خلفان الدرمكي: المسرح الإماراتي يفتقر إلى أقلام تقدّم مقاربات جديدة

 

قال خلفان الدرمكي رئيس مجلس إدارة مسرح كلباء الشعبي، »إن المسرح الإماراتي واكب التطور الحاصل على صعيد الساحة العربية، ويشهد  اليوم في الشارقة اهتماماً كبيراً ودعماً سخياً من لدن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، لكنه يعاني في الوقت نفسه حالة من الرتابة ما يحول بينه وبلوغ الآفاق المأمولة . فثمة العديد من الإشكالات التي تلامس عمق التجربة المسرحية وهي ما زالت بمنأى عن المقاربة والمعالجة المعمّقة سواء ما يتعلق منها بالنص أو الممثل أو الإطار الذي يجمعهما وهو »الخشبة« .

 

 

في ما إذا كانت هناك دراسات وأعمال مسرحية يمكن الاعتماد عليها في النهوض بالمسرح الإماراتي حتى يصل إلى المكانة المرجوة قال الدرمكي »إن السمة الغالبة على الدراسات والأعمال المسرحية الموجودة الآن هي التركيز على الشكل الظاهري من دون الغوص في العمق لسبر غور مختلف القضايا المتعلقة بالمسرح المعاصر، والتي لو ركزنا عليها لكان أجدى بالنسبة لنا للوصول إلى ما نطمح إليه، وفوق ذلك فهي تعتمد على فكرة واحدة يتم تكرارها بصيغ مختلفة وهذا ما يجعل الخط العام للنص المسرحي يسير على النسق نفسه، كما أن جميع المسارح تعتمد في مادتها على كاتب أو كاتبين من ضمن الأسماء القليلة الموجودة ما يعني أنها تحصر العمل المسرحي في نطاق معين أو محدود، وهذا ما يبرر القول بأن المسرح الإماراتي ما زال يفتقر إلى أقلام جديدة تخرج به عن ذلك النسق وتقدّم أفكاراً ومقاربات جديدة .

وحول مدى توظيف التراث الإماراتي في المسرح رأى الدرمكي أنه ما زال محدوداً إلى الآن، لكن ذلك لا يعني إلغاء التراث أو تجاوزه فهو يرمز للهوية والتاريخ وماضي الإنسان الإماراتي، ولكنه قد يعود في بعض أسبابه إلى جنوح المسرح إلى التجديد والمعاصرة والتعبير عن ذلك بمفاهيم العصر ولغته وأدواته .

وعن العوائق التي تحول دون وصول المسرح الإماراتي إلى المكانة المطلوبة قال الدرمكي: »هنالك العديد من العوائق التي تقف عقبات في تطوير المسرح الإماراتي، وهي ليست من قبيل الدعم المادي أو اللوجستي لأن هذا الدعم يحظى به المسرح منذ النشأة من طرف صاحب السمو حاكم الشارقة، وإنما المقصود غياب المسرح الأكاديمي . فلا يوجد معهد للدراسات المسرحية، ولا متخصصين كثراً في هذا الموضوع، وكل من أراد أن يلج هذا الباب أكاديمياً لا بد له من السفر إلى الخارج حتى يتمكن من تحقيق ذلك« . وأضاف: »وهناك ظاهرة جديرة بالذكر، وهي تندرج كذلك في سياق العوائق المذكورة، تتمثل في عزوف أغلب الشباب الإماراتي عن القيام ببعض الأدوار المسرحية ما أدى بعدد من الفرق إلى جلب ممثلين من خارج الدولة للقيام بتلك الأدوار .

وبخصوص آفاق المسرح الإماراتي أكد الدرمكي أن المسرح الإماراتي مواكب لتطورات المسارح العربية، ومنفتح على العديد من التجارب المتنوعة، وهو يسير بخطى حثيثة نحو التطور، ونأمل أن يبلغ أوج ذلك التطور في المستقبل القريب، كما نتمنى أن تقوم الجهات المعنية بالنظر في إنشاء معاهد تعنى بتقديم المادة الأكاديمية والتخصصية في المسرح الإماراتي، لتجاوز الفكرة الواحدة المتداولة على صعيد المقاربات والدراسات المتعلقة بهذا المجال .

أبوظبي – منّي بونعامة:

http://www.alkhaleej.ae

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *