نجوم المسرح يرفضون عودة مهرجان “التجريبى”ويعتبرونه إهدارا للمال العام

 

 

 

لا شك أن أى مهرجان مسرحى يظهر على الساحة العربية هو إضافة للحركة المسرحية، ونافذة حقيقية لتسليط الضوء على مشاكل وهموم الأوطان، لأن المهرجانات تعد ساحة لطرح ومناقشة الأفكار المختلفة لتحقيق الحوار، والتعريف برسالة المسرح. وخلال الفترة الماضية ظهرت مهرجانات مسرحية جديدة، وعادت مهرجانات أخرى للظهور بعد فترة توقف، ومنها مهرجان المسرح العربى بالهناجر، وملتقى نوبة صحيان بالإسكندرية، ومهرجان المسرح القومى المصرى، وغيرها من المهرجانات، كما يفكر وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور فى عودة مهرجان المسرح التجريبى، برغم ما يواجهه من اعتراضات، وما يراه البعض فيه من إهدار للمال العام، وتشويه للحركة المسرحية. حول أهمية المهرجانات المسرحية، وكيف ينظر إليها صناع المسرح من كتاب ومخرجين وفنانين؟ وما جدوى إعادة مهرجان المسرح التجريبى؟.. كل هذه الأسئلة وغيرها وضعناها على مائدة المسرحيين لنتعرف على آرائهم. فى البداية يقول المخرج الكبير جلال الشرقاوى إن هناك مقولة يحفظها أغلب المسرحيين تنسب إلى رائد مسرح الفن فى موسكو قسطنطين ستانسلافسكى: «أعطنى مسرحاً أعطك شعباً عظيماً»، وأنا أضعها على واجهة مسرحى، وذلك لأن الممثلين فى المسرح يخاطبون الجمهور مباشرة ويمكنهم التأثير فيه، والمهرجانات المسرحية من الممكن أن تكون ذات فائدة عظيمة إذا استغلها القائمون على هذه المهرجانات جيداً، لأنها تتوجه إلى أطراف العرض المسرحى من ممثلين ومخرجين ومؤلفين ولجنة تحكيم وجمهور، ولكن ما يحدث فى مصر أن قواعد تلك المهرجانات ولوائحها بها ثغرات كثيرة، ويضعها غير المحترفين وغير الأكاديميين، وبالتالى فأنا ضد مهرجان المسرح القومى وأقاطعه لهذا السبب، أما فكرة عودة مهرجان المسرح التجريبى فهى إهدار للمال العام، وأنا كنت ضد هذا المهرجان فى عهد الوزير الأسبق فاروق حسنى، وعودته لا معنى لها، وتدل على أن القائمين على المسرح لا فكر جديدا لهم، ويعيدون الفكر القديم العقيم، لأن ذلك المهرجان المسمى بالتجريبى هو تخريبى وليس تجريبيا، وعودته كارثة حقيقية، وفيروسا سيصيب المسرح. الكاتب المسرحى الكبير يسرى الجندى قال إن المهرجانات المسرحية من المفترض أن تكون فرصة للتعارف بين المهتمين بالمسرح، ومناسبة مهمة، وفرصة استثنائية على طريق النهوض بالواقع المسرحى، وتطوير الحركة المسرحية وتفعيلها على المستويات كلها، ولا أغالى إذا قلت إنه من الصعب أن يتطور المسرح ويرقى بعيدا عن إقامة المهرجانات المسرحية، بل إن التجربة التاريخية للمسرح منذ بداياته تؤكد أن المهرجانات التى كانت تقام فى الأعياد والمناسبات والمواسم هى التى أنتجت هذا الفن، ودفعته خطوات كبيرة نحو الأمام، ولا ينبغى أن نحصر المهرجانات فى حصد الجوائز، أما ما يخص مهرجان المسرح التجريبى وعودته فأنا ضد عودته بنفس الصيغة السابقة، فهذا المهرجان دمر أجيالا مسرحية وغربها عن واقعها ومشاكلها، وجعلها تهتم بما هو بعيد عن المسرح بحجة التجريب. الفنانة القديرة سيدة المسرح العربى سميحة أيوب قالت لـ«اليوم السابع» إن المسرح هو الكلمة، وإذا غابت الكلمة غاب المسرح، والمهرجانات الحقيقية هى المهرجانات التى تهتم بالكلمة فى المسرح، وتختار عروضها وفق ما يحدثه العمل من تأثير على مشاهده، وأنا ضد عودة مهرجان المسرح التجريبى، إلا إذا كان بصيغة مختلفة، ويكون الأساس فيه لمسرح الكلمة وليس الرقص والحركات غير المفهومة التى لا تنتمى للمسرح بشىء. الدكتور محمود أبودومة المخرج المسرحى المعروف والأستاذ بالجامعة الأمريكية بقسم المسرح قال لـ«اليوم السابع» إن المهرجانات تحدث حالة التواصل مع المسرحيين والمختصين، من خلال العروض التى تقدم، وحالة الحوار التى تؤدى لفتح الأفق الفكرى والبعد الفنى للمسرح، من خلال تبادل الأفكار وتضارب الآراء، أو توافقها، فيصير المسرح نقطة تواصل مهمة، وأنا من خلال مؤسستى «آى آكت» ننظم مهرجان نوبة صحيان، وهو ملتقى عربى مسرحى ومهرجان آخر بعنوان «الشوارع الخلفية»، وهو مهتم أكثر بالتجارب الشابة لمسرح الشارع، وأى مهرجان يعتبر خطوة لبداية نهضة وحراك مسرحى. الدكتور أحمد سخسوخ الناقد المسرحى الكبير والعميد الأسبق لمعهد الفنون المسرحية قال إن المهرجانات المسرحية فرصة للتواصل بين المسرحيين فى العالم، وبين الجمهور والمسرحيين والعكس وبشكل مباشر وعلنى وخاص أحياناً، وتشكّل فرصة لمشاهدة عروض لدول أخرى، ربما لا تتسنى عموماً للمشاهد المحلى إلا عبر هذه المهرجانات، إضافة إلى أنها تسهل عملية تصدير فكر مكان ما لآخر، عبر فرجة مبرمجة ثقافياً وليست منهجية على الأغلب، ومهرجان المسرح التجريبى له مميزات وله عيوب، فقد كانت من أهم مميزاته الإصدارات والكتب التى كانت تضيف للمكتبة المسرحية نصوصا ودراسات مهمة، وأيضا فكرة التلاقى العربى العالمى كانت مهمة، ولكن العيوب كانت فى الفهم الخاطئ لمفهوم التجريب، فقد حصر المهرجان نفسه فى جزء واحد وهو التجريب فى الحركة والإيماء، والتعبير، والرقص، والجسد.

 

جمال عبد الناصر

http://www1.youm7.com/


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *