حملة «عايز مسرح»… لاستعادة المسارح من «الركام»

حملة «عايز مسرح» التي انطلقت قبل أيام في مصر لاقت قبولا من رواد المسرح، وحصدت 500 توقيع بعد ساعات من تدشين الحملة.

في حديث إلى «الجريدة» يكشف الممثل الكوميدي المصري علي قنديل أن الفكرة راودته بعد خطاب الرئيس السيسي الموجه إلى الشباب وصرح فيه بأنه بحاجة إلى طاقتهم ومجهودهم، ويقول: «مع احترامي لجميع مسؤولي الدولة، ولكن هذا النداء يخصني أنا من الرئيس بشكل شخصي، ولن نسمح لآخرين بالتشويش وقطع الطريق علينا».
لم يقتصر قنديل على إطلاق الحملة، بل عمد إلى حصر المسارح المتهالكة والمغلقة وتصوير حالتها ونشرها على صفحته، أبرزها فيديو مسرح «الفردوس» في منطقة الدراسة، الذي رصد فيه الحالة المزرية التي وصلت إليها حال المسرح وكيف تحول إلى «مقلب زبالة» يمتلئ بجثث نافقة. الطريف أن المسرح – وكما تبين من البحث- تابع لوزارة الداخلية المصرية، وقد أثار الفيديو استياء الفنانين والمثقفين المصريين، فيما لم يتحرك مسؤول للرد عليه.
يضيف أنه وضع وفرقته خطة لتنشيط المسرح من دون تحميل الدولة أعباء مادية، وأن هدفه الوحيد الآن موافقة رئيس الجمهورية على تسليمه مسرح الفردوس، لتجهيزه حتى يصبح مسرحاً عالمياً، تقام على خشبته عروض مسرحية مشرفة، وورش عمل تهدف إلى اكتشاف مواهب مصرية ودعمها، وإحياء الحركة المسرحية المصرية، معبراً «باستياء» عن الحالة المزرية التي وصلت إليها المسارح المهجورة التابعة للدولة، «والتي كشفت عنها جولاتنا، من هنا ضرورة تسليمها لمن يقدرون قيمتها ويمكنهم إدارتها بما يليق بها بعد تطويرها».
يسعى علي وفرقته إلى الحصول على ما لا يقل عن نصف مليون توقيع ليقدموها لرئيس الجمهورية المصرية، وقد لاقت الفكرة رواجاً في الأوساط الثقافية، ودشّن الفنانون صفحة تحت عنوان «أيدوا قنديل من أجل فن محترم»، احتجوا خلالها على ما وصل إليه حال المسارح في مصر، وعلى تخطي موازنة بعض المسارح 40 مليون جنيه سنوياً، يصرف أكثر من نصفها على المرتبات والمكافآت وسط خراب وإهمال يحيط بـ «أبي الفنون» في مصر، الذي تحوَّل بعض مسارحه إلى ملاذ للمخربين وقطاع الطرق.
رداً على حملة «عاوز مسرح»، كشف رئيس البيت الفني للمسرح الفنان أحمد فتوح، الحاجة إلى «مسارح» يقدمون من خلالها عروضهم، متسائلا: لماذا لا تلجأ حملة «عايز مسرح» إلى المسارح الخاصة لتقديم عروضها عليها بدلاً من البحث عن مسارح الدولة.

حق مشروع

تفاعل الفنانون مع حملة «عاوز مسرح»، معتبرين أنها حق مشروع للشباب العاشق لبلده قبل أن يكون عاشقاً لأبي الفنون، ولإعادة إحياء الحركة المسرحية في مصر، وهو ما أكده المؤلف والمخرج المسرحي صبري فواز، لافتاً إلى ضرورة دعم هؤلاء الشباب وعدم إحباطهم وتسهيل الإجراءات لهم ليحصلوا على مسارح يعيدون فتحها من جديد.
يستشهد فواز بـ «الهناجر للفنون»، أحد أبرز المسارح في مصر، قائلاً: «كان مسرح الهناجر «كومة تراب» في جيلنا، وقد أحياه الشباب، وخرّج فنانين مبدعين مثل المخرج خالد جلال».
بدوره يرى ناصر عبد المنعم، رئيس قطاع المسرح سابقاً، أن «طرفي المعادلة» سواء الشباب الذين يتطلعون إلى إحياء المسارح والحركة المسرحية في مصر أو الدولة، يحتاجان إلى بعضهما البعض، مؤكداً أهمية أن تدعم الدولة أنواع المسارح بما فيها «التجارية» والمسرح المستقل، وليس مسرح الدولة الرسمي فحسب.
يضيف: «على الدولة تسهيل الإجراءات لأنواع المسارح كافة لا سيما المستقلة، لإثراء الحركة المسرحية لا سيما الثقافية»، نافياً ما يردد الشباب حول «التقفيل الأمني» كأحد الأسباب وراء رفض الدولة إنعاش مسارحها، أو أنها تتعمد غلق مسارحها لا سيما المسارح الخاصة، مؤكداً أن الفرص ما زالت متاحة أمام المسؤولين في وزارة الثقافة و{البيت الفني للمسرح» لتطوير الحركة المسرحية في مصر عموماً وليس المستقلة فحسب.

نانسي عطية

http://www.aljarida.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *