ورشة فنية لإنعاش الحركة المسرحية بمشاركة شباب المبدعين

 

 

 

تلبية لحرصه الدائم على صقل المواهب الشابة، والوصول بها إلى قمة الإبداع المسرحي، نظم المركز الشبابي للفنون المسرحية بمقره ورشة (فن الكتابة المسرحية)؛ والتي بدأت مطلع الأسبوع الماضي وتمتد حتى نهاية الشهر الجاري، على يد الأستاذ مصطفى أحمد.

وعن طبيعة الورشة وما تهدف إليه قال الفنان محمد البلم رئيس مجلس إدارة المركز الشبابي للفنون المسرحية: حرصنا على تنظيم وإقامة ورشة (فن الكتابة المسرحية) بفضل الرعاية التي تُحيطنا بها وزارة الشباب والرياضة، التي تهتم وتحرص على فتح أبواب جديدة للمواهب الشابة الجادة في سعيها بمختلف علوم الحياة، التي تنحدر منها (الدراما المسرحية)، وبما أن السياسة المُتبعة في المركز تقوم على ضرورة التوسع بالورش ومصادر التعلم.

وقال إن صقل الممثل الشاب ليس همنا الوحيد الذي سيشغلنا ويُثقلنا بالخطط، ولكن كل عناصر العمل المسرحي، “وأننا قد نكون تأخرنا قليلاً أو أغفلنا أهمية التركيز على باقي العناصر كما شهدنا في الفترة الماضية حيث انصب اهتمامنا في قالب صقل الممثل الشاب، إلا أن ذلك لا يعني أن القادم لن يغطي كل العناصر المسرحية وعلى رأس القائمة الكاتب المسرحي الشاب، الذي حرصنا ومن أجله على تنظيم هذه الورشة التي ستساهم بمدنا بعناصر قادرة على كتابة النص المسرحي، إعداده، أو اقتباسه، ويشاركنا في نجاحها المدرب مصطفى أحمد”. لافتا إلى أنه “وقع اختيارنا عليه بعد جهد جهيد، وانتقاء دقيق جداً”.

وعن خطوات سير الورشة، قال البلم: إن هناك مؤشرات طيبة من خلال الأفكار المطروحة درامياً، وبعض المعالجات التي طُرحت في الورشة، التي وإن خرجنا منها بكاتب أو أكثر، “فقد حققنا أعلى معايير النجاح، فما نحتاج إليه هو وجود مؤلف حقيقي، خاصة أن الساحة المحلية تشهد غيابه عنها على أقل تقدير، الأمر الذي سبب أزمة نصوص يمكن بأن تُحل مع توفير مثل هذه الورش، فمن وجهة نظري الكاتب عملة نادرة لابد وأن نحافظ عليها متى وجدناها”.

وتابع: إن لم نخرج من هذه الورشة بكُتاب، فيكفي بأن نحصد حفنة من البذور الدرامية التي يمكن بأن يستفيد منها المسرح، إضافة إلى حقيقة أن نتائج هذه الورشة سترفع من سقف الثقافة العامة للمنتسبين في ظل غياب أكاديمية توفر لهم ذلك. حقيقة فإن مجرد الخروج بمن سيدرك كيفية الكتابة؛ ليبحر من خلالها نحو عالم الأعمال الكتابية الإبداعية وإن لم تنصب في قالب الدراما المسرحية فهو ما يُشرفنا؛ لأنه سينعش الحركة الشبابية.

أما فيما يتعلق بتوقيت الورشة، فقال البلم: حرصنا على اختيار هذا التوقيت بالذات من باب مد الساحة المسرحية بكُتاب نصوص ونصوص جيدة تستحق التنفيذ، خاصة أن المهرجانات المسرحية المحلية للهواة وللمحترفين على الأبواب، وأملنا بأن يكون للعنصر الشبابي نصيبه من المشاركة الفعالة كما كان عليه الوضع في السابق، خاصة أن النشاط المسرحي هو مركز اهتمام سعادة الوزير صلاح بن غانم العلي، الذي يعتلي قمة هرم وزارة الشباب والرياضة، التي أنهت للتو مهمة تسليم المسرح الشبابي في مقر المركز، وهو ما قد كان بفضل تكاتف الجهود السابقة من وزارة الثقافة والفنون والتراث، وجهود الوزارة الحالية، وهو ما سيخدم الوطن والمواطن وهو الأهم.

اكتفاء ذاتي

وشدد على ضرورة إدراك أن عناصر العمل المسرحي ستشهد اهتماما أكبر من المركز الشبابي للفنون المسرحية في سبيل تطويرها أكثر حيث سينصب التركيز عليها جميعها ومن كل الجوانب “فالأمر لا يتعلق بالعرض المسرحي الذي يُقدم على الخشبة، ولكن تلك العناصر التي تعمل خلف الكواليس، وتحتاج إلى تدريب مكثف حتى تصل إلى درجة الاكتفاء الذاتي، فلا نمد الأيادي؛ طلباً للمساعدة من الخارج، بل نكتفي بما لدينا، فالعملية تتطلب توفير فكرة والعمل على كتابتها، ثم تنفيذها الذي يعتمد على تدريب الممثل، ووضع المناظر، وكتابة الأغاني، والتوزيع الموسيقي، والحق أننا لم نفتح حتى الآن الباب المسرحي أمام الشباب إلا بما يتوافر لنا، مع العلم بأن هناك الكثير لنقدمه، فطموحنا أكبر بكثير”.

وعن ذات التيار الذي جرف اهتمام المركز في هذه الأيام، قال المُحاضر الأستاذ مصطفى أحمد ل”الشرق”: إن فكرة الورشة نابعة من صميم أهداف وتوجهات المركز الشبابي للفنون المسرحية المتخصص في المسرح الشبابي، الذي يهتم بكل عناصر العمل المسرحي، وعلى رأسها (الكتابة) التي تقوم عليها العملية المسرحية، وتحتاج إلى صقل يبدأ بتزويد كل مُشارك بمعلومات أولية تُعتبر ومن وجهة نظري كقواعد، وسائل، وطرق لكتابة النص المسرحي، فالتميز بالكتابة يفرض على المُطالب بها توسيع دائرته بالمعارف المُكتسبة عن طريق الممارسة التي قد تكون لمرات ومرات عديدة لا يجدر بها بأن تنضب، فهي التمرين الأكبر المناسب للمؤلف المُحب لصناعة المسرحية، وما يجدر به إدراكه هو أن هذه المحاولات حتى وإن فشلت في مرحلة من المراحل إلا أنها ستضبط فيما بعد ودون شك حين يصل إلى الصيغة التي يطمح إليها ككاتب مسرحي.

وتابع: كل من شارك في هذه الورشة وإن اختلف تخصصه عن الآخر إلا أنه يتفق معه في نقطة توافر بذور الكتابة المسرحية فيه، مما جعلهم جميعاً الأقدر على كتابة النصوص المسرحية ولكن بعد الحصول على توجيهات وإرشادات مختصة في مجال كتابة النص المسرحي، الذي يُعد عملاً أدبياً قبل أي شيء آخر، يُكتب بانتقاء ثم يتحول إلى عمل مسرحي يُعرض على خشبة المسرح.

ولفت إلى مناقشة تاريخ المسرح ونشأته، وبذوره مروراً على الحقب المسرحية في تاريخ الإنسان، ولقد وجدت في المشاركين الاستعداد الفطري، والقدرة العالية على المشاركة بشكل فعال، واللغة الحوارية التي أضفت الكثير على الورشة فهو كل ما تحتاج إليه؛ كي تقوم وبنجاح تام، فالورشة لتبادل المعلومات وليس للتلقين.

وقال إن هذا ما كنت أتمناه وبشكل شخصي؛” لأنه ساعدنا وقطعنا بفضله شوطاً قلص المسافات وقربنا من تحقيق هدف الورشة الأساسي ألا وهو الحصول على الخلطة السرية لكتابة النص المسرحي”. معربا عن شعوره بالسعادة لتواجده وسط هذه المجموعة التي لا أحاضر فيها، ولكن أتداول وأتبادل معها المعلومة؛ تحقيقاً لأهداف الورشة وهي: تغطية قواعد الكتابة المسرحية، ونظرياتها، ومذاهبها، وتياراتها وأساليبها، ثم إنتاج نص جماعي يكون للمركز؛ في سبيل إدراك النجاح الذي أحرزناه، إضافة إلى أننا ومن خلال الورشة سنقدم التوجيهات لكل من يحتاج إلى كتابة نص مسرحي وبشكل فردي، فهي هذه المهمة التي تعهدت وتكفلت بها منذ البداية أي لحظة تلبيتي لدعوة تولي هذه الورشة.

 

صالحة أحمد

http://www.al-sharq.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *