رئيس الهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله: (الخزانة) مشروع ريادي و(دورة المغرب) تجربة إبداعية جديدة

عمان – أحمد الطراونةقال رئيس الهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله «ان جمهور مهرجان المسرح الأردني حالة جديرة بالدراسة من قبل المسرحيين الأردنيين لتعميق التواصل بينهم وبين هذا الجمهور الذي بدأت علاقته مع المسرح تستعيد عافيتها».وأضاف أن الأردن منحنا شرف التجربة الأولى لمشروع خزانة ذاكرة المسرح العربية بعد توفر الإرادة عند الإخوة في الأردن وتعلمنا الكثير لنبني عليه في التجارب القادمة وكان للأردن الفضل الكبير للدفع بتجربة المهرجان العربي بعد تنظيم الدورة الرابعة والتي أعطت زخما كبيرا لهذا المهرجان.وأكد عبدالله أن الهيئة العربية للمسرح تمتلك طموحا كبيرا نسعى مع المسرحيين العرب لتحقيقه وبما ينعكس على الحالة المسرحية العربية.وكانت (الرأي) التقت عبدالله على هامش مهرجان المسرح الأردني الحادي والعشرين.لنتحدث أولا عن الخزانة – خزانة المسرح الأردني وغيره من المسارح العربية ، الذاكرة المسرحية- أين وصلتم في هذا المشروع؟نحن في الهيئة حاولنا أن نعمل وفق إستراتيجية واضحة كخارطة طريق للعمل في المسرح العربي – الإستراتيجية العربية للتنمية المسرحية العربية–وشارك في عملها أكثر من 200 مسرحي عربي واستضافت عمان أهم الملتقيات التي تمخضت عنها هذه الإستراتيجية، ومن أهم ما أوصت به توثيق المسرح العربي من خلال مركز للتوثيق، في هذه الأثناء تقدم المخرج محمد الضمور في مديرية المسرح والفنون في الأردن بفكرة توثيق مهرجان المسرح الأردني في الوقت الذي كنا نفكر به وبدأنا معه لأسباب كثيرة منها: عراقة التجربة الأردنية وان مهرجان المسرح الأردني استطاع أن يحتضن أهم الأعمال في الفترة الخيرة لغياب المهرجانات الكبرى كدمشق، فوجدنا في هذه الخزانة كنزا مسرحيا عربيا قبل أن يكون أردنيا وانطلقنا نعمل في المشروع من خلال تشكيل فرق عمل، فريق يعمل على التوثيق المكتوب وفريق على التوثيق المصور تلفزيونياً، حيث استطعنا من خلالها جمع أكثر من 3600 وثيقة ضمنت في ثلاثة أجزاء، وبهذا أصبح أمام الباحث الأردني والعربي معين مهم يستطيع أن ينهل منه لعمل دراسات مستقبلية يعتمد فيها على قراءة ما تم لرسم ملامح ما هو آت، واعتقد انه يمكن قراءة المسرح العربي من خلال هذا المهرجان.الندوات الفكرية والنقدية التي تقام على هامش المهرجانات، هل ترى أنها ذات قيمة وجدوى وتطور الحالة الإبداعية على الخشبة بكل مكوناتها، أم أننا لا نزال نضيق بالنقد؟آن الأوان لنعيد النظر في الفعاليات المرافقة للمهرجانات المسرحية، صحيح نحن بحاجة للندوات المتخصصة والفكرية والحاجة ملحة لذلك ولكن وفق رؤى حديثة ومتطورة لشكل الندوات ومضمونها، هل تبقى على الشكل التقليدي أم نذهب إلى أفكار أخرى كالسيمينار لاستقطاب الحضور وإحداث تأثير في المتلقي نفسه، اعتقد أن الشكل الحالي لم يعد مجد لذلك أصبحت القاعات فارغة إلا من مقدمي الأوراق أو أصحاب الشأن وان فكرة الأستاذ والتلميذ قد انتهت وأن فكرة التعليم قد اختلفت ولا بد من حالة تفاعلية قبل فوات الأوان وأن يكون هنالك عناوين جديدة.إذا كان هنالك أزمة في المسرح العربي، فكيف يمكن تشخيصها؟ وهل هي بسبب غياب النص، أم المخرج، أم الممثل المنحاز للمسرح، أم الجمهور؟ أم هي بسبب الدعم الرسمي لهذا المكوّن الثقافي؟الأزمة الأكبر هنا غياب التفكير الاستراتيجي في كيفية تطوير أدواتنا المسرحية ككل، وأنا أتصور أن كثيرا من المسرحيين العرب بدأ التفكير الكسول والبحث عن مشاجب لإلقاء كل أزماتنا عليها، لذلك غابت حالة البحث الدائم وغابت القراءات الحقيقية لواقع مجتمعاتنا العربية مما عرضنا للأزمات الأخرى التي تتعلق بالعملية الفنية وأقصد بدأت تتعالى الأصوات منذ فترة أن هنالك نصا مسرحيا عربيا وهذه النغمة تتردد منذ أكثر من عشرين عاما في المسرح العربي، ماذا فعلنا نحن كمسرحيين عرب لتشخيص هذه الحالة ووضع علاج لها وهنا يأتي مصطلح التفكير الكسول وبذلك استسلمنا لهذه الفكرة وأتصور أن المسرح العربي يعاني من أزمة وعي وثقافة لدى المشغلين وان هنالك انفصالا بين وعي وثقافة المسرحي العربي وبين فهمه العميق لواقع الحالة في المجتمع العربي الذي يمكنه أن يبقى على حالة تماس مع جمهوره فبقي كما هو والعالم لا يعترف بالثابت والحياة متحركة.هنالك أزمة بمتعلقات المسرح العربي وهذه لا تزال جامدة لذلك نحن ركنا إلى بعض المشكلات التي اخترعناها ولم نسع للبحث وإيجاد المخارج لهذه الأزمات التي يعاني منها المسرح العربي.هل ترى أن المسرح العربي بخير؟نعم ، ما تقدم ليس بالمطلق وان هنالك تجارب عربية مهمة وقادرة على تقديم ما يمس وجدان جمهورها وقادرة على استقطاب هذا الجمهور بأي وقت وظرف ومكان وأصبحت تجاربنا المسرحية تحاكي المسرح العالمي، وجمهور المسرح العربي لا يزال مؤمنا بالمسرح، وخير مثال الآن هو جمهور المسرح الأردني.هل لايزال المسرح العربي يبحث عن هوية؟نحن مع أن يكون هنالك هوية لكن لا بد من خلق حالة مسرحية عربية تواكب ما يحدث حولنا في العالم، قدم هويتك وبما يواكب فكر العصر الذي نعيش فيه.اليابانيون أكثر الشعوب تمسكاً بهويتهم ومع ذلك تعاطوا مع كل نصوص العالم المسرحية، لكنهم اخضعوا شكسبير وغيره لهويتهم كنص، دون أن تتأثر هذه الهوية.هل تعتقد أن المسرح لايزال حاجة ملحة في ظل مسارب المعرفة المتعددة؟هنالك شقان للمسألة، الأول يتمثل في الجانب الرسمي وهوعلى مدار التاريخ مؤسسة تخاف المسرح وتسعى إلى إقصائه من الحياة العامة لأنها مدركة لتأثيره.إقصاء الفنون من مدارسنا سمح للفكر المتطرف أن ينمو ويتغول في الحاضنة الأهم وهي المدرسة، وعندما كانت الفنون والمسرح حاضرة في المدرسة كان هناك حائط صد منيع في وجه كل هذه الأفكار حتى وان حدثت بعض الاختراقات إلا أنها لم تكن مؤثرة إلى هذا الحد الذي نعاني منه اليوم.في المقابل أيضاً لم يستطع المسرح في الكثير من الدول العربية أن يجذّر نفسه ليكون ضرورة ملحة لكل زمان ليثق به المجتمع كملاذ آمن يحصن المجتمع عن هذه الاختراقات الفكرية الظلامية.هل ترى أن هنالك جدوى لتطوير البحث المسرحي النظري أم أن المسرح يتطور على الخشبة بالتجريب؟وجدنا من المهم في الهيئة العربية للمسرح وبالتعاون مع المسرحيين الذين نلتقيهم انه لابد خطة استراتيجية تعتمد على تشخيص واقع الحال وتضع الحلول للعديد من الأزمات والمشكلات في سبيل تحقيق خطوات متقدمة لتجربتنا المسرحية العربية.بماذا يحلم المسرحي العربي؟الحلم أن يبقى هذا المسرح قادراً على تحقيق رسالته مؤثراً في مجتمعه، ليشكل قناعة جمعية بأهمية تأثيره الايجابي، وأنا متفائل لأيماني أن يكون هناك تأثير لهذا المسرح وأن يؤدي رسالته.وللحقيقة فأن التجربة المسرحية العربية أسست لعلاقة مهمة مع الجمهور وذلك على امتداد عمرها التاريخي لذلك لابد من المحافظة على هذه العلاقة، ورغم أن تجربتها المسرحية اهتزت إلا أن الجمهور لا يزال مؤمناً بها.كيف ترى دورة مهرجان المسرح الأردني الحادي والعشرين؟يلاحظ المراقب والناقد في هذه الدورة أن هنالك وعيا شديدا وواضحا بأهمية المسرح والتي تمثلت بالحضور المهم للجمهور، والإيمان أيضا بضرورة البحث المستمر عن نموذج مسرحي قادر على استقطاب الجمهور على صعيد الشكل والمضمون من خلال العروض، وهذا يفرض مسؤولية أكبر على المسرحيين الأردنيين لتعزيز هذه الثقة بينهم وبين المتلقي المحب والمتابع للتجربة وكيفية العمل على زيادة هذا الحضور واستقطاب جمهور اكبر في المستقبل.في الدورة القادمة لمهرجان المسرح العربي الذي سيقام في المغرب العربي، إلى ماذا تطمحون؟في المغرب حوالي خمسين ملتقىً ثقافيا، ونحن نهدف إلى أن تعيش البلد الحالة المسرحية وهذا طموح كبير نتمنى أن نصل إليه، كما سيكون هنالك توزيع مهم للأعمال المسرحية على المدن والملتقيات الثقافية لتكون الرسالة اعم والفائدة اشمل.

http://www.alrai.com/

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *