذين يرسلون القنابل لإبادة هؤلاء الأطفال الأبرياء ومن ثَم تدمير شفخاناتهم ورياضهم ان وجدت، هذه البادرة الإنسانية المتفردة من “ابو شنب” يجد منا التقدير والامتنان.

ebraheemsu@gmail.com

ابراهيم سليمان/آفاق جديدة/ لندن

 

http://www.sudaneseonline.com

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *