شارلى شابلن يلهم متسابقى مهرجان الشخص الواحد

 

 

 

تحول شارع خليج الخور الضيق بوسط القاهرة، الأسبوع الماضى، إلى طاقة نور تشع فنا وبهجة من خلال مهرجان الشخص الواحد الذى أطلقه المخرج الدءوب أحمد السيد على خشبة مسرح أوبرا ملك

 

ليفجر مواهب أكثر من 120 شابا وطفلا ممن تتراوح اعمارهم بين 10 و20 عاما، وهى فرصة اتاحت لهم اكتشاف قدراتهم في فنون الأداء المختلفة، فوقفوا على خشبة المسرح يتسابقون الواحد تلو الآخر، بحيوية ورشاقة وكأنهم يستمدون من صورة الممثل الانجليزى الشهير شارلى شابلن في خلفيتهم، طاقته وإصراره على إسعاد الناس من حوله رغم أى معوقات.. وبعيدا عن جوائز المهرجان المادية، فإن ثمانية من الفائزين ستتاح لهم فرصة المشاركة في عرض مسرحى واحد من إنتاج مسرح أوبرا ملك في الأيام القادمة.

على مدى اربعة أيام استمتع مشاهدو مهرجان الشخص الواحد بحوالى 114 عرضا فنيا، بمعدل 30 عرضا في اليوم، وهى عروض لم تتجاوز مدتها عشر دقائق وتنوعت بين فنون التمثيل والرقص والمايم والغناء والعزف والحكى، وشتى فنون الأداء المباشر الذى يخلق حالة تفاعل مع الجمهور، ليس داخل مسرح ملك الصغير فحسب، بل إن عشاق رقص الشوارع أو ما يطلق عليه (رقص الباتل) حولوا هذا الشارع الضيق إلى ساحة رقص كبيرة التف حولها المارة من هنا وهناك، فتولدت حالة من لفت الانتباه لمكان المسرح المفتتح حديثا، وهو ما جعل أحمد السيد يأمل في أن يتحول هذا الشارع مستقبلا إلى ممشى فنى يقدم فيه كافة الموهوبين عروضهم يوميا بعد السادسة مساء مثلما يحدث في كثير من المدن الأوروبية الصغيرة

قيمة المهرجان أنه منح تلك الفئات العمرية الفرصة للتعبير عن الذات واكتشافها وطرحها ايضا أمام الجمهور باعتباره أهم ناقد لديه القدرة على فرز الجيد من الردىء، حتى أنهم اختاروا لجنة التحكيم بأنفسهم عبر استبيان أجراه مسئولو المهرجان قبل انطلاقه.. ومن هنا تتولد لدى كل موهبة فكرة تطوير نفسها أو حتى البحث عن موهبة اخرى إذا فشلت تجربته.. كل هذا جعل المتسابقين يطرحون امام الجميع الأفكار المتصارعة داخلهم، لذلك تناولت عروضهم موضوعات تخص التعاون والبطالة والعنوسة والادمان والتدخين والحرية وقبول الآخر وقيمة الوطن والعدالة والمواطنة وغيرها من الافكار التى يهذبها الفن بدلا من تشويشها أو كبتها أو تركها كالقشة في مهب رياح الأفكار الظلامية.

ولعل ما اكد هذا الهدف النبيل ما شاهدناه من لجنة التحكيم الشبابية المكونة من الفنانين حمزة العيلى، فيروز كراوية، المخرج الأمريكي لوك لينر، الكاتب والمؤدي علي قنديل، مصمم الاستعراض ضياء شفيق، والشاعر عمر جاهين، فقد كانوا يتفاعلون مع أغلب أبطال العروض بعد انتهائهم من تجربة الأداء فيوجهونهم علنا أمام الجمهور ويرشدونهم لإيجابياتهم وسلبياتهم وطرق تلافيها، وهى خطوة جيدة لتعم الفائدة على الجميع ولتمنح كل من يملك الموهبة دفعة هائلة لإظهارها دون خجل او خوف.

 

باسم صادق

http://www.ahram.org.eg/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *