في دمشق… أطفال يواجهون العنف بالمسرح

 

 

 

ببراءة طفل يعيش خوف الحرب سأل أحد الأطفال: «هل سنتعرض للهاون في هذا المكان؟»، فلم يجد المشرف على الورشة إجابة سوى التأكيد أن الهاون غير مرتبط بمكان أو زمان فجميع سكان دمشق معرضون له.

مشرف الورشة المسرحي أحمد كنعان قرر تحريض الإبداع لدى الأطفال وتنظيم فعالية حملت اسم «أطفال يبدعون» في أحد مقاهي دمشق القديمة. هناك اجتمع بـ12 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 7 و12عاماً، وقرر منحهم فرصة لإطلاق مواهبهم وابتكار مسرحيتهم الخاصة وتمثيلها لإمتاع الجمهور بعمل مسرحي كتبه وأخرجه أطفال يعيشون الحرب.

ويؤكد كنعان أن آثار الحرب بدت واضحة في تصرفات الأطفال وردود أفعالهم، «وحتى في تعليقاتهم، فهم يستمعون لصوت القذائف ويتبارون في تحديد مصدرها أو نوعها حالهم حال سكان هذه العاصمة جميعاً». ويوضح أن الموضوع الذي اختاره الأطفال «جاء متلاقياً مع أحداث البلد فقد جعلوا من أحد مراكز الإيواء مكاناً لعملهم، ومن أطفال هذا المركز الافتراضي أبطالاً لمسرحيتهم المرتقبة».

يومياً يجتمع الأطفال الآتون من بيئات اجتماعية وثقافية وحتى دينية مختلفة، ويتناقشون للوصول إلى الصيغة النهائية لعملهم، وهم يتعلمون بطريقة غير مباشرة فن المسرح وكيفية الكتابة له. ويبين كنعان أن «غالبية الأطفال رغم تباين مواهبهم يملكون معلومات مقبولة عن الدراما استقوها غالباً من التلفزيون أو برامج الأطفال»، لافتاً إلى أنه حرص على تعليمهم فن المسرح «لأنه أبو الفنون وهو يضم غالبية الفنون وحتى العمل المسرحي المرتقب سيضم هويات عدة من غناء ورقص وتمثيل ورسم». ويكرر دائماً أنه لا يعلم الطفل وإنما يحرضه ويسهل عليه إبداعه الكامن فيه.

ويقول كنعان إن «الغاية الأساسية من الورشة هي دفع الطفل لاكتشاف قدراته، وتفريغ الانفعالات السلبية، واكتشاف المواهب ومحاولة تقديم رعاية خاصة لها، بالإضافة إلى  تقوية احترام الطفل للقانون من خلال الالتزام بشروط الورشة، وتنمية روح التشارك من خلال وجبة طعام تقدم في الاستراحة، وتنمية الرغبة الاختلاط وإقامة الصداقات».

ولمنح الأطفال المزيد من الفائدة، قرر كنعان استضافة عدد من الضيوف تتنوع اختصاصاتهم ما بين الموسيقى والصحافة، وتقديم الأطفال للوسائل الإعلامية لمنحهم تجارب جديدة وتعليمهم كيف يقدمون أنفسهم ويتحدثون عن مشاريعهم.

دمشق – مودة بحاح (مدرسة الحياة)

http://alhayat.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *