إجماع على أن الجمهور سيبقى هاجرا للمسرح إذا لم يُدرج في المنظومة التربوية

 

 

 

أكد فاعلون في المسرح بخصوص إشكالية الجمهور والفن الرابع أن الجمهور يبقى عازفا عن قاعات المسرح، بغض النظر عن المهرجانات إن لم يتم إدراج المسرح في المنظومة التربوية، فلابد من فتح التكوين في المدارس لتكوين جيل له ثقافة مسرحية يحلل فيها رموز وشفرات العروض، كما نوه البعض منهم بأهمية الإعلام في تثقيف الجمهور مسرحيا.

على هامش المهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته التاسعة، قامت «المحور اليومي» بفتح نقاش حول إشكالية الجمهور والمسرح، أو بصفة أدق بينه وبين العرض المسرحي الذي يحوّل من نص مقروء إلى إبداع فوق الركح، وعليه يقول المخرج والممثل عباس محمد إسلام أن إلزامية إخراج المسرح من القاعة إلى الشارع، واستهل عبد الناصر خلاف حديثه بضرورة إدراج المسرح في المدارس، أما الناقد محمد بوكراس، فنوه إلى أهمية الإعلام في تثقيف الجمهور مسرحيا.
عباس محمد إسلام: «لابد من إخراج المسرح إلى الشارع ليتطرق إلى مواضيع عاكسة للواقع» شدد المخرج والممثل عباس محمد إسلام لـ«المحور اليومي» على لزوم إخراج المسرح من القاعة إلى الشارع في مواضيع تليق بالمواطن، وهذا بقوله: «لكي نعيد الجمهور لقاعات العرض، لابد من ذوي الاختصاص من الممثلين والمخرجين وغيرهم أن يعوا جيدا هذه القضية، ومن الواجب إخراج المسرح من القاعة إلى الشارع في مواضيع عاكسة للواقع الذي نعيشه، ونتفادى التهريج ومما يتبعه من كلام مبتذل، لابد من دراسة أكاديمية للمسرح وليس كل من هب ودب يمثل ويخرج، لابد من التكوين الجاد الذي يفتح الممارسة الفعلية للمسرح ومنه نصل للإحترافية، وهنا أخص بالذكر الممثل والدور الذي يلعبه في الفعل المسرحي بكونه حامل لخاصية الفن الرابع، ولا يكفي أن يكون مؤديا وإنما عليه أن يكون مفكرا».وواصل قائلا: «ليس شرط أن نعود إلى مسرح الحلقة والقوال لكي يسترجع المسرح جمهوره، إنما هناك مسرح الشارع وهو قائم بذاته في مهرجان أورياك، وهذا لا يصب في أن يخرج الجمهور من القاعات لتقديم أعمال بسيطة إنما نخرج للشارع لنقدم عرضا يتسم بمفردات المسرح، كما نبقى دائما نعاني من مشكلة عزوف الجمهور ما دمنا لم ندخل المسرح في المنظومة التربوية، ومنه نكوّن جمهورا له ثقافة مسرحية، إن يكن فيها التلميذ كاتبا أو مخرجا أو حتى ممثلا سيكون جمهور له ثقافة مسرحية يستطيع أن يقرأها ويفك شفراتها».
عبد الناصر خلاف: «من الضروري إدراج المسرح في المناهج المدرسية»
من جهته، أكد الباحث والناقد عبد الناصر خلاف على ضرورة إدراج المسرح في المدارس كما أوضح: «في الكثير من النقاشات والمقابلات، تحدثت عن المعادلة بين الجمهور وصناع العرض المسرحي، فالمسرح الذي يريده الجمهور يطرح دائما عن اشتغال المخرج المسرحي لأي جمهور يقدم العرض ولأي فئة عمرية أيضا، وأن يكون توجيه المسرحي أقصد هنا نوع العرض إن كان كوميديا أو فكريا هل هي مسرحية تراجيدية أم منودراما، فلابد دائما من أن نشير إلى نوع المسرحية، فيدخل الجمهور وهو يريد أن يضحك فيجد أن المسرح عبثية، فالمسرح الذهني مثلا نجده لا يحدث فوق الخشبة لكن يحدث في ذهن المتلقي، ومن جهة يتطلب من الجمهور أن يرتقي للعروض المسرحية بأن تكون له ثقافة مسرحية أين يفهم الرمز وتفسيره».وقالت: «وأجد أن المنظومة الحياتية أو السياسية هي من تتحمل المسؤولية، والسياسي للأسف يريد دائما أن يكون المثقف في خدمته، لكن من المفروض على المسرح أن يبني حوارا ونتعلم النقاش والاتصال، ويعلمنا أن نسمع بعضنا وأن نتخذ مواقف في الحياة، لكن للأسف المدرسة الجزائرية لا يوجد فيها مسرح، وبالتالي ما تنتظره من تلميذ لا يعرف المسرح ولا يذهب إليه، لذلك أجد أنه من الضروري جدا أن يعاد التفكير في إدراج المسرح في المناهج المدرسية، حينها نقوم بالتوقف عن بناء الملاعب ونبني الكثير من المسارح».
محمد بوكراس: «لا أعلم من عليه الترويج للمسرح وشد انتباه الجمهور»
أما الناقد محمد بوكراس، فنوه إلى أن تكوين الجمهور يكمن في الترويج لثقافة المسرح عبر الإعلام، وقال: «حين نطرح سؤال أي مسرح يريده الجمهور؟، أعتقد أن الجمهور الجزائري هو جمهور ذواق بامتياز لأنه يعيش حياة اجتماعية وسياسية متغيرة، اكتسب من خلال التعددية السياسية التي يشرف على عمرها أكثر من 25 سنة خبرة بما يتعلق بالحراك السياسي والاجتماعي، وهذا ما أعطى لنا جمهورا ذكيا وذواقا، ولذلك يحتاج المسرح لأن يكون مواكبا للحياة الاجتماعية، ومن المؤكد لما يجد المتلقي نفسه داخل العروض يجد انشغالاته اليومية، أعتقد أن الجمهور يريد هذا النوع من المسرح .
صارة بوعياد

 

http://elmihwar.com/


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *